في 26 أبريل من كل عام نحتفل باليوم العالمي للملكية الفكرية للاطلاع على الدور الذي تلعبه حقوق الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والإبداع. وفي ضوء جائحة كورونا، والحاجة إلى الحفاظ على صحة وسلامة الجميع، أحجمت الويبو عن تنظيم التظاهرات المادية، وأوعزت للأوساط المختصة بفعاليات اليوم العالمي للملكية الفكرية تحويل الاحتفالات إلى قنوات افتراضية. واختارت الحملة العالمية للملكية الفكرية للعام الحالي 2020 أن يكون شعارها «المستقبل الأخضر» تزامناً مع الرؤية العلمية «كورونا» على الرغم من كل سلبياتها، إلا أنها حققت بيئة نظيفة خالية من ملوثات محروقات السيارات والطائرات، وحركة البشر طوال فترة الحجر الصحي. ولتحقيق ال «مستقبل الأخضر» رفعت دول عدة حول العالم شعارات مشجعة للفوز بقصب السبق عبر بث الروح «الخضراء» في المجتمعات حول العالم. تعد السعودية الإنسان هدف التنمية ومحرك الاقتصاد وفارس «المسطحات الزراعية الخضراء» ما استدعى أن تضخ مشروعات خضراء عدة منها دعوة المواطن والمقيم لزراعة المحميات ومقاومة التصحر، إضافة إلى بناء المدن الذكية، وكذلك سن القوانين الزاجرة والرادعة، كما شجعت الاستثمار الأخضر لتحقيق اقتصاد أخضر وتنمية مستدامة. والمملكة من خلال قطاعاتها الحكومية والهيئات والجامعات والمراكز العلمية هي إحدى الدول التي تحتفل بهذا اليوم كل عام، والذي يصادف قرار تأسيس منظمة «الويبو» التي تبادر إلى توعية الجمهور بأهمية الملكية الفكرية، إذ تعمل منذ انضمامها على تعزيز نظام براءات الاختراع والابتكار، وتطوير ونشر تكنولوجيات صديقة للبيئة تعالج أزمة المناخ وبناء مستقبل أخضر. تركز الملكية الفكرية على التفكير في التصميم وحقوق التصاميم لتدعم الاستخدام الأمثل للموارد وتمكّن المصممين من استثمار وقتهم ومواهبهم في إبداع منتجات مفيدة وجذابة وصديقة للبيئة تبقى ملكهم وحصرياً لهم أمام الأجيال. تدرس المملكة كيف تدعم العلامات التجارية علامات التعريف، وصعود ونمو الأعمال القائمة على مبادئ الاستدامة البيئية، وكيف تمكّنها من تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة. فنحن نرى كيف أن الحقوق، مثل المؤشرات الجغرافية تشجع استخداماً أكثر استدامة للموارد الطبيعية، وكيف أن حقوق استنبات النباتات تشجّع تطوير محاصيل أكثر مقاومة لدعم الأمن الغذائي العالمي. ويحتل الإنسان في المملكة المنزلة الرفيعة التي آلت إليه من عدالة السماء (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) ثم من الأصالة العربية.. واستمرت هذه الرعاية على مر العصور. ولقد حظي الإنسان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين بالعناية والرعاية، فمن أجله التنمية وبه تكون.. وما تلك القطاعات والوزارات والهيئات ومكونات المجتمع المدني إلا دليل على ذلك. ولعل إحداث وزارة البيئة في هذا العهد الزاهر يمثل أهمية قصوى للعمل على رفاهية الوطن والمواطن، ومواكبة المجتمع الدولي لبناء تنمية اقتصادية خضراء، ومستقبل أخضر. حفظ الله قيادة هذا الوطن، وأمنها وأمانها وأهلها، وعلى كل أرضها من كل سوء ومكروه.