تُعتبر مرحلة التجارب السريرية لأي علاج جديد أمرا بالغ الأهمية كونها تُمثل المرحلة الفاصلة بين اعتماد الدواء أو منعه. ومع بلوغ القطاع الصحي ذروته من التطور في ظل الاهتمام الذي توليه حكومة المملكة لصحة موطنيها والالتزام بتطوير هذا القطاع المهم والحيوي، باتت هذه التجارب تُجرى محليا في المملكة كونها وسيلة أساسية للتحقق من سلامة وفعالية أي دواء جديد قبل طرحه وتقديمه للمرضى. وحول هذه النقلة النوعية في مجال الأبحاث السريرية في المملكة، تحدثت "الرياض" ديمتري ليفاداس، المدير العام لشركة "ليلي" (Eli Lilly) السعودية المحدودة، حيث أكد بأن التجارب السريرية هي وسيلة أساسية للتحقق من سلامة وفعالية أي دواء جديد قبل طرحه في السوق وتقديمه للمرضى. وبالنسبة الى المملكة تحديدا، تبرز فائدتان رئيسيتان: الأولى، أن التجارب التي أُجريت في المملكة تهدف إلى توفير بيانات على المدى البعيد حول كيفية عمل هذه الأدوية الجديدة من ناحية السلامة والفعالية في منطقة محلية محددة أو لدى السعوديين بالتحديد. وعندما تصبح هذه البيانات متاحة، ستساعد على توفير نتائج أفضل للمرضى السعوديين، الفائدة الثانية تكمن في أنّ التجارب السريرية والبحوث والتطوير هي مجال الاستثمار الرئيسي للشركة، ولديها ما يقرب من 8000 عالم مشارك في البحث والتطوير، وتُنفق نحو 5,5 مليار دولار على هذا المجال، الأمر الذي يجعلها من أهم المستثمرين في البحث والتطوير على مستوى العالم؛ بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وبالتالي فإن الفائدتين هما نتائج أفضل للمرضى السعوديين، واستثمارات أكبر في القدرات الرئيسية داخل الاقتصاد المحلي. ويتم حالياً إجراء ثماني تجارب سريرية، خَمسٌ منها في المرحلة الثالثة "المرحلة النهائية قبل التسجيل لدى السلطات". ثلاثة من هذه البرامج عبارة عن دراسات من المرحلة الرابعة "دراسات مراقبة الأدوية بعد طرحها في السوق والجارية للمنتجات الموجودة حالياً فيه". ويتم إجراؤها حالياً للتوصل إلى علاجات لمرض السكري والأورام والمناعة وهشاشة العظام، وذلك أمر مهم لأن في هذه المنطقة معدلات انتشار عالية لحالات صحية مرتبطة بهذه المجالات الأربعة، فضلاً عن الاحتياجات الطبية التي لم تتم تلبيتها بعد. وستطرح هذه الأدوية في السوق من خلال سلسلة من التجارب السريرية العالمية بطبيعتها والمصممة لضمان سلامة هذه الأدوية الجديدة وفعاليتها. وذلك هو مجال الاستثمار الأول بالنسبة لها على مستوى العالم، وترى الشركة، أنّ جلب التجارب السريرية إلى المملكة دليل آخر على التزامها بمستقبل الشركة في السعودية، ولأجل المواطن السعودي، حيث تُجري حالياً ثماني تجارب في مجالات أساسية ذات احتياجات طبية. كما أكد بأن "ليلي" ملتزمة بالاستمرار في استثماراتها وزيادتها وتتطلع لمواصلة التعاون مع السلطات التنظيمية. وعلى صعيد فيروس "كوفيد-19"، أشار إلى دخول "ليلي" في شراكة مع مؤسسة تسمى AbCellera للعمل على ما تأمل أن يكون دواءً سيساعد في الوقاية من فيروس كورونا وعلاجه. وحول التدابير المتخذة بشأن وباء كوفيد-19، قال: "لا بدّ لي أن أهنئ السلطات السعودية وأشيد بها على الإجراءات اللافتة والفعالة التي اتخذتها لاحتواء تفشي كوفيد-19 في المملكة قدر الإمكان، وأعتقد أنه مثال واضح للعالم على ما تبدو عليه التدابير اللافتة والفعالة."