ترتفع أصوات المحاربين للعنصرية من جميع أنحاء العالم بعد الحادثة التي أثارت الرأي العام وانتفض على إثرها العديد من شعوب الدول مناهضين للتمييز العنصري بجميع أشكاله. واحتشد في أستراليا أمس السبت عشرات الآلاف تضامنا مع المحتجين بالولايات المتحدة الذين ثاروا لموت رجل أسود إثر اعتقاله بعنف، وذلك بعد أن رفعت السلطات في إحدى المناطق الأسترالية حظراً على التجمع كان مفروضاً بموجب قواعد التباعد الاجتماعي. وسمحت محكمة الاستئناف في نيو ساوث ويلز بالتجمع في سيدني، حيث شارك الآلاف في المسيرة مع تواجد الشرطة. ودعا أيضاً الأستراليون الذين حركهم موت الأميركي جورج فلويد في مدينة منيابوليس بعدما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه لما يقرب من تسع دقائق إلى كف الشرطة في أستراليا عن إساءة معاملة السكان الأصليين. وجاءت الاحتجاجات رغم أن السلطات دعت في وقت سابق إلى البقاء بالمنازل والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي لاحتواء انتشار فيروس كورونا. واحتشد أكثر من عشرة آلاف في برزبين وفقاً لتقديرات الشرطة، ووضع كثيرون على وجوههم أقنعة كُتب عليها «لا أستطيع التنفس»، وهي آخر الكلمات التي نطق بها فلويد. وفي فرنسا حظرت الشرطة تظاهرات كان مقرراً تنظيمها أمام السفارة الأميركية وفي الحدائق القريبة من برج إيفل في باريس أمس السبت مع تصاعد موجة الاحتجاجات في أنحاء العالم. وقالت إدارة شرطة باريس أنها قررت حظر التظاهرات بسبب المخاوف من الاضطرابات الاجتماعية والأخطار الصحية الناجمة عن التجمعات الكبيرة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد. وكانت قد اندلعت اضطرابات خلال تظاهرة أخرى مناهضة للشرطة في العاصمة الفرنسية يوم الأربعاء. وشارك الآلاف في التظاهرة على الرغم من الحظر الذي فرضته الشرطة على التظاهرة التي خرجت في ذكرى أداما تراوري، وهو شاب فرنسي أسود يبلغ من العمر 24 عاماً لاقى حتفه في عملية للشرطة عام 2016 في واقعة شبهها البعض بمصرع فلويد. ورفضت سبيث ندياي المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية يوم الأربعاء مقارنات بين عنف الشرطة في فرنسا والولايات المتحدة وقالت إنه لا يوجد عنف ممنهج من جانب الدولة في فرنسا وإنه يجري التحقيق في الحوادث بشكل كامل ومعاقبة المسؤولين. ومع امتداد الاحتجاجات للمكسيك قام رجال ونساء ملثمون يحتجون على انتهاكات الشرطة بتخريب مبانٍ ورشق السفارة الأميركية في العاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتي بالحجارة في الوقت الذي اعتقلت فيه السلطات ثلاثة رجال شرطة لإخماد الغضب بشأن موت رجل أثناء احتجاز الشرطة له. ويطالب المحتجون بمحاسبة السلطات على موت عامل البناء جيوفاني لوبيز الذي توفي أثناء احتجاز الشرطة له في ولاية خاليسكو بغرب المكسيك الشهر الماضي. ولم تُعرف ملابسات موت لوبيز ولكن شريطاً مصوراً على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر شاباً قيل إنه لوبيز والشرطة تعتقله في أوائل مايو. إلى النمسا شارك نحو 8500 شخص في مسيرة لحركة «حياة السود مهمة» في العاصمة فيينا يوم الجمعة بدأت أمام مبنى السفارة الأميركية، حسبما قالت الشرطة. ويوم الخميس، احتشد نحو 50 ألف شخص في شوارع وسط العاصمة النمساوية. ويوم الجمعة، اشتبك بعض المشاركين لفترة وجيزة مع متظاهرين معارضين من اليمين المتطرف، رفعوا لافتة عليها شعار «حياتنا مهمة»، مما أسفر عن إصابة شخص بجروح طفيفة، وفقاً لما ذكرته شرطة المنطقة.