تعددت المشروعات التي رعاها ودشنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لتحقيق تطلعات وطموحات حكومة بلادنا نحو مستقبل مشرق، ومن أهمها: توطين الصناعات العسكرية في المملكة، ونقل التقنية العسكرية إليها. وتجلت ملامح العديد من مشروعات رؤية 2030 التي بدأنا نعايشها على أرض الواقع، وبدأنا نشهد ثمرات هذه المشروعات الاستراتيجية المتلاحقة. مصنع هياكل الطائرات سيجعل المملكة مركزًا مهماً في الشرق الأوسط وكان من ضمن ما استبشرنا بتدشينه قبل ما يقارب العامين مصنع هياكل الطائرات، الذي وضع حجر أساسه سمو ولي العهد، والذي من المفترض أن يكون الآن قد بدأ مرحلة الإنتاج، كما هو مرسوم له وفق معايير ومقاييس الرؤية لسد الاحتياج المحلي، وتلبية مستقبلية للطلب العالمي. خدمات مساندة سيتلخص حديثنا في هذا التقرير عن فكرة إنشاء "مصنع هياكل الطائرات" النوعي داخل المملكة، والذي انبثقت فكرته وفق رؤية المملكة (2030)، التي من أهم خططها "البدء من حيث انتهى الآخرون"، ووفق ما يتطلع إليه العالم في تطوير التصنيع العسكري والمدني. وكلنا نتذكر كيف كان اهتمام وعزم سمو ولي العهد عندما أطلق هذه الرؤية، واهتمامه بتوطين الصناعات العسكرية، وكيف سيكون الأثر الإيجابي لتوطين الصناعات العسكرية الذي لا يقتصر على توفير جزء من الإنفاق العسكري فحسب، بل يتعدّاه إلى إيجاد أنشطة صناعية وخدمات مساندة كالمعدّات الصناعية والاتصالات وتقنية المعلومات، للإسهام في خلق فرص عمل نوعية في الاقتصاد الوطني. مرحلة إنتاج وكل ذلك يتم لأن وطننا -كما ذكر سمو ولي العهد في العديد من المناسبات- إننا من أكثر الدول إنفاقاً في المجال العسكري، حيث كنا في المركز الثالث عالمياً في عام (1437 –2015)، غير أن أقل من 2 % من هذا الإنفاق ينتج محلياً، وأن قطاع الصناعات العسكرية المحلي يعتمد فقط على سبع شركات ومركزي أبحاث، وهذا ما دعاه للبحث عن أهم الصناعات التي تهم العالم بالدرجة الأولى فتشكل هذا المصنع من جملة مصانع لاتقل عنه أهمية، والآن من المفترض أننا دخلنا مرحلة الإنتاج من هذا المصنع الذي مر عليه مايقارب السنتين من مرحلة التأسيس بفضل الدعم المتواصل لتحقيق هذا الحلم الذي كان يطمع به سموه، وكل من يتمنى الخير للمملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين، ونتمنى أن نشهد قريباً تصنيع أول طائرة يتم إنتاجها من هذا المصنع الذي طال انتظاره. توطين الصناعة لقد انطلق الحلم عندما أطلقته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة تقنية للطيران، ويعد كأول مصنع لهياكل الطائرات في الشرق الأوسط، لما يحتوي عليه من العديد من المعدات المتطورة عالمياً في تصنيع هياكل الطائرات المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى قدرته على تصنيع أجزاء من هياكل الطائرات من المواد الكربونية في المملكة، وهذه ميزة قد يكون متفردًا بها، ليكون مصنع المواد الكربونية قادراً على تصنيع أجزاء عديدة تدخل في صناعة الهيكل الثانوي والأساسي للطائرات بجميع الأنواع والأحجام، إضافة إلى تصنيع الأجنحة وأسطح التحكم والأبواب وغيرها من الأجزاء الأخرى، وبمقدرته تصنيع قطعة طائرة بحجم "7مx 35م". ويستهدف المصنع بإنتاجه توطين تقنية صناعة وصيانة الطائرات في المملكة، وتعزيز مكانتها في مجال التصنيع العسكري، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتحقيق الاعتماد الذاتي بتصنيع أجزاء الطائرات محليًا بالتعاون مع المصانع المتخصصة في المملكة، وتلبية الاحتياج المتنامي على الطائرات محلياً وعالمياً. ويهدف هذا النوع من التصنيع خفض قيمة المشتريات الحكومية من خارج المملكة، إضافة لصيانة الطائرات بأقل التكاليف والمحافظة على مستوى صلاحية عالية، وإنشاء قدرات إصلاح محلية للطائرات. مستقبل باهر ومن خلال مصنع هياكل الطائرات بدأ العمل بشكل دؤوب للمساهمة بشكل فعَال في تحقيق ودعم برامج الرؤية 2030 حيث تتضمن السياسة التي بموجبها تم إنشاء المصنع العمل على توحيد تدريب المهندسين والفنيين لجميع الجهات المستخدمة للطائرات في بلادنا، وإنشاء مراكز لتوفير قطع الغيار وبأقل الأسعار، وتوفير المصنع للعديد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات، وأن يضم مهندسين وفنيين ومساعدين وإداريين سعوديين. كما ينتج عن مثل هذه الصناعة توفير الآلاف من فرص العمل، بإشراف متخصصين على برامج بناء القدرات البشرية القادرة على التعامل مع هذا القطاع الصناعي المتخصص، ويشكل السعوديين أعداداً لا بأس بها ومنهم م.منير بخش مهندس تصميم طائرات، ويعد وفقاً لشهادة زملائه من قيادات الطيران في العالم، ويمتلك خبرات تزيد على 27 عاماً في أرقى الشركات الأميركية العالمية، والآن تم استقطابه للعمل على الإفادة من خبراته في التطوير الهندسي والتقني في هذا المصنع، ويعد من الداعمين للشباب السعودي، ولديه نظرة ثاقبة بأن أبناء الوطن هم من سيقودون ويكملون هذه المسيرة التي نفخر بها جميعاً. وسبق أن كشف الأستاذ الباحث في تخصص الهندسة الميكانيكية والفضاء والطيران خالد الحصان أن المملكة، دخلت مبكراً مجال صناعة الطائرات، متوقعاً أن تكون لهذه الصناعة مستقبل باهر ومشرق في السعودية، اعتماداً على رؤية 2030، التي تدعو إلى تعزيز الصناعات القائمة على التقنيات الحديثة. محتوى محلي ومن أبرز السمات التي من المفترض أن تجعل المصنع أحد المشروعات المهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 السعي من خلال مثل هذا النوع من التصنيع لتحقيق جزء من أهداف "رؤية السعودية 2030"، وتوطين الصناعة العسكرية محلياً بكافة أنواعها، بما فيها صناعة الطائرات وقطع غيارها، وهو ما سيجعلها بإذن الله - إذا تمت -، أن تصبح بلادنا مركزًا مهمًا في منطقة الشرق الأوسط، في توطين صناعة الطائرات الذي يعد من أهم الصناعات المتطورة، ومن المهن التي يتم التركيز عليها عالمياً كصناعة محلية، وهذا يعدُّ من أبرز الأهداف الاستراتيجية الأساسية لقيادتنا الرشيدة -حفظها الله-، كما يهدف ذلك إلى تعزيز المحتوى المحلي وتطوير الخبرات الوطنية السعودية ووضع بلادنا في مصاف الدول المتطورة في هذا المجال. محفز أساسي وسبق أن كشف سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أن شركة الصناعات العسكرية الجديدة التي أعلن عنها، ستسعى إلى أن تكون محفزاً أساسياً للتحول في قطاع الصناعات العسكرية، وداعماً لنمو القطاع ليصبح قادراً على توطين نسبة 50 % من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري في المملكة بحلول العام 2030، ونأمل أن يتحقق ذلك الآن، علماً أن المملكة نجحت من خلال برامجها المتعددة في صناعة الطائرات، في صناعة مجموعة طائرات وهي: صقر 1، و2، و3، و4، إلى جانب طائرات عمودية، وطائرات شحن عملاقة، بالتعاون مع شركة أوكرانية. عمل مؤسسي إن أهداف "رؤية 2030" منذ انطلاقتها وحتى اليوم تسعى لأن تحقق أرقاماً قياسية في توطين التقنية والصناعات العسكرية، بعيداً عن العمل الارتجالي أو الذي قد يخضع لآراء شخصية أو يتأثر بنقل مسؤول أو تعيين آخر، لأنها تنطلق من عمل مؤسسي مدروس ومبرمج للسعي نحو تحقيق أهدافها بكل دقة، ووفق توجهات ومعايير عالمية دقيقة، لهذا فإن من متطلبات إنشاء مثل هذه الصناعات يندرج تحت نطاق التصنيع العسكري الذي لا يتوقف مهما كانت الظروف لأجل توفير احتياجات قواتنا المسلحة بسواعد أبنائه، دون الاعتماد على أيدٍ أجنبية أو مصنعين خارجيين، وبهذا تتحقق تطلعات حكومتنا الرشيدة -رعاها الله- التي تصر على أن تكون الصناعات العسكرية سعودية 100 % وعلى أرض المملكة، لذا فقد أولتها جل اهتماماتها بما يعزز اكتفائها الذاتي، وكما قال سموه: إن الطموح توطين ما يزيد على (50 %) من الإنفاق العسكري بحلول 2030م، منطلقاً في ذلك من اهمية تطوير بعض الصناعات الأقل تعقيدًا مثل قطع الغيار والمدرعات والذخائر، ثم مواصلة هذا المسار وصولاً إلى توطين معظمها، ثم الانتقال إلى دائرة الصناعات الأكثر تعقيدًا مثل صناعة الطائرات، والتي بإذن الله ستتحقق من خلال استكمال العمل على بناء المصانع وعدم توقفها بناء على آراء شخصية غير مدروسة، وأن العمل في إنشائها مؤسسي، ومن خلال بناء شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية الرائدة، بهدف نقل المعرفة والتقنية، وتوطين الخبرات في مجالات التصنيع العسكري والصيانة ومراكز البحث والتطوير. الأمير محمد بن سلمان وقت تدشين المصنع م.منير بخش وأحد زملائه في مصنع هياكل الطائرات خالد الحصان