حديث الساعة.. "كورونا" الكل يتكلم عنه من خلال منبره، من يعملون في مجال الصحة يوضحون المخاطر ونشر الوعي ووسائل السلامة للحد من انتشاره وحفظا للأرواح، والاقتصادي يناقشه من حيث الأرباح والخسائر وكيف تدار الميزانية، والقيادي يتناول الخطط البديلة وكيف تدار الأزمة بأقل الضرر على من يعملون في جهة معينة، وعلى نطاق أوسع كيف تنظر إليه الحكومات حيث توجه كل قطاعتها ولكل صلاحياته في التعامل في رفع مستوى الالتزام والانضباط، لتقليل الأضرار التي تلحق بمن هو مستهتر ويؤذي الآخرين بتصرفاته. ووفق ميزان الشرع فإن أقدار الله علينا ليس فيها شر محض، وكثير من الأحداث التي مرت بها المنطقة كنا نظن أنها شر وما أن زالت الغمة حتى كشفت لنا صور في غاية الجمال بقيت على صدر التاريخ تُروى لمن لم يشهدها، مثل أزمة الكويت وموقف المملكة المشرف حكومة وشعبا، وبطل ذلك المشهد في ذاك الزمان الملك فهد - رحمه الله - كانت كل الأنظار تتجه إليه، وشاهدنا أفعال ومواقف ذاك القائد المحنك، عودوا لتلك الأزمة وخذوا منها العبر والدروس وقلبوا صفحات التاريخ وكيف كان فجر الخميس وصوت المذياع على التكبير في تحرير الكويت. لكل حدث جوانب معتمة ومشرقة نتفق جميعا أنها جائحة أعادت التآم ما تمزق من رداء الأسرة، قبل شهر من تاريخه لم تشهد الأسرة اجتماعاً ليوم كامل فالكل مشغول ولديه التزاماته وارتباطاته. وميزان تعاملنا مع الأقدار هو الصبر والرضا، فالاتزان في ديننا مطلب حتى تحمي نفسك من أي احتلال نفسي يضر بها كالاكتئاب أو الحزن، أو الوسواس، ليكن شعارك "اعقلها وتوكل"، افعل الأسباب واتبع التعليمات (واعلم أن الأمة لو اجتمت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وهناك فئه مستهترة في التعامل مع الحدث، وهي بالتالي تضر من حيث لا تعلم وهذا يخالف توجيهات ديننا الحنيف:(المسلم من سلم الناس من لسانه ويده). بمعنى لا تضر أحدا من إخوانك، وأحب لهم ما تحب لنفسك وهي فرصة للجميع أن يرتب حياته وينظر على أي مسار هي تسير، في كل صلاة نسأل الله: "اهدنا الصراط المستقيم"، أين أنا من الصراط المستقيم في علاقاتي وسلوكي وحتى مالي، أين هو من الصراط المستقيم هل كل ما ذكر على الصراط المستقيم أم انحرفت عنه؟. وهي فرصة لتلمس إخوانكم لأنه من علامات سعادة العبد أن يكون رحيم القلب، فالرحيم أولى الناس برحمة الله، وهو أحب الناس إلى الناس، وأقرب الناس لقلوب الناس، وهو أحق الناس بالجنة؛ لأن الجنة دار الرحمة.. "الراحمون يرحمهم الرحمن".