في الوقت الذي يتحدث الناس عن «Covid 19»، وتتلاطم أمواج القنوات الإخبارية بكل ما هو مبشر ومنفر، وفي الوقت الذي تمارس الولاياتالمتحدة الأميركية والصين الدعاية propaganda، بالتزامن مع جهود العلماء في مجال الفيروسات، وأجهزة مناعة الإنسان! سألت نفسي ماذا لو كنا جهاز مناعة!؟ أعلم أنه تساؤل غريب ولكنه منطقي! نعم نحن كمجتمع أشبه بكريات الدم البيضاء (خط المناعة الأول). ولكن كيف؟ لاحظت مؤخراً جهوداً جبارة وشفافة من قطاعات الدولة على الصعيد التجاري، الصحي، والأمني وغيرها من القطاعات متسلحة برؤية محمد بن سلمان 2030 في مكافحة الفساد بشتى أشكاله من الكبير إلى الصغير بلا استثناء! هنا علمت أننا أمام فيروسات أخرى تهدد سلامة المجتمع والوطن، وآمنت بأهمية الإبلاغ ومساعدة رجال الأمن في الكشف عن الخلل ومكامنه. وما دام الحديث متماسكاً من حيث مكوناته السابقة ( المجتمع، الوطن، الرؤية، القطاعات الحكومية، والفساد). فالوطن هو الجسد وقطاعات الوطن أعضاؤه الحيوية، والمجتمع كريات دمه البيضاء - خط المناعة الأول - والقطاع الأمني جهاز المناعة القوي والمتين (اللمفاوي). والرؤية هي المنهج والمسار. ولنبسطها أكثر ما رأيكم في قصة قصيرة!! ذات يوم ماطر، في إحدى الدول الغربية وقفت أمامي سيدة في مسار الانتظار، قد تمكن الزمان من ملامحها. وبينما نحن واقفون كان أمام السيدة رجلان الأول منهما يدفع قيمة مشترياته، فجأة! وإذ بها تخرج عن المسار بما يقارب الخطوتين لتلتقط من حامل للحلوى على شمالها قطعة مغلفة بحجم نصف كفها المتجعد الذي ربما لو تركته ثابتاً باتجاه الشمس مدة ساعة لأنبت من جوف التجاعيد زهرتي شقاء وصبر. بعد أن التقطت حاجتها وهمت بالرجوع لآخر الصف دعوتها لتعود مكانها. قبلت على مضض بين رغبة ورهبة ! وما إن استقرت. إذ بهمهمة من خلفي وطاقة سلبية تخترق مسامات فروة شعر رأسي، فأدرت وجهي وإذ بها سيدة حسناء، ذات أصول أوروبية، وكأنها خرجت من لوحة فنان، ولكن الغضب إطارها! فعلمت أنني أشبه بفيروس متطفل، وهي أجمل كرة دم بيضاء مرت على الجهاز المناعي الاجتماعي، حيث كانت تمارس في تلك اللحظة وظيفتها المناعية كخط دفاع أول، لأنني خالفت النظام، فابتسمت كفيروس منهزم، وتقهقرت لآخر الصف. إن المجتمع شريك للدولة في تعاونه على رفض الممارسات الخاطئة المجتمعية من حيث احترام النظام، والمشهد الحضري الراقي، وغيره، على المستوى الجزئي Micro . وعلى المستوى الكلي Macro فهو شريك بالإبلاغ عن كل ما هو مريب من الناحية الأمنية، الفكرية، الأخلاقية، التجارية، الصحية، ليحيل المواضيع الكبرى لجهاز المناعة المتين. وهناك طرق عدة عن طريق الاتصال (911) أو التطبيقات مثل (كلنا أمن). نحن لا نمارس دور الدولة وأجهزتها، ولكننا شريكها المناعي إن لاحظنا أي فيروس غريب يحاول العبث بجسم الوطن. لذلك أعتقد أنكم تستطيعون أن تتخيلوا أنكم جهاز مناعة حقيقي! خصوصاً عندما تتذكرون قصتي مع الحسناء. نسيت أن أخبركم! لقد وجدت السيدة التي كانت أمامي تنتظرني في مواقف السيارات خارج المحل لتشكرني. فعلمت أنني أصبتها بالعدوى.