يوم الأحد الماضي قررت الحكومة السعودية الدخول في المرحلة الثانية من الفتح التدريجي للاقتصاد والعودة للحياة الطبيعية قبل ظهور فايروس كورونا (كوفيد-19)، والتي ستستمر حتى 20 يونيو الجاري، ولكن بتدرج وحذر شديدين يكفلان عودة الحياة إلى طبيعتها مع استمرار اتباع التدابير الصحية والوقائية التي أعلنت عنها الجهات الصحية في المملكة، الكفيلة بالحد من عودة انتشار الفايروس. ومن هذا المنطلق سمحت الدولة بعودة عدة أنشطة تجارية إلى جانب الأنشطة المستثناة في الأساس من الحظر، وبالذات التي تحقق وسائل ومتطلبات السلامة الصحية والوقاية الجسدية، كالتباعد الجسدي وعدم التجمع وإلى غير ذلك من الاشتراطات. المرحلة الثانية مع عودة الحياة إلى طبيعتها، إلى جانب تمديدها لساعات التجول من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة مساء، قد سمحت بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في مساجد المملكة، فيما عدا المساجد في مدينة مكةالمكرمة، مع استمرار إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المسجد الحرام، هذا بالإضافة إلى رفعها لتعليق حضور الوزارات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص، والعودة لممارسة أنشطتها المكتبية، والسماح كذلك لسكان الأحياء بممارسة رياضة المشي داخل أحيائهم أثناء فترة منع التجول، أما بالنسبة للعمرة والزيارة فلا يزال تعليقهما مستمراً بما في ذلك الرحلات الدولية وحتى إشعار آخر. من الواضح جداً بأن الدولة عندما سمحت بعودة الحياة لطبيعتها وإن كان ذلك بشكل تدريجي، قد اعتمدت في اتخاذها للقرار على مواطنين ومقيمين واعيين ومستشعرين بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، سيما وأن العودة للحياة بشكلٍ تدريجي لا يعني بتاتاً بأن خطر الفايروس قد زال تماماً وبالذات في ظل عدم وجدود لقاح أو علاج معتمد له رسمياً وفي قدرته الغريبة والعجيبة في الانتشار وسرعته الفائقة في نقل العدوى. وما يؤكد على ذلك أنه في جميع الأحوال ألزمت الحكومة الأفراد والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من انتقال العدوى، مثل لبس الكمامة وغسل اليدين والتعقيم والتباعد الاجتماعي. كما وأقرت أيضاً عقوبات مشددة وصارمة على الأفراد والمنشآت المخالفة للقرارات والتعليمات المتعلقة بإجراءات الحد من انتشار الفايروس. إن عودتنا بحذر لممارسة حياتنا الطبيعية مع الالتزام بالإجراءات والتدابير الصحية والوقائية، سيمكننا من العودة الكاملة بإذن الله لحياتنا الطبيعية عاجلاً لا آجلاً مع المحافظة على ما حققته المملكة من معدل منخفض لما يعرف بال Q0 (مقياس عالمي لسرعة انتشار الفايروس) الذي انخفض في المملكة نتيجة للجهود الصحية والتدابير الوقائية من مستوى Q4 إلى مستوى Q1 بعد محاصرة الفايروس وانحساره.