يحثنا شهر رمضان المبارك على التسامح ورحابة الصدر، لكن ما نشاهده أحياناً من مناوشات تحدث في الأماكن العامة أو في الشوارع، يعتبر تصرفا غير حضاري، فكيف نستطيع أن نسيطر على هذه التصرفات بحكمة؟ تقول د. زهرة المعبي - مستشارة أسرية -: نحن في شهر الخير والأخلاق العالية، لكن - مع الأسف - هناك من يسيء لكلمة رمضان ويسيء لكلمة صائم، وهذة الكلمة تعني الصوم عن الألفاظ البذيئة والأخلاق السيئة، الصوم عن الأفعال السلبية، وليس الصوم فقط عن الأكل والشرب، مضيفةً أن الصوم هو السمو لأخلاق الإسلام، والذي أمرنا ووجهنا أن تصوم ألسنتنا عن الأقوال الجارحة والسباب والتي تتطور في أحيان كثيرة إلى مضاربات وتصل لأقسام الشرطة وهذا قبل المغرب، والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا كلمة واحدة وهي: «اللهم إني صائم»، وهذه الكلمة تبعد عنك الشيطان والألفاظ البذيئة والتصرفات السيئة التي تجرح صيامك، وربنا لا يقبل صياما مجروحا مخدوشا ناقصا؛ لأنك تلفظت على أخيك المسلم بألفاظ نابية وتشاجرت معه. وشدّدت على أهمية التحلى بأخلاق الإسلام وتعاليمه ومبادئه السمحة المتسامحة، وأن يكون رسولنا الكريم قدوتنا في الأخلاق «وإنك لعلى خلق عظيم». وتحدث ناصر بن عبدالله الحميدي قائلاً: كل شيء يرحل برحيلنا من هذه الحياة إلاّ السمعة الطيبة، فهي حياةٌ بعد حياتنا، وحياةٌ خالدة لا تفنى بموت صاحبها وانقطاعه عن الدنيا، وعلى الجانب الآخر يموت أناسٌ فلا يُؤسَى على فراقهم، ولا يُحزن على فقدهم؛ لماذا يا ترى؟ ببساطة لأنه لم يكن لهم آثار صالحة، ولا أعمالٌ نافعة، ولا إحسانٌ إلى الخلق، ولا بذل ولا شفقة ولا عطف ولا رحمة ولا خُلقٌ حسن، يقول الله - تبارك تعالى - في أمثال هؤلاء: «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ»، بل إنّ بعضهم ليبالغُ في أذاهُ في حياته فيتجنّبه الناس لما يرون من سوئه، وقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «يا عائشة إن شر الناس عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه». وأضاف: دعونا نحسن إلى الخلق، ولنكن ذكرى طيبةً في أذهان الآخرين، ولنبتعد عن المشاحنات والعداوة والبغضاء، ولنُقدم الصفح والمغفرة والعذر للطرف الآخر دائماً. وأوضح محمد سالم العطوي أن رفع الوعي لدى الأفراد عن طريق الأسرة والتربية السليمة في البعد عن المشاجرات ورفع الصوت في الأماكن العامة وكذلك عن طريق المدرسة والمناهج التعليمية - وإن تكون هذه ثقافة مجتمعية نأصلها في ثقافتناالعامة - خاصةً وأننا في شهر رمضان المبارك الذي يتطلب منا أن نكون على قدر كبير من الوعي والالتزام بما يحثنا عليه ديننا الحنيف من أن نمسك أنفسنا عند الغضب. وذكر أن هذا الشهر الكريم فرصة لنا أن نوعي أنفسنا ونوعي الآخرين بأهمية أن نرتقي بأخلاقنا خلال المواقف التي تحصل لنا في الأماكن العامة كالأسواق وغيرها، وأن نمسك أنفسنا عندما يخطئ الآخرون ونكون متسامحين معهم، ونكتم غيظنا؛ لأن هذه لحظة يدخل فيها الشيطان ويجب أن نكون أقوياء بديننا الذي يحث على التسامح والابتسامه في وجه من يخطئ عليك، ولا ترد عليه بعصبية حتى يقع ما لا يحمد عقباه من شجار يؤدي إلى عواقب سلبية. د. زهرة المعبي ناصر الحميدي محمد العطوي