يعتبر الكسكسي في طليعة الأكلات الشعبية المغربية ذات الشهرة الواسعة، فكثيرا ما تُشد الرحال إلى مراكش نظرا لشهرتها بالكسكسي لما لها من سحر في ذاكرة السائح الخليجي، أما الملوخية بالأرانب فحدث ولا حرج، فهي سيدة المائدة المصرية بلا منازع، لما تتمتع به من شعبية طاغية بين المصريين،الأغنياء والفقراء على حد سواء، وفي السعودية تتصدر الكبسة قائمة الأكلات الشعبية نظرا لأهميتها القصوى لدى المجتمع الذكوري، والصيادية في البحرين والخليج، وفي العراق تعتبر الدولمة من أشهر المأكولات نظرا لشعبيتها الموغلة في القدم، هذا وفي بلاد الشام الكبة بأنواعها، المطبوخة، والمقلية، والمشوية، والكبة النية، وفي لبنان التبولة، وفي الأردن وفلسطين المنسف، هذه الموائد الشهية تشكل جزءا من تاريخ وتراث المنطقة العربية، والتي تنحاز بمجملها إلى موائد الشرق بما فيها المائدة الصينية التي تتصدر حضارة الشرق نظرا لعراقتها الغنية بشتى أنواع الاطعمة، والمأكولات، والسؤال هو من أي هذه الموائد خرج علينا فيروس كورونا؟ هذا الفيروس الذي باغتنا فجأة، وانهكنا، وسرق حريتنا، ومتعتنا بالحياة، طبعا تعددت الإجابات على هذا السؤال، أميركا تقول إن فيروس كورونا خرج من الموائد الصينية في مدينة ووهان، وتزعم أنها مؤامرة صينية شيوعية بامتياز، موجهة ضد أميركا والغرب بدليل أنها تكتمت على هذا الوباء حتى اجتاح العالم، أما الصين فتعتبره اتهاما رجعيا إمبرياليا باطلا، يهدف إلى استحواذ الرأسمالية المتوحشة على اقتصاد ومقدرات العالم الحر، هذا ويبقى الجدل الأميركي الصيني قائما فيما كورونا يجتاح العالم، ويفتك بضحاياها أمام عجز عالمي شبه تام عن إيجاد لقاح، فلا مختبرات أميركا، ولا مختبرات الصين قادرة على وقفه، والقضاء على هذا الوباء الذي لم تشهد له البشرية مثيلا في تاريخها الطويل، والسؤال هو إلى متى تستمر حالة العجز هذه؟ وهل هناك من بصيص أمل في نهاية النفق؟ نعم الجميع متفق على أن هناك نورا في نهاية النفق، وأن عالما ما في مختبر ما في دولة ما سيحسم الأمر، ويعلن عن خلق المبادرة الأولى في صنع اللقاح الأول لإنقاذ البشرية، وهو حلما يكاد أن يكون قريبا وقريبا جدا إذا ما تذكرنا الأزمات الخانقة التي مرت بها البشرية عبر تاريخها الطويل وتصدى لها عباقرة تنويريون دافعوا بشراسة عن البشرية وأسهموا في تطورها وتقدمها كداروين، واينشتاين وجاليليو، وتوماس اديسون وبتهوفن وبيكاسو ودافنشي.