شاءت الأقدار أن أحضر كأس الدرعية للتنس الذي اختتم قبل أيام بمشاركة أفضل لاعبي العالم، ولا أنكر بأنني ذهلت من مستوى الاحترافية في التنظيم، كنت أعلم بأن مستوى التنظيم عالٍ، لكن لم أتوقع بأنه لا يقل عن مستوى بطولات عالمية حضرتها في دول متقدمة رياضيًا، وفرحت كثيراً بأنه جاء اليوم الذي أشاهد فيه وطني الغالي يستضيف أحداثاً عالمية ونجوماً عالميين في رياضات مختلفة، ويظهرها للعالم بهذه الجودة العالية. سألت المسؤولين في هيئة الرياضة عن سر ما يحدث في رياضتنا هذه الأيام من استضافة لأحداث عالمية كبرى بشكل متتابع، كون الفترة القصيرة الماضية شهدت تنظيم بطولة السوبر كلاسيكو بين البرازيل والأرجنتين، وسباق الفورمولا إي، ونزال الدرعية التاريخي للملاكمة، وبطولة الدرعية للتنس، وبطولة الفروسية الدولية، والسوبر الإيطالي، والسوبر الأسباني، ورالي داكار، وأحداث أخرى ربما سقطت سهواً من كثر المناسبات الرياضية، ووصلت إلى إجماع واتفاق على أن سمو ولي العهد -حفظه الله- حريص جداً على دفع عجلة الرياضة السعودية نحو الأمام، ويدعم الهيئة الرياضة ومسؤوليها بما يكفل تحقيق طموحاته التي وصفها يوماً بأنها «عنان السماء». العاملون في هيئة الرياضة، من أكبر مسؤول الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل إلى أصغر موظف، يبذلون مجهودات لا يمكن معرفة حجمها إلا ممن شاهدها في أرض الميدان، ومن يرى ويطلع على ما يعملونه ويقدمونه لا يستغرب نجاح مملكتنا في تنظيم البطولات والأحداث العالمية، إذ يبرهنون في كل مناسبة بأن لدينا طاقات بشرية تستحق أن نراهن على نجاحنا في احتضان أي حدث رياضي عالمي، لأن من يعمل ليل نهار إلى حد عدم مغادرته مكتبه ونومه فيه، تأكد بأنه سيقدم عملاً احترافياً ومثالياً. المحبط حقاً، أن هنالك من يقيم عمل هيئة الرياضة ورئيسها وفقاً لما يحدث في ملاعب كرة القدم، إن تعرض فريقه المفضل لظلم تحكيمي أو لخطأ من إحدى اللجان تجده يوجه سهام نقده وسخطه نحو الهيئة ومسؤوليها، وينسف جميع نجاحاتهم، والصحيح أنه لا علاقة لهيئة الرياضة بقضايا الأندية في الدوري، هنالك اتحاد منتخب، ورابطة الدوري للمحترفين، هم المسؤولون عن الكرة وأحداثها، أما هيئة الرياضة فإن أردنا تقييم عملها وعمل مسؤوليها فلابد أن نكون عقلانيين ومنصفين، وألا نخلط بين ميولنا وآرائنا، وقبل ذلك نعرف ما المطلوب من هيئة الرياضة؟ وما مسؤولياتها؟، لذلك أقول للرياضيين في مملكتنا، لا تخلطوا الأوراق، وانصفوا العمل العظيم الذي تعيشه رياضتنا.