تشرف الهيئة الملكية لمحافظة العلا على عملية تطوير بيئي واسعة النطاق لإعادة التوازن الطبيعي في محمية شرعان التي تمثل نظاماً طبيعياً كاملاً وفعالاً تماماً مثلما كانت منطقة العلا قبل مئات السنين. وقد حققت الهيئة نجاحات مهمة، في المراحل الأولى، إضافة لولادة جيل من الغزلان، فقد تمت إعادة تأسيس الغطاء النباتي الذي تحتاج إليه هذه الغزلان من أجل البقاء. ووقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في يونيو 2019 اتفاقية مع منظمة بانثيرا، الرائدة عالمياً في مجال حماية القطط البرية والتي تدير مبادرات في 39 دولة. والاستفادة من خبرات المنظمة، التي تضم فريقاً من علماء الأحياء وخبراء القانون وخبراء حماية القطط البرية، بالإضافة إلى ما تتمتع به من تكنولوجيا متطورة، ضمن مساعي هيئة العلا لتعزيز جهود الحفاظ على النمر العربي. وتعتمد الهيئة الملكية لمحافظة العلا نهجاً مستداماً في تنفيذ استراتيجيتها، حيث تُشكِّل إعادة النمور العربية جزءاً من الخطة الرئيسة الثالثة ضمن استراتيجية الهيئة، إذ تصنف شرعان منتجعاً طبيعياً بفضل خصائصها الجيولوجية والطبوغرافية والبيئية. ويستهدف هذا العمل، إضافةً إلى ثلاث خطط رئيسة أخرى ضمنتها استراتيجية الهيئة، جعل محافظة العلا وجهة عالمية للثقافة والتراث الطبيعي والسياحة البيئية، توفّر للزوار تجربة مميزة ضمن مشهد عربي عريق يتعايش فيه الزوار والسكان مع التاريخ البشري والثراء الطبيعي. وقال فرانك ريتكيرك، مدير عمليات إكثار الحيوانات في المحميات الطبيعية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: "سنعمل على إعادة توطين أحد أكثر الحيوانات المفترسة فتكاً بالغزلان، وهو النمر العربي المهدد بالانقراض، فعلى عكس ما تشتهيه الغزلان والوعول، فإن خطط استعادة النظام البيئي بالكامل تعني أن حياتها لن تكون آمنة كما هي في حدائق الحيوان. فالنظام البيئي يمثل سلسلة غذائية كاملة فيها كل من المنتِجات، والمستهلكات، والمفترسات العلوية. إذ كان النمر العربي سابقاً واحداً من الأنواع الأصلية التي سكنت العلا، ووجوده يمثل جزءاً من التنوع البيئي والتاريخي للمنطقة، وهو ما يزال حتى الآن جزءاً من تراث المنطقة والموروث الشعبي لأهلها. إلا أن عدداً من المشكلات البيئية والممارسات كالصيد تسببت بخفض أعداد هذه النمور كثيراً. وعليه، نحن نعمل الآن على إكثار هذه القطط الكبيرة مجدداً متبعين جدولاً زمنياً يمتد من خمس إلى عشر سنوات".