شدّد الدكتور أحمد بن محمد اللويمي، أستاذ علم المناعة بكلية الطب البيطري في جامعة الملك فيصل سابقاً، رئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية السابق "على أن التجارب السابقة في العقدين الماضيين في ظهور الجوائح المستجدة ذات الأصل الحيواني تؤكد وبشكل كبير على أهمية اتخاذ المملكة قراراً بإنشاء هيئة متخصصة للأبحاث والخدمات البيطرية لتكون البوابة الحامية والإنذار المبكر للمملكة من هذه الجوائح التي تؤكد الأدلة العلمية على تزايدها في السنوات المقبلة". ولفت الدكتور أحمد في تصريح ل"الرياض" إلى أن الأبحاث العلمية أمر ملح ومهم، ويؤكد بشكل حيوي على أهمية الأبحاث البيطرية التي تعتبر إحدى الأذرع الفعالة في المساهمة في مكافحة هذا المرض. مشيراً إلى أن التجارب العالمية أثبتت بشكل لا يقبل التردد على أهمية تفعيل العمل بمفهوم "الصحة الواحدة" من خلال الفرق الصحيّة والطبية البيطرية والبيئية المشتركة. واستطرد د. اللويمي مبيناً أن نتائج الدراسات البيطرية على كورونا الحيوانات تؤكد بشكل كبير على إمكانية مكنونة في هذه العائلة من فيروسات كورونا على التطور والتحول لإصابة الأجناس الأخرى التي لم تعرف قابليتها على الإصابة. وهذه القابلية تثير تساؤلات جادة وضاغطة حول دور الحيوانات المنزلية في لعب دور الوسيط لفيروس كورونا المستجد إما كخازن للفيروس أو العامل الذي يوسع من انتشاره. وفي ظل هذه المخاوف المثارة طرحت الفرق العلمية التي تعمل تحت مظلة مفهوم "الصحة الواحدة" (One Health)، والتي أطلقتها المنظمات الصحية العالمية والبيطرية والبيئية مجموعة من التساؤلات من أهمها: هل للحيوانات المنزلية من دور في نقل الإصابة بفيروس كورونا المستجد من المصابين؟ هل للحيوانات المنزلية من دور كخازن لفيروس كورونا المستجد؟ هل هناك أي أدلة أو مؤشرات على تطور أو تحول الفيروس في الحيوانات المنزلية؟ وتابع: إن الجهود التي بذلتها الكثير من الفرق العلمية في أعقاب انحسار انتشار الجائحة في الصينوإيطاليا ونيويورك وغيرها لم تكشف عن أجوبة على هذه التساؤلات إلا النزر اليسير من المعلومات. إلا أن من المؤكد الذي أشارت له القرائن هو انعدام أو ضعف أي من الأدوار التي افترضت في الأسئلة للحيوانات المنزلية. ففي دراسة أجراها فريق علمي صيني على 35 نوعاً من الحيوانات منها المنزلية وغير الأليفة وحيوانات المختبر والطيور كالدجاج والوز والبط عدم وجود دلائل على إصابتها. حيث أثبتت الاختبارات المصلية عدم وجود أجسام مضادة لهذا الفيروس، إلا أن تتبع حالتين من الكلاب في هونغ كونغ تم الكشف عن وجود أجسام مضادة لهذا الفيروس، وظهور علامات مرضية عليها، وبالرغم من إصابة هذين الكلبين من أشخاص مصابين إلا أن الأجسام المضادة فيهما سرعان ما اضمحلت بعد حجرها لأسبوعين، وتم رصد وجود أجسام مضادة للفيروس في بعض القطط في إيطاليا ونيويورك وبلغاريا، إلا أنها لم تظهر أي أعراض بالرغم من رصد الفيروس في براز القطط وإفرازاتها التنفسية. كل الحالات التي تم رصدها بالرغم من انتقال الإصابة إليها من أشخاص مصابين إلا أنه لا دلائل واضحة من دور للحيوانات المنزلية في إعادة نشر الإصابة أو لعب دور الخازن أو البيئة المناسبة لتطور الفيروس. وأضاف أنه وكما لكورونا البشري أنواع متعددة وأشكال مختلفة من البسيط إلى الضاري، كذلك تنتشر بين الحيوانات والطيور فيروسات كورونا متخصصة لكل نوع من أنواع الحيوانات والطيور، وقد قام العلماء البيطريون بأبحاث مضنية ودراسات عميقة في التعرف على هذه الفيروسات والسعي نحو إنتاج لقاحات فعالة، ومن تلك الجهود التي بذلت والتي سوف يكون لها أثر وتداعيات في فهم كورونا المستجد، الدراسات العميقة التي قام بها الباحثون البيطريون على كورونا القطط وبالذات الجهود في فهم أسباب عدم نجاح اللقاحات لهذا الفيروس. ولا ننسى الجهود التي يبذلها العلماء في فهم كورونا الأبقار - الشبيه، والذي تذهب الدراسات إلى اعتباره الأب الذي منه تتطور فيروسات كورونا الأخرى ككورونا الكلاب والخنازير. د. أحمد اللويمي المملكة تمتلك خبرات فنية طبية كبيرة الجوائح التي تصيب الإنسان والحيوان ازدادت وتيرتها في العقود الأخيرة