أكد الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، أن الجيش الجزائري ككل جيوش العالم له الحق في الاندماج مع قرارات الأممالمتحدة، والاتحاد الإفريقي، والمشاركة في المهام السلمية خارج بلاده، كما حدث في الكثير من المرات، وأنه آن الأوان لأن تخرج الجزائر من قوقعتها. وأوضح الرئيس الجزائري في مقابلة صحفية مع وسائل إعلام محلية، ليل الجمعة، أن الجزائر هي الدولة الوحيدة تقريباً التي لديها فلسفة عدم مشاركة الجيش في عمليات خارج الحدود، لكن الكثير من الدول تعتقد أن الهجوم أحسن من الدفاع ضمن الحدود، مشيراً في سياق التدليل إلى حادثة "تقنتورين" العام 2013، وتسلل إرهابيين من ليبيا، وطبعاً لا يمكن الدخول إلى الدول الا باتفاقيات معها، ومع الأممالمتحدة. وشدد ذات المتحدث، على أن الجيش الجزائري لن يشارك ولن يكون طرفاً في أي عدوان، ولن يخرج بقرار من الرئيس أو قائد أركان الجيش بل بإرادة الشعب، وبصفة ديمقراطية بعد تصويت ثلثي أعضاء البرلمان الجزائري. وفي رده على أسئلة الصحفيين حول الأزمة الليبية، والتطورات الأخيرة، أكد الرئيس تبون على أن طرابلس خط أحمر، لأن انهيارها هو انهيار الدولة الليبية، وأن ما يهم الجزائر اليوم حقن الدماء، لأن الدماء التي تراق دماء الليبيين، وليست دماء من يقود حرباً بالوكالة. وأضاف الرئيس الجزائري، أن الجزائر تقف على نفس المسافة مع جميع أطراف الصراع في ليبيا، وليس لديها أية أطماع غير إحلال السلام، وكل الأطراف الليبية عبرت عن ثقتها في الوساطة الجزائرية، والحل نراه في المساهمة بمشاركة مصر وتونس في حل الأزمة. وفي سياق آخر، حذر الرئيس الجزائري من التكالب الأجنبي على بلاده، والتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي على إثارة الفوضى، متهماً جهات لم يسمها، بأنها تحضر لشيء ما، معرباً عن أسفه على أن هناك أناساً داخل البلاد منسجمون تماماً مع هذه المساعي، ولكنها كما فشلت في المخطط "أ" ستفشل في المخطط "ب" وأيضا في المخطط "ج". وعن العلاقات الجزائرية الفرنسية، ولقائه الأخير بالسفير الأميركي، قال الرئيس الجزائري، إن علاقتنا مع فرنسا هي علاقة بين دولتين مستقلتين ذات سيادة، وإنه لا توجد ذرة غبار في العلاقات مع الولاياتالمتحدة الأميركية، كما أن علاقاتنا سوية مع كل الدول، ولم نتحالف يوماً ما ضد دولة، وليس لدينا ما نخفيه عن شركائنا. وفي الشأن المحلي، حسم الرئيس تبون الجدل حول الثوابت الوطنية في الدستور القادم، وأنها ثابت لا يتغير وما حدث من نقاشات "سحابة عابرة"، كما شدد على أن الجزائر سترفع الحجر بصفة تدريجية، وفق توصيات اللجنة العلمية، والرهان يبقى على التحقيق الوبائي الذي أطقله الحكومة لمعرفة الأسباب ارتفاع الإصابات.