71%من الصادرات منتجات معدنية    9.7 ملايين عقد عمل موثق عبر منصة قوى    إسرائيل.. ولعنة لبنان!    كيف يستعد الأوروبيون لترمب؟    الشرق الأوسط.. 500 عام من الصراعات!    أنا والعذاب وهواك في تكريم عبدالوهاب..!    ملك بوتان يصل إلى الرياض    صلاح يقود ليفربول لتعادل مثير مع أرسنال بالدوري الإنجليزي    أهلاً بعودة رينارد    الريال يدين الإساءات العنصرية ضد لاعبي برشلونة    5095 ساعة تطوعية بجمعية العوامية    إطلاق 15 ظبياً في واحة بريدة    الإبداع يزهو جمالاً في «يوم الفنان»    إمام المسجد النبوي يلقي محاضرة في مسجد سلطان مراد الثاني بروجاي    الولايات المتأرجحة هدف مرشحي الرئاسة الأميركية    محافظ جدة يدشن معرض «إبداع 2025»    «الثقافة السعودية».. جذور ضاربة في التاريخ    محللون: حصار إيران أوقف ردها على ضربات إسرائيل    وزير الخارجية يستقبل نظيره الصومالي    سندالة.. حلم وتحقق    الأمطار تغلق عقبة الباحة عدة ساعات وتسبب انقطاعات في الكهرباء    الطائرة الإغاثية السعودية ال14 تصل لبنان    الهلال يعلن تطورات اصابات بونو والعويس    هيئة الموسيقى تنظم مهرجان الغناء بالفصحى    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    وزير العدل يبحث مع نظيره القطري سبل تعزيز التعاون    أمير الشرقية يدشن أعمال المنتدى الدولي لتعزيز مسيرة الحياد الكربوني    نجم تطلق الحملة الثالثة "أمّن تسلم" لحماية أصحاب المركبات والمتضررين من الحوادث    بوتين يأمل بأن الغرب "سمع" تحذيره بشأن استخدام أوكرانيا الأسلحة بعيدة المدى    سعود بن نايف يرعى مُلتقى الأوقاف 2024م نوفمبر المقبل    البطولة تضحيات    تحت رعاية خادم الحرمين .. انطلاق أعمال النسخة الأولى من (المُلتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024) غدًا في الرياض    السجل العقاري يبدأ تسجيل 43495 قطعة عقارية في مدينة الرياض ومحافظة الدرعية    العالمي يزيد الراجحي يتوج بلقب رالي القصيم للمرة الرابعة    هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    244 مروحة ضباب مائي لتبريد ساحات المسجد الحرام    «الصحة»: الإجازات التعويضية لن تنقل بعد توقيع عقود الشركة القابضة    أمير الجوف ونائبه يُعزّيان مدير مرور المنطقة السابق في والده    جلوي بن عبدالعزيز يواسي آل سليم وآل بحري    الجدعان: السعودية تدعم مجموعة العشرين لجعل بنوك التنمية أكثر فعالية    «سويس جازان» يفتقر للبنى التحتية    بلدية البطين تكثف أعمالها الرقابية خلال الربع الثالث لعام 2024م    فرع هيئة الأمر بالمعروف بنجران يشارك بالمنصة التوعوية في مهرجان مزاد الإبل    أمن واستقرار المنطقة    المساجد في الدول الإسلامية والغربية    القيادة تهنئ رئيسي النمسا وكازاخستان    باحثون يطورون جهازاً لكشف السرطان    مدير «تعليم عسير»: إنجاز الخثعمي يترجم دعم القيادة للتعليم    ختام الدورة العلمية التأصيلية للدعاة والأئمة في المالديف    فاعلية و كفاءة    مباحثات تعاون بين "الطب البديل" ودار النشر بجامعة الإمام    ملتقى علمي يبحث استخدام الخلايا الجذعية في طب العيون    «همبرغر ماكدونالدز» يقتل شخصاً ويُصيب 13 ولاية أمريكية ب«التسمم»    إلا خدمة «وصفتي»    أمير الجوف يُعزّي العتيبي    تكريم الفائزين بجائزة الأمير محمد بن فهد في دورتها الثالثة لأفضل أداء خيري في الوطن العربي    سموه عقد اجتماعًا مع رؤساء كبرى الشركات الصناعية.. وزير الدفاع ونظيره الإيطالي يبحثان تطوير التعاون الدفاعي    «الحسكي».. واحات طبيعية ومكونات سياحية مميزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتب وقراءات
نشر في الرياض يوم 22 - 05 - 2020

لطالما ظلت الثروات البشرية وما تكتنزه من قدرات متنوعة أهم رهانات الحضارات المتتالية بل حتى التجمعات البدائية منذ فجر التاريخ، وتندرج الأجيال المتعاقبة من الأدباء والمفكرين ضمن تلك القدرات القومية والمنح الربانية الخالدة.
وعبر هذه الزاوية «كتب وقراءات» نُسلط الضوء على ثمرات وإنتاج أدباء ومؤلفين، أثروا الساحة الثقافية بنتاجهم الأدبي والمعرفي، واكتسبوا مكانة مرموقة في الذاكرة البشرية المتراكمة، بعد أن ساهموا في تشكيل المشهد الثقافي العربي العالمي الذي يعيش أزهى عصور التواصل الكوني الشامل.مفهوم الأخلاق
كتاب "مفهوم الأخلاق" للفيلسوف الإنجليزي الأصل ولتر ستيس، وترجمة نبيل باسيليوس، يحاول المؤلف أن يقدم إجابات عن تلك الأسئلة الشائكة المتعلقة بالأخلاق والتساؤل عما إن كانت نسبية أم مطلقة. وما يميز هذا الكتاب في الأساس هو ابتعاده عن اللغة الأكاديمية الصعبة واستخدامه للغة فلسفية بسيطة، إضافة إلى وضوح وجلاء الأفكار. اشتهر ستيس بكتاباته عن الفلسفة والأخلاق والتصوف والدين، وتُرجمت أشهر أعماله إلى العربية مثل: الدين والعقل الحديث -التصوف والفلسفة - الزمان والأزل، وفي هذا الكتاب نلاحظ نزعته الإنسانية الأصيلة ومحاولته إعادة تأسيس فلسفة الأخلاق على أساس صلب أمام تيارات النسبية الجارفة التي جنحت إليها الفلسفة في القرن العشرين.
إنها رحلة مشوقة يواصل فيها ستيس بلغته الفلسفية الجميلة ما بدأه كبار الفلاسفة الإنسانيين، بدءًا من سقراط وأفلاطون، ومرورًا بكانط وتولستوي، وصولًا إلى فروم، في محاولة وضع أساس صلب للأخلاق.
ومما لفت نظري في هذا الكتاب حديث المؤلف عن "السعادة" عندما قال: هناك من اعتقدوا أن السرور والسعادة سلبيان، مع أن الألم والتعاسة لهما وجود حقيقي. حتى إن كان ذلك حقيقيًّا، فلا داعي لأن يجلب ذلك أي ارتباك للفيلسوف الذي يعتقد أن السعادة هي الغاية التي يهدف إليها الفعل الأخلاقي. سوف يحتاج فقط إلى أن يعيد تعريف مصطلحاته. السعادة التي تُعرَّف الآن بغياب الأمل والتعاسة سوف تصبح بالنسبة له غاية الفعل الأخلاقي. سوف يهدف الشخص الصالح إلى تقليل الألم في العالم، والقضاء على التعاسة.
مقالات
كتاب "مقالات".. يتضمن بين دفتيه مقالات الكاتب والفيلسوف الفرنسي، الذي برز في عصر التّنوير، وكانت أفكاره ونظريّاته في التعليم والدين مؤثّرة ومثيرة للجدل، جان جاك روسّو (1712-1778) يُعد من مُلهمي الثورة الفرنسية، خاصة بكتاباته في الفلسفة السياسية والأخلاقية. وقد تحدث في الإصدار عن العلوم والفنون، وعن الاقتصاد السياسي، وأصل اللغات، وقام بالترجمة له كل من جلال الدّين أستاذ تاريخ الفلسفة الغربية الحديثة في جامعة تونس، ومحمد محجوب أستاذ التأويلية وتاريخ الفلسفة الألمانية المعاصرة في جامعة تونس المنار.
واستهل الكتاب مؤلفه بتوضيح موقفه من الفنون قائلًا: هل ساهم النهوض بالعلوم والفنون في تهذيب الأخلاق أم في إفسادها؟ هذا هو المطلوب تأمّله. فما الموقف الذي ينبغي أن أتخذه في هذه المسألة؟ إنّه، يا سادتي، موقف الرجل الصالح الذي لئن قلّ عمله فإنّه لم يقلّ مع ذلك اعتباره لنفسه.
سيكون من الصعب، هذا ما أشعره به، أن ألائم بين رأيي ورأي المحكمة التي أمثل أمامها؛ إذ كيف أجرؤ على شجب العلوم أمام أحد أكثر المجامع علمًا في أوروبا، وعلى امتداح الجهل وسط مجمع مرموق، وعلى التوفيق بين ازدراء الدراسة من جهة وإجلال العلماء الحقيقيين من جهة ثانية؟ لقد انتبهت إلى هذه التناقضات، إلاّ أنها لم تحبطني، إذ قلت في نفسي: إنّ ما أفعله ليس التنكيل بالعلم، بل هو الذود عن الفضيلة بمحضر أناس فضلاء. فالنزاهة أعز عند الرجال الصالحين من سعة العلم عند الحكماء. فما الذي سأخشاه إذن؟ أهي أنوار المجلس الذي يصغي إليّ؟ بلى؛ لكن ما أخشاه يتعلّق بتركيب الخطاب، وليس بمشاعر الخطيب. فالملوك العادلون لم يترددوا أبدًا في التكفير عن ذنوبهم على إثر مناقشات مريبة؛ وإنّ أفضل وضع لبروز الحقّ هو عندما يدافع المرء عن نفسه ضدّ نزيه مستنير، يكون هو الحاكم والخصم.
وفضلًا عن هذا الباعث الذي يشجّعني، ثمة عامل آخر يعقد عزمي: إذ بعدما عهدت الأمر إلى نور عقلي الطبيعي وانتصرت للحقيقة، فمهما كانت درجة نجاحي سيُكتب لي الفوز بجائزة، وسأجدها في صميم فؤادي.
ورد ورماد
كتاب "ورد ورماد" رسائل متبادلة بين الروائيين المغربيين محمد شكري (1935-2003)، الذي ولد في الريف بالمغرب، كاتب ومؤلف روائي مغربي الأصل، وقد ذاع صيته واشتهر عالميًا بسبب كتاب السيرة الذاتية، الذي ألفه وحمل اسم "الخبز الحافي"، وهذا الكتاب وصفه الكاتب المسرحي الأميركي الشهير تينيسي، بأنه وثيقة حقيقية مصوغة من الألم البشري.
والناقد والروائي محمد برادة الذي ولد عام 1938 في الرباط بالمغرب وله عديد من الدراسات وبعض الكتب ذات الأثر اللافت في المشهد الثقافي والأدبي والنقدي العربي، وقد استهل الكتاب بقوله: أول مرة تعرفت فيها على محمد شكري، حين التقيته خلال عطلة صيف 1972 بشارع باستور بطنجة.. كان يمسك برسن كلب كبير ويمشي بتلقائية وسط زحمة الناس. كنت قد قرأت له نصوصًا بمجلة "الآداب"، وسمعت أخبارًا مليئة بالمبالغات عن حياته الخاصة. تواعدنا على اللقاء في المساء، ولفت نظري خلال محادثتنا التي امتدت إلى ساعة متأخرة من تلك الليلة، أن شكري أبعد ما يكون عن الصورة التي يرسمها له المعجبون: كان رزينًا في حواره، عقلانيًا في حججه، جريئًا في طروحاته ونقده لما يقرأ. لم يكن مشدودًا إلى "أسطورة" ماضية، بل كان مفتح العينين على حاضره، يعيش أقرب ما يكون إلى الواقع المعقد المتسارع في تحولاته. أعجبني أنه لم يكن يلغي ذاته وهو يتحدث أو يختبئ وراء العبارات الأدبية التي يلجأ إليها كثير من المثقفين.
يقول محمد شكري في إحدى رسائله التي وجهها لصديقه محمد برادة: أنا متفق معك على أن قصة "يطو" ليست جيدة. لقد قلت ذلك لرشيد المومني ومصطفى المسناوي، اللذين ذهبت معهما في الرحلة إلى المنطقة غير النافعة لأهلها. إنها مجرد رحلة دامت أربع أو خمس ساعات بين إيموزار وإفران وأزرو، وبما أنها قصة لا حياة فيها كما يبدو فسأسميها "أزرو". المومني والمهدي شجعاني على نشرها. وهما قارئان جيدان.
أنا متفهم جيدًا حياتك في الرباط والمسؤولية التي تتحملها، لكني أعتقد أنك قادر على تجديد علاقاتك مع الآخرين. لا أشك أبدًا في اهتمامك بما أكتبه أنا والكتاب المغاربة. (ما كاتزهق لك حتى شيء حاجة) الألم يشتد علي في جنبي. الديون تطاردني، لكني لم أصل بعد إلى المحكمة رغم الشيكات التي دفعتها بدون رصيد.
وهذه الرسائل التي ضمّها هذا الكتاب مؤرخة بين عامي 1975 و1994، ويرجح أن التسمية عائدة لبرادة تبعًا لإشارة منه غير مؤرخة في الصفحة الأولى من الكتاب، مشيرًا إلى أن الورد ليس وحده الجميل، بل الرماد له أيضًا في انطفاءاته، "روق وصدق وافتتان بالموت".
محمد شكري
محمد برادة
جان جاك روسّو
بكر هذال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.