سجّلت الولايات المتّحدة الخميس 941 وفاة إضافيّة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك إجماليّ الوفيّات الناجمة عن الوباء في هذا البلد إلى 113,774 حسب حصيلة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز. وأظهرت بيانات نشرتها عند الساعة 20,30 بالتوقيت المحلّي (الجمعة 00,30 ت غ) الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ، أنّ الولاياتالمتحدة هي البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات (2,021,990). وما زالت الولايات المتّحدة تسجّل أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بالفيروس يومياً، وهي تجد صعوبة في خفض هذا الرقم. وحتى شهر خلا، كانت ثلاث ولايات تقع على الساحل الشرقي للبلاد هي نيويورك ونيوجيرسي وماساتشوستس تختصر لوحدها نصف عدد الوفيات المسجّلة في سائر أنحاء الولايات المتّحدة، لكن مذاك انتقلت بؤرة الوباء إلى ولايات الغرب الأوسط والجنوب وقسم من الغرب. والولايات المتّحدة هي بفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرّراً من جرّاء جائحة كوفيد-19 إن على صعيد الإصابات أو على صعيد الوفيات، لكنّ دولاً أخرى عدة هي أكثر تضرّراً منها من حيث معدّل الوفيات بالنسبة لعدد السكان، وفي مقدّم هذه الدول بلجيكا (83 وفاة لكل 100 ألف نسمة)، تليها المملكة المتحدة (60) ثم إسبانيا (58) وإيطاليا (56) والسويد (47). وتجري الولاياتالمتحدة يومياً نصف مليون فحص مخبري لكشف المصابين بالفيروس. ووفقاً لمقياس وضعه باحثون في جامعة ماساتشوستس استناداً إلى 11 نموذجا وبائيا، يتوقّع أن يبلغ عدد الوفيات بكوفيد-19 في الولايات المتّحدة 130 ألف وفاة بحلول 4 تموز/يوليو، عيد استقلال الولاياتالمتحدة. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الخميس إن الولاياتالمتحدة لن تفرض إغلاقا جديدا لمكافحة فيروس كورونا المستجد، على الرغم من ظهور بؤر جديدة للفيروس في بعض الولايات. وصرّح منوتشين في مقابلة مع شبكة «سي ان بي سي» الأميركية «لا يمكننا أن نغلق الاقتصاد. أعتقد أننا تعلّمنا أن إغلاق الاقتصاد يتسبب بمزيد من الأضرار». زيادة الفقر قال باحثون في تقرير أمس الجمعة إن التداعيات الإقتصادية لجائحة فيروس كورونا المستجد قد تدفع 395 مليون شخص إضافيين إلى الفقر المدقع وتزيد إجمالي من يعيشون على أقل من 1.9 دولار يوميا على مستوى العالم إلى أكثر من مليار شخص. وقدم هذا التقرير الذي نشره المعهد العالمي لبحوث الإقتصاد الإنمائي التابع لجامعة الأممالمتحدة، عددا من الاحتمالات تأخذ في الاعتبار خطوط الفقر المختلفة التي حددها البنك الدولي - من الفقر المدقع بالعيش على 1.9 دولار أو أقل في اليوم، إلى أعلى خطوط الفقر بالعيش على أقل من 5.5 دولارات في اليوم. وفي ظل أسوأ احتمال وهو حدوث انخفاض نسبته 20 في المئة في دخل الفرد أو استهلاكه، يمكن أن يرتفع عدد الذين يعيشون في فقر مدقع إلى 1.12 مليار شخص. وإذا جرى تطبيق مثل هذا الانخفاض على حد 5.5 دولارات بين الشريحة العليا من البلدان المتوسطة الدخل فقد يدفع ذلك أكثر من 3.7 مليارات شخص، أو ما يزيد قليلا عن نصف سكان العالم، للعيش تحت خط الفقر هذا. وقال آندي سومنر أحد المشاركين في إعداد التقرير «الآفاق بالنسبة للأشخاص الأشد فقرا في العالم تبدو قاتمة ما لم تبذل الحكومات المزيد من الجهود على نحو سريع وتعوض الخسارة اليومية للدخل التي يواجهها الفقراء». وأضاف «النتيجة هي أن التقدم في الحد من الفقر يمكن أن يرتد للوراء 20 إلى 30 سنة وتجعل هدف الأممالمتحدة إنهاء الفقر كأنه أضغاث أحلام». كما وجد الباحثون من كينجز كوليدج بلندن والجامعة الوطنية الأسترالية أن الفقر قد يتغير في توزيعه الجغرافي. فالمنطقة التي يتوقع أن تشهد أكبر عدد من الأشخاص المعرضين لخطر الانزلاق إلى الفقر المدقع هي جنوب آسيا تقودها إلى ذلك بالأساس الهند المكتظة بالسكان، وتليها منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، حيث سيأتي منها نحو ثلث الزيادة. وقال البنك الدولي يوم الاثنين إنه يتوقع أن ينزلق ما بين 70 و100 مليون شخص إلى الفقر المدقع بسبب هذا الوباء العالمي. تصاعد الإصابات سجلت الهند زيادة يومية قياسية في الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد الجمعة وأصبحت الآن رابع أشد الدول تضررا من الفيروس في العالم، فيما يزيد احتمالات إعادة فرض إجراءات العزل العام بعد أيام فقط من رفعها. وبدافع من الحرص على انعاش الاقتصاد إثر حوالي 70 يوما من العزل العام، أعادت الحكومة هذا الأسبوع تشغيل معظم وسائل النقل العام وفتحت المكاتب ومراكز التسوق، على الرغم من إشارة مسؤولي الصحة إلى أنه لا يزال أمام البلاد أسابيع قبل أن يتسطح منحنى الإصابات. وذكرت وزارة الصحة يوم الجمعة أن عدد الحالات زاد بواقع 10956 حالة عن اليوم السابق مع زيادة الاصابات الجديدة في مدن دلهي ومومباي وتشيناي. وقال الدكتور ف. ك. بول، رئيس فريق العمل الحكومي للتصدي للجائحة، إنه لا تظهر أي إشارة في الأفق تدل على نهاية سريعة للأزمة. وقال بول في مؤتمر صحفي «سكان البلاد لا يزالون معرضين للخطر، وهذا الفيروس موجود.. لقد احتويناه، لكن المعركة ستستمر لأشهر». وبحسب إحصاءات رويترز، رفعت الإصابات الجديدة العدد الإجمالي في الهند إلى 297535، لتحل محل بريطانيا في المرتبة الرابعة بين أشد الدول تضررا من الفيروس. وبلغت الوفيات 8498، وهو رقم صغير بالنسبة لسكان البلاد البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة. وزادت الوفيات في بريطانيا عن 41 ألفا. وأمر رئيس المسجد الجامع في دلهي، وهو أحد أكبر مساجد البلاد، بوقف صلاة الجماعة حتى نهاية الشهر.