في ظل وجود نظرية الظروف القاهرة القائمة بسبب جائحة كورونا ونتائجها على جميع البلدان وفي المجال الرياضي تحديدًا ولا تزال الدول والمنظمات تحاول إيقافه والقضاء عليه لكي تعود الحياة لطبيعتها، وإيقاف الأضرار الناجمة عنه الصحية والاقتصادية وكان للرياضة حراك في هذا الشأن فلقد تم تأجيل الدوري الإيطالي، والدوري الإسباني، والفرنسي، والدورى الألماني، والدوري الإنجليزي، وبطولات أوروبا لكرة القدم ودوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي والتي أدت إلى تأجيل يورو 2020، والذي كان مزمعاً عقده الصيف الحالي، مما حدا بالقائمين على البطولة لتأجيلها حتى عام 2021. إن هذه الظروف تضع أمام مسؤوليها تحديات كبيرة مالية ولوجستية، إن هذه التأجيلات تحتم إعادة ترتيب لجداول البطولات القارية، ويُلقي هذا التوجه كابوساً لدى الجهات المنظمة إلى كيفية الموائمة والتداخل بين المباريات. كان حتمًا على جميع الدول تأجيل دورياتها وما قد تأول إليه مشاركاتها في الدوري الأوروبي والتداخل الزمني بينها، وماقد ينتهي إليه الأمر أصبح لزاماً على كل دولة دراسة الظروف والأوضاع وإصدار قرار بهذا الشأن. ومن قرارات بعض الدول إعلان رابطة المحترفين الفرنسيين في وقت سابق تتويج باريس سان جريمان ببطولة الدوري وتأهيل مرسيليا إلى دوري أبطال أوروبا مع سان جيرمان، بصفته صاحب المركز الثاني. وفي المقابل أعلن اتحاد كرة القدم في الدوري الإسباني تأجيل كافة مباريات الليجا بسبب الأحدات إلى أجلٍ غير مسمى بسبب انتشار وباء كورونا، ويسعي المسؤولون في الدوري الإسباني في استكمال مسابقة الدوري حتى لا تتعرض الأندية لخسائر فادحة بسبب إلغاء الموسم. أما الدورى السعودي فليس بمعزل عن هذه الأحداث العالمية فقد تم إيقاف المسابقات السعودية المختلفة عدة مرات، لأحداث مختلفه مابين إلغاء واستنئاف.. فالمرة الأولى كانت خلال نكسة 1967م، والتوقف الثاني بسبب تحسين أوضاع الأندية عام 1968، والتوقف الثالث كان بسبب إعداد المنتخب السعودي للمشاركة في كأس الخليج لعام 1969، والتوقف الرابع عام 1976 وذلك لإعداد المنتخب السعودي للمشاركة في البطولات القارية، والتوقف الخامس بسبب أحداث الحرم المكي عام 1980، والتوقف السادس بسبب حرب الخليج الثانية لعام 1991. وبالنظر في لائحة المسابقات فقد تم تعريف القوة القاهرة "بأنها أي حدث طارىء غير متوقع وخارج عن الإرادة ويؤدي إلى إيقاف أو منع تعليق مباراة أو مسابقة" وحيث يعد الوضع الرهن في مثل هذا الحكم. وحيث نصت المادة (56) من لائحة المسابقات "بأنه يحق للاتحاد عدم إقامة أية مسابقة أو بطولة معتمدة في هذه اللائحة لأسباب يراها ضرورية ومقنعة مع المصلحة العامة". وحيث أعلن مؤخراً على لسان المسؤولين توجههم إلى استئناف الدوري بعد فترة، وهذا يعد مغامرة لأن الوضع الوبائي للفيروس يحتاج احترازات اجتماعية وصحية ويصعب تطبيقه في كرة القدم للوضع الحالي والحل الأمثل هو الإلغاء والاستعداد للعام المقبل. ومن منطلق تحقيق كفاءة الإنفاق بالاستمرار بصرف رواتب اللاعبين المحترفين ومن في حكمهم يضيف أعباء مالية على الوزارة.. والاستمرار بالالتزامات التعاقدية من عقود رعاية وإعلانات من دون معالجتها بطرق قانونيه في ظل هذه الظروف كإيقاف تلك العقود حتى تزول الظروف الطارئة كإيقاف العقد أو الوصول إلى تسوية مرضية بالأخذ بعين الاعتبار الظروف القاهرة. ويمكن النظر في تتويج من حاز المراكز الأولى ببطولة الدوري لمختلف الدرجات، والاستعداد للدوري للموسم القادم. فاستئناف الدوري يصبح صعباً في ظل التوقف والظروف الحالية، وسفر معظم محترفي الأندية لأوطانهم مما يصبح معه استمرار الدوري يشكل صعوبة كبيرة، ناهيك عن الإجراءات الاحترازية التي تتبع قرار رفع منع التجول الجزئي أو الكلي. * الأمين العام لنادي الدرعية الدكتور خالد بن سعد الحبشان*