أكد استشاري وأستاذ طب الأطفال والأمراض التنفسية وطب النوم د. عادل بن سالم الحربي أن فيروس كورونا تسبب في إصابة 6.15 مليون شخص وأكثر من 372 ألف حالة وفاة على مستوى العالم، بنسبة وفيات تصل إلى 7٪ تقريباً، إلا أن نسبة الإصابة في الأطفال - ولله الحمد- تعد قليلة جداً مقارنة بكبار السن والبالغين، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 2٪ فقط من الأطفال هم حصيلة الإصابة من المجموع العام لحالات عالمياً، وأن أكثر من 90٪ من الحالات الأطفال تعد حالات بسيطة أو لا تتعدى أن تكون عارضة وتمر بدون أي أعراض. وأرجع د.الحربي في تصريحات ل"الرياض" ندرة إصابات الأطفال إلى أن فيروس كورونا المستجد في هجومه على الإنسان المصاب بمهاجمة الخلايا في بعض أعضاء الجسم وأهمها الجهاز التنفسي، وذلك عن طريق تفعيل مستقبلات في الخلايا بما تعرف باسم ACE2 وتلك المستقبيلات تتواجد بشكل مكثف في الجهاز التنفسي العلوي عند الأطفال، بينما تتواجد بشكل مكثف في الجهاز السفلي عند الكبار، وهذا ما يفسر تباين أعراض الإصابة بالمرض بين الأطفال والكبار. وبيّن د.الحربي أن الأطفال - خاصة - في المراحل المبكرة من العمر (سن ما قبل المدرسة والحضانة) قد يتعرضون بشكل أكبر لعدد من الفيروسات التنفسية، مما يؤدي إلى حصولهم على أجسام مضادة في سن مبكرة من العمر، ومن ثم قدرة جهاز المناعة لديهم على مواجهة الفيروسات الجديدة بشكل أكثر فعالية. ولفت د.عادل الحربي أن وجود أمراض مزمنة مصاحبة للشخص المصاب بفيروس كورونا المستجد ( مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها) قد تكون نادرة نوعاً ما في الأطفال، مقارنة بالبالغين وكبار السن، ووجود تلك الأمراض المزمنة قد يضعف قدرة الجهاز المناعي في مواجهة عدوى مثل فيروس كورونا المستجد. ونوه بأنه يجب على الأسرة والمجتمعات تعزيز ثقافة منع انتشار العدوى، وذلك بنشر ثقافة التباعد المجتمعي والاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسيل اليدين وارتداء الكمامة عند الخروج من المنزل، وعدم مخالطة المصابين بأعراض تنفسية أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم وخاصة لدى الأطفال.