اندلعت أعمال نهب يوم الأحد في جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية واخترقت شاحنة مسيرات في منيابوليس واشتبك متظاهرون مع الشرطة في بوسطنوواشنطن العاصمة، في الوقت الذي تكافح فيه الولاياتالمتحدة لاحتواء احتجاجات فوضوية بشأن التمييز العرقي وأساليب الشرطة. وجرى نشر قوات الحرس الوطني في 15 ولاية أميركية وواشنطن العاصمة مع حلول الظلام في المدن الكبرى التي ما تزال تترنح بسبب خمس ليال من العنف والدمار التي بدأت باحتجاجات سلمية على وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود، أثناء احتجازه لدى الشرطة. قال يافون كرافن وهو يراقب المتظاهرين على الطريق السريع 35 في وسط مدينة منيابوليس قبل بدء حظر التجول الساعة الثامنة مساء "أكره أن أرى مدينتي بهذا الشكل ولكننا في النهاية نحتاج إلى العدالة". وتوفي فلويد يوم الاثنين الأسبوع الماضي بعد أن أظهر مقطع فيديو ضابط شرطة أبيض في منيابوليس وهو يجثو على رقبته لما يقرب من تسع دقائق. وفجر المقطع حالة من الغضب اجتاحت أمة منقسمة سياسيا وعرقيا في خضم حملة رئاسية استقطابية وخرجت مؤخرا من أوامر صارمة بالبقاء في المنزل خلال جائحة فيروس كورونا الذي خلف ملايين العاطلين عن العمل. وبعد ظهر يوم الأحد، اخترقت شاحنة حشدا من المتظاهرين على الطريق السريع في منيابوليس، الذي كان مغلقا أمام حركة المرور. وسحب المتظاهرون السائق من الشاحنة وضربوه قبل أن تحتجزه شرطة منيابوليس. ولم يبدُ أن الشاحنة أصابت أي متظاهرين. فرضت السلطات حظر التجول على عشرات المدن في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، وهو أكبر عدد منذ العام 1968 في أعقاب اغتيال مارتن لوثر كينج الابن، والذي حدث أيضا خلال حملة انتخابات رئاسية ووسط اضطرابات التظاهرات المناهضة للحرب. أعمال نهب في كاليفورنيا تعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وجاءت أعمال التخريب في أعقاب تظاهرة سلمية بدرجة كبيرة في وقت سابق في المدينة الساحلية. وباتجاه الجنوب في ضاحية لونج بيتش في لوس أنجليس، حطمت مجموعة من الشبان والشابات نوافذ مركز تجاري ونهبوا المتاجر ثم تفرقوا قبل بدء حظر تجول من السادسة مساء. وفي العاصمة واشنطن أشعل المحتجون حرائق قرب البيت الأبيض وتصاعد الدخان ممتزجا بسحب الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة لتفريق المتظاهرين. واندلعت أعمال عنف متفرقة في بوسطن بعد تظاهرات سلمية عندما ألقى نشطاء زجاجات على أفراد الشرطة وأضرموا النار في مركبة. وأعلنت فيلادلفيا فرض حظر تجول من السادسة مساء إلى السادسة صباحا بعد يوم من احتجاجات وأعمال النهب. ونظم بضع مئات مسيرات في وسط ميامي مرددين هتافات تقول "لا سلام بلا عدالة" ومرت المسيرة بمركز اعتقال شوهد نزلاؤه من النوافذ الضيقة يلوحون بقمصانهم. واتسمت التظاهرات بالتنوع وهي نقطة أبرزتها متظاهرة من السود في كاليفورنيا قائلة "يعني الكثير أن ترى أشخاصا غير السود ينضمون للتظاهرات". واندلعت الاحتجاجات في مختلف أرجاء العالم فشهدت لندن وبرلين أحداثا إلى جانب نيوزيلندا وأستراليا وهولندا أمس الاثنين. ولم تهدأ أعمال العنف رغم القبض على ديريك تشوفين الضابط السابق بشرطة منيابوليس، واتهم بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثالثة، ولم توجه اتهامات بعد لثلاثة ضباط آخرين شاركوا في اعتقال فلويد. وفي نيويورك اعتقلت الشرطة 350 شخصا وأصيب 30 شرطيا بجروح في اشتباكات، وقال بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك إنه يجري التحقيق في أساليب الشرطة بما في ذلك تسجيل فيديو انتشر على نطاق واسع يظهر مركبة شرطة تخترق حشدا من المتظاهرين كانوا يلقون عليها الحجرة في بروكلين. واندلعت احتجاجات كذلك في شيكاغو وسياتل وسولت ليك سيتي وكليفلاند ودالاس حيث أظهر تسجيل مصور مثيري الشغب وهم يضربون صاحب متجر كان يلاحقهم بسكين كبيرة. وقالت الشرطة يوم الأحد إن حالته مستقرة. وأصيب مراسلان لرويترز بالرصاص المطاطي أثناء تغطيتهما لاحتجاجات منيابوليس مساء السبت وحطمت آلة تصوير مع تصاعد الهجمات على الصحافيين الذين يغطون الأحداث. بسبب الاحتجاجات فرضت أميركا حظر تجول على عشرات الولايات (رويترز)