كانت المملكة العربية السعودية حفظها الله من دول العالم القلائل التي نجحت في التعامل الأمثل مع جائحة كورونا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وفي الوقت الذي تتجه فيه أنظار الناس إلى وزارة الصحة ومنتسبيها الأبطال الذين يمثلون خط الدفاع الأول في وجه هذه الجائحة، هناك العديد من المؤسسات الحكومية التي سجلت نجاحاً كبيراً في التعامل مع جائحة كورونا ويأتي في مقدمة هذه الجهات وزارة التعليم. فقيمة نجاح هذه الوزارة في التعامل الأمثل مع هذه الجائحة تأتي من حقيقة أنها الوزارة الأكبر ودون منافس من حيث عدد منتسبيها معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات وكذلك أساتذة جامعات. ومن تبقى من أفراد المجتمع فهو على صلة مباشرة مع منتسبي التعليم. ويأتي في مقدمة نجاحات الوزارة في هذا الصدد من تلك الخطط التنسيقية والتنفيذية التي أطلقتها مع وزارة الصحة لمكافحة الوباء وسبل الوقاية منه. وقد رفع هذا الإجراء من مستوى الوعي الصحي لدى الطلاب وأولياء أمورهم. وعندما رأت الوزارة ضرورة تعليق الدراسة قامت بذلك مما ساهم في المحافظة على منتسبي التعليم من الإصابة لا قدر الله بهذا الفايروس. ثم جاءت قدرة الوزارة السريعة والمتقنة على التحول من نطاق التعليم الحقيقي إلى نطاق التعليم الافتراضي. حيث كانت بوابة التعليم الوطنية (عين) قادرة على استيعاب أكثر من 18 مليون زائر، وتحقق من خلالها أكثر من 52 ألف هدف تعليمي، كما شملت 13 ألف درس تعليمي مما جعل العملية التعليمية تسير بكل سلاسة وانتظام. وهذا يدل على جاهزية هذه الوزارة على التعامل مع الطوارئ. فقد انتظم الأساتذة والطلبة بصورة جميلة في علاقتهم التعلمية المقدسة. وقد يكون هذا النجاح مقدمة لوضع خطة طموحة لتوظيف التقنية بشكل أكبر في عمليات الوزارة التعليمية مما سيحقق الكثير من الإيجابيات كمرونة العملية التعليمة، وتقليل تكلفتها، والقضاء على الهدر سواء في الموارد الاقتصادية أو البشرية. كما تقود الوزارة جهود الجامعات البحثية الهادفة إلى مكافحة هذا الداء سواء عن طريق إيجاد العلاج المناسب أو توفير الأدوات المساعدة في العلاج. ثم كان قرار الوزارة بنقل جميع طلاب وطالبات مراحل التعليم العام للمراحل التي تلي مراحلهم الحالية. ومن صور نجاح الوزارة كذلك سرعة معالجتها لأوضاع المبتعثين وأسرهم بقرارات استثنائية إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة القاضية بالعناية بالإنسان السعودي ومنها عدم إيقاف إجراءات الصرف وصرف مكافأة الشهر.. إلى آخره. كل هذه الإجراءات والنجاحات جعلت وزارة التعليم قادرة على تحويل محنة كورونا إلى منحة مكنتها من العطاء والإبداع.