هطلت أمطار غزيرة على منطقة الوشم سالت على إثرها بعض الأودية والشعاب، جعلها الله سقيا خير وبركة، وعم بنفعها أرجاء البلاد. من جهة أخرى، تزخر منطقة الوشم وما تضمه من مدن كشقراء ومرات وثرمدا وأثيثية والقرائن وأشيقر والقصب بعدد من الأماكن الأثرية والسياحية، والمواقع التاريخية التي تجعل منها بيئة مناسبة لنشر ثقافة التعرف على التراث، وتعزيز المحافظة على الموروث الوطني بالمملكة، إذا جرى إيلاء العناية والاهتمام بها من جانب القنوات الإعلامية المختلفة، والبرامج التي تعتمد منهج التجوال بالأماكن الأثرية لإبرازها، فهي لا تقل عن أي منطقة أخرى بربوع الوطن، خاصة بما تملكه منطقة الوشم من قرى تراثية واستراحات ريفية ونُزل زراعية مختلفة. ومن جهته، ذكر الدكتور عجب بن محمد الثبيتي العتيبي مدير إدارة التراث الوطني بمنطقة الرياض أن الوشم بشكل عام وشقراء على وجه التحديد تحوي رسوماً صخرية تتمثل في بعض النقوش والرسوم الصخرية الثمودية على واجهات الهضاب غرب المحافظة، تمثل رسوماً آدمية وحيوانية للبيئة القديمة للمنطقة، وهذه المواقع في بعضها تمثل رسوماً صخرية لقوافل من الإبل التي قد تكون خصصت للتجارة ونقل البضائع، كما وردت بعض الرسوم لحيوانات انقرضت من المنطقة أحدها للنمر العربي. وتعطي كل هذه المواقع دليلاً مادياً على البعد الحضاري للمنطقة، فيما تشهد محافظة شقراء على وجه التحديد نشاطاً وتحركاً إيجابياً من المجتمع المحلي لإعادة تأهيل التراث التقليدي المتمثل في ترميم البلدة التاريخية، وأسواقها القديمة، التي كانت ذات نشاط مزدهر خلال المئة عام الماضية. كما تشهد المنطقة - بجهود المحافظ الأستاذ عادل بن عبدالله البواردي والأجهزة الحكومية ولجنة الحرف والتراث الأهلية - تزايداً مستمراً في تنفيذ الفعاليات التراثية في هذه المواقع، وإعادة إحيائها، مثل محلات تجارة التراث الشعبي، والمتاحف الخاصة، ودور النشر، والمراكز الثقافية. إضافة إلى تراثها الطبيعي وتضاريسها المميزة والتي تشّكل جانباً مهماً يثري سياحتها، ومن أهم المعالم الطبيعية بها روضة الحمادة ومتنزه العكرشية وشاليهاته وشلالات الداهنة في جبال طويق، وبالطبع يحتاج كل هذا لترويج إعلامي جيد، حتى تظهر تلك المشاهد التراثية للآخرين، وتنتشر، ليتحقق الدعم الاقتصادي والسياحي الكامل لما تزخر به المنطقة أيضاً من مهن تقليدية تراثية، ومنتجات الحرفيين والأسر المنتجة، والأكلات والمشروبات الشعبية، ومتاحف "أشيقر" التي تمتاز بجمال عمارتها التراثية، والعديد من المعالم التاريخية والتراثية والأسواق الشعبية. كما يساهم الترويج الإعلامي في التعريف بفن عمارة البيوت الطينية، وجمال القرية التراثية في شقراء، والتي تمثل أحد أنماط المدن النجدية التقليدية بمساجدها وأسواقها وبيوتها التي تحمل في داخلها عطر الماضي وجماله، وكذلك التعرف على الطرق التقليدية المتبعة في استخراج الملح من باطن الأرض بمدينة القصب، وغيرها من المعالم والمشاهد الأخرى التي تسهم في تنمية الصورة الإيجابية للمملكة محلياً وإقليمياً وعالمياً. البرق في سماء منطقة الوشم نقش صورة نمر على أحد الجبال