الحمد لله الذي لا يفنى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، ونحن نؤمن بما قاله المولى تبارك وتعالى في محكم كتابة الكريم: (كل نفس ذائقة الموت، ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) الآية (35) الأنبياء. تعد كتابة الرثاء من أصعب الكتابة على الإنسان وبالذات حينما تكون الكتابة عن عزيز في منزلة الأب، وتزيد صعوبة ومشقة على النفس وانهاكاً للعقل واختلافاً عن المخزون الكتابي للشخص وبالذات حينما يكون بين الفاقد والمفقود علاقة وطيدة كعلاقة الابن بأبيه والطالب بأستاذه، فأسرد بها سيرة عطرة لشخصية استثنائية وصفات إنسانية رجولية وعلاقة أسرية بين الكاتب والمكتوب عنه.. فرحمة الله عليك يا خالي. أسوق هذا الكلام توضيحاً للقارئ الكريم والتمس منه العذر إن كان فيما كتبت هنا تشتت وعدم ترابط في المعنى والمضمون ولهذا أقول إنني في مساء يوم السبت 2 / 9/ 1441ه، فقدت عزيزاً وغالياً أنه خالي "إبراهيم بن صالح بن إبراهيم الجنيدل" والذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة من المرض فرحمه الله رحمة واسعه وأسكنه الله فسيح جناته. أبا صالح.. كنت عظيماً بقلبك الكبير فنعم الخال أنت، فقد كنت لنا في منزلة الأب عطوفاً وموجهاً وواصلاً ومقدراً لوالدتي - رحمها الله - في حياتها عطوفاً عليها ولك مواقف مشرفة معها رحمة الله عليكما جميعاً، وما الذكريات يا خالي إذا ما كانت تؤنس ذاكرها؟ فلنا معك ذكريات جميلة لا تعرف سبيلها إلى النسيان، فرحمة الله عليك يا خالي، وقد تميز - رحمه الله - ولا نزكي على الله أحداً بصفات عدة منها: * كان رحمه الله رجلاً طيباً دمث الخلق خيراً محبوباً من الجميع. * كان رحمه الله تواقاً لمعالي الأمور فيما كان غيره قابعاً في محله. * كان رحمه الله رجلاً صريحاً فيما كثيراً من الناس مراوغاً. * كان رحمه الله بشوشاً حاضراً فيما كان غيره غائباً. * كان رحمه الله فاهماً بعقل فيما كان غيره جاهلاً وهو بعقل. * كان رحمه الله يسمو فوق المواقف مع الرجال فيما كان غيره يسقط. * كان رحمه الله محباً للحياة فيما كان غيره يعيش على هامشها. * كان رحمه الله وفياً مع الناس فيما كان غيره ناقصاً حتى مع أهله. * كان رحمه الله يدير الحوار جهرة فيما كان غيره مبلساً أو متكلماً في خفاء. * كان رحمه الله مستقيم الرأي فيما كان غيره أعوج الرأي. رحمة الله عليك يا خالي "أبوصالح" فأنت جدير برثاء يليق بك لكنني ربما فشلت لأنني لم أرثك كما يجب أن يكون الرثاء، حيث فقدت حروف الرثاء برحيلك فكل سيرة وسجل تسجله الأيام ويعرفها القاصي والداني بأنك إنسان بكل ما تعنيه الإنسانية، ولكنني في الختام أقول: "لكل خال اسم، ولكن ليس لكل اسم فعل وأنت لك اسم وفعل". لقد رحل صاحب القلب الكبير فرحمة الله عليك يا خالي وأسكنك الله فسيح جناته، وجمعنا ووالدينا والمسلمين أجمعين في دار كرامته "الجنة" بعفو ومغفرة ورضوان من الله. "إنا لله وإنا إليه راجعون"