تشهد تطبيقات ومنصات خدمات التسوق والتوصيل الإلكترونية العاملة في السوق السعودي زيادة واضحة ونشاطاً قياسياً في حجم الأعمال، جراء التأثيرات الناجمة عن أزمة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، وباتت تلك المنصات وسيلة اعتماد أساسية للمستهلكين من المواطنين والمقيمين على حد سواء لشراء احتياجاتهم اليومية، خاصةً المتعلق منها بالمواد الغذائية والدوائية في ظل قيود التنقل التي فرضتها الدولة منذ يوم الاثنين الماضي كإجراءات احترازية للحد من انتشار الفيروس. قوة شرائية وأوضح أحمد بن داود - مختص في قطاع المواد الغذائية - أن تأثير التجارة الإلكترونية ظهر بوضوح في القوة الشرائية مع إطلاق العديد من الهايبر ماركت تطبيقات لتسويق المواد الاستهلاكية والغذائية على الأجهزة الذكية وعبر الإنترنت، إذ لجأ جانب من العملاء إلى استخدام هذه التطبيقات خصوصاً مع وصولها إلى مستوى جديد من الراحة والأمان الإلكتروني والخدمة الفعالة ذات الجودة القصوى للعملاء، مضيفاً أن إطلاق منصات إلكترونية للعديد من متاجر الأغذية المميزة في المملكة يخاطب نحو 22 مليون مستخدم للهواتف الذكية في المملكة، وتوفر الاستفادة من كونها خالية من المتاعب وتتميز بأنها الأكثر أماناً وسرعة، مبيناً أنه وفقاً للتقارير فإن ما يصل إلى 75 % من سكان المملكة حالياً لديهم إمكانية الاتصال بالإنترنت، مشيراً إلى أن المملكة من الدول الأكبر والأسرع نمواً في قطاع التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي. تغيير المعادلة وأكد حاتم الكاملي - مستشار في التسويق الرقمي - على أن حجم توصيل أغراض المنزل مثلاً في السعودية قد يتجاوز 430 مليون ريال، وهو سوق كبير وواعد يقدر حجم نموه السنوي ب35 %، وهناك رواد أعمال سعوديون قرروا أن يكتشفوا هذا السوق ويغيروا المعادلة ويوفروا حلولاً مبتكرة لحل مشكلات هذا القطاع، وتقديم خدمة بسيطة للمواطن، وابتكار سوق جديد وحتى المساهمة على حل التستر التجاري في هذا القطاع، فظهرت تطبيقات متنوعة للمواد الغذائية والتجميلية والصيدلانية قادرة أن تكون اللاعب الرئيس في المستقبل إذا لم يبادر اللاعبون الحاليون في هذا القطاع إلى الاستثمار في قطاع توصيل الأغذية اليومية والركون للنماذج التقليدية في إدارة أعمالهم في ظل هذا التحول الرقمي. دفع إلكتروني وفي كل أزمة هناك خاسر ورابح، وإذا كانت هناك قطاعات حيوية أساسية قد تعرضت لأزمة وانتكاسة، فإن ابتعاد الناس عن ارتياد المطاعم خوفاً من الإصابة بالعدوى عزز الطلب على خدمة توصيل الطعام إلى المنازل، علماً أن خدمة التوصيل سائدة منذ سنوات في المملكة، حيث بلغت نسبة المستهلكين الذين يطلبون توصيل الطعام عبر تطبيقات الهواتف الذكية في الرياض مثلاً مرة واحدة على الأقل أسبوعياً 87 %. وقال معتز كمال - يعمل في مجال توصيل الطلبات من خلال التطبيقات الحديثة -: إنه لا يُسمح لنا بالدخول إلى المطعم ويتم التعامل معنا من الخارج، كما أن أصحاب الطلبات يمنعون الاحتكاك بالكامل، حيث يقف موصل الطلب على بُعد مسافة تصل إلى مترين في حين يتم دفع قيمة الطلبات من خلال الدفع الإلكتروني باستخدام الإنترنت، مضيفاً أن مؤشرات النشاط الحالية تكشف عن التراجع قليلاً في الطلب على الشراء والتوصيل من المطاعم في مقابل زيادة كبيرة في الطلب على الشراء والتوصيل من محال السوبر ماركت والصيدليات ومحال بيع الألعاب الإلكترونية، وذلك منذ ظهور "كورونا" في الدولة. فرص استثمارية ورأت منار الهدلق - تسويق رقمي - أن فيروس كورونا لم يترك قطاعاً إلاّ وعصف به، لكن في المقابل كان الفيروس أكثر رأفة ورحمة بقطاعات أخرى ومنها خدمات التوصيل والتسليم، ففي ظل الإجراءات التي اتخذتها الدولة للحدّ من انتشار عدوى الفيروس، بدأت عادة جديدة بالظهور، هي التسوّق عن بعد من خلال استخدام المنصات الإلكترونية، هذا الواقع دفع المستثمرين وروّاد الأعمال الباحثين عن فرص استثمارية جديدة إلى جعل المملكة من ضمن وجهاتهم المرغوبة، كما شكّل حافزاً للشركات القائمة من أجل توسيع رقعة أعمالها بهدف الاستحواذ على حصة أكبر من السوق، ما أدى إلى دخول مئات الشركات الصغيرة والناشئة إلى السوق السعودي تلبية للطلب المتزايد على خدمات البيع الإلكتروني والتوصيل، مضيفةً أنه في ظل هذه الأزمة، بادرت عدد من الشركات والهايبرماركت الكبيرة إلى ابتكار وسائل تشجع المستهلك على التسوق الإلكتروني وتسليمه المنتجات في منزله، فاعتمد بعضها أساليب جديدة مبتكرة بهدف دعم خدمات التوصيل، من خلال تحضير سلة استهلاكية جاهزة فيها كل ما يحتاج إليه المستهلك من الخضار الأساسية يتم توصيلها إلى الزبون خلال ساعة من دون أن يتكبّد عناء اختيار المنتجات، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على خدمات التوصيل بنسبة 50 %، فقد يبدو للبعض أن خدمات التوصيل للعملاء وصلت إلى مرحلة التشبع في المدن الكبرى في المملكة، لكن الحقيقة مغايرة وثمة إمكانية كبيرة للتوسع. ازدهار حركة تطبيقات التوصيل معتز كمال حاتم الكاملي أحمد بن داود