محمد عبدالرحمن الخراشي.. مدرب وطني ناجح دخل التاريخ الرياضي بأكثر من إنجاز مميز في كأس العالم ودورة كأس الخليج والبطولات العربية والقارية للمنتخب السعودي الأول ولكل الفئات السنية. بدأ مشواره الرياضي لاعباً ناشئاً في نادي الهلال منتصف الثمانينات الهجرية، وبعد الاعتزال اتجه إلى ميدان التدريب قبل 44 عاماً، فبزغ نجمه وتفوق على مدربين كبار، وكرمه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم العام 1431ه ضمن المدربين الآسيويين المساهمين في تطوير الكرة القارية بجانب «عميد المدربين الوطنيين» خليل الزياني والمدرب القدير ناصر الجوهر. استضفناه اليوم ليحدثنا عن مشواره وذكرياته كلاعب ومدرب خلال ال56 عاماً الماضية بما فيها إنجازاته كمدرب بقيادته المنتخب السعودي للناشئين للفوز بكأس آسيا ثلاث مرات، أعوام (85-86-1988م) بجانب قيادته منتخب الناشئين في كأس العالم مرتين العام 1985م بالصين والعام 1987م في كندا، إضافة إلى فوزه كمساعد مدرب بكأس العالم للناشئين بإسكتلندا 1989م وقيادته المنتخب الأولمبي للتأهل إلى أولمبياد أتلانتا 1996م. وفي الإمارات 1994م نجح بانتزاع أول لقب خليجي استعصى على المنتخب الأول 24 عاماً في تاريخ كأس دورة الخليج فضلاً عن تأهل المنتخب الأول لكأس العالم بأميركا في نفس العام بجانب قيادته المنتخب الأول في مونديال فرنسا 1998م. سجلت في الهلال ب50 ريالاً.. والأمير هذلول كلفني بأول مهمة تدريبية بدايتي هلالية قبل 56 عاماً يقول الكابتن محمد الخراشي في مستهل حديثه: سجلت بنادي الهلال العام 1385ه وكان عمري 15 سنة طالباً في المرحلة المتوسطة وكان أستاذنا نجم الهلال والمربي حميد جمعان «رحمه الله» مدرساً للتربية الرياضية وهو الذي أوصى بتسجيلي وقام بالمهمة مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» فسجلني مع زملائي عبدالله الصغير وعبدالله اللحيدان وعبدالعزيز الماضي وكافأنا بمبلغ (50 ريالاً) لكل فرد واحترنا أين نضعها ثم اتفقنا على إيداعها لدى صاحب بقالة قريبة من المدرسة نجتمع عنده ونشتري المرطبات والساندويتشات إلى أن تخرجنا من المتوسطة ونحن نأكل بهذه ال50 ريالاً « قالها ضاحكاً». أول بطولة.. مدرسية بعد تخرجي من معهد التربية الرياضية العام 95-1396ه بسنة كلفت بالعمل مع مدرب منتخب مدارس منطقة الرياض الكابتن صلاح حسني لاعب النادي الأهلي المصري وكان يعمل مدرساً بثانوية الجزيرة وجاء القرار من صالح الزيد «رحمه الله» وصبري سويلم المكلفين بإدارة التربية والتعليم آنذاك وعينت مع صلاح بحكم نشاطنا المدرسي المميز، ولله الحمد وفقنا في هذه المهمة وحققنا بطولة المملكة، وأذكر من اللاعبين صلاح السقا ويوسف خميس وصالح النعيمة وأحمد عبدالرحمن بن سعيد وصالح فيروز وهذال الدوسري وفيصل الرشيد. أول مهمة هلالية بعد ذلك كلفني الأمير هذلول بن عبدالعزيز «رحمه الله» بتدريب أشبال الهلال واستمررت حتى 1402ه كمدرب سلمت الفريق بعدها للسيد بروشتش إثر تعاقدي مع اتحاد الكرة وضم الفريق آنذاك التخيفي والحبشي وسعد مبارك والعشيوي والخلف وعبادي وعلي العجمي والعواضي والعييد ومنصور بشير.. أسماء كبيرة ترفع الرأس وصلت الفريق الأول وساهمت في إنجازات الهلال. مشوار حافل مع الأخضر تعاقد معي اتحاد الكرة كمدرب رئيس لمنتخب الناشئين ولله الحمد استمررت إلى أن وصلت مع المنتخب الأول لكأس العالم 1998م وكان مشواراً حافلاً أفتخر بما تحقق فيه من نتائج للمنتخبات الوطنية الثلاثة وأعتز بالقامات التي عملت معها سواء إدارية أو فنية. كانت تجربة ثرية بالنسبة لي والفضل لله سبحانه وتعالى ثم لرئيس اتحاد الكرة الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» باختياري وترشيحي لتدريب المنتخبات السعودية وكذلك نائبه آنذاك الأمير فهد بن سلطان «أمير تبوك حالياً». كان مشرفاً على المنتخبات الوطنية وداعماً بقوة ومشجع لا يمكن نكران جميله. ثم أتى بعد ذلك الأمير سلطان بن فهد وقدم دعماً غير طبيعي للمدرب الوطني بصفة عامة لي ولزملائي بالجهاز الفني: الكابتن حمود السلوة والكابتن حمد الخاتم. كان سموه نعم المعين والموجه ومنحنا الثقة كاملة فساهم في نجاحنا. أما بالنسبة لرؤساء نادي الهلال الداعمين لمسيرتي فلا أنسى الأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن ناصر «رحمهما الله» كانا داعمين للمدرب المواطن وللهلال بصفة عامة. سنغافورة أرض الانطلاقة مشواري مع المنتخبات الوطنية بدأ بالتدرج كمساعد لمدرب منتخب الناشئين الكابتن خليل الزياني (99-1400ه) ببطولة ليون سيتي بسنغافورة وفي تلك الفترة كان البرازيلي مانيلي يدرب المنتخب الأول فعملت معه ثم مع المدربين جويل كأسترو و ازوفالدو واستمرت مشاركاتنا في بطولات ليون سيتي حتى 1402ه بعدها رشحني اتحاد الكرة كمدرب رئيس لمنتخب الناشئين. البطولات الآسيوية والمونديال وكأس الخليج أدخلتني التاريخ تشرفت بالسلام على ثلاثة ملوك من الذكريات المضيئة في حياتي فخري واعتزازي بالتشرف مع الرياضيين بالسلام على مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان «رعاه الله» العام الماضي وقبل ذلك تشرفت مع المنتخبات في السنوات الماضية بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والأمير سلطان بن عبدالعزيز «رحمهم الله» ودائماً وأبداً كانت توجيهاتهم أن ابن الوطن هو الأقرب والأنسب لقيادة المنتخبات الوطنية. اعتذار سامي بعد سنوات من المواقف الطريفة في حياتي الرياضية ما حدث أثناء إقامة التصفيات الآسيوية الأولى للناشئين بالرياض على ملعب نادي النصر العام (83-1984م) وكان نجم النصر الكابتن خالد الجابر أحد لاعبي المنتخب وهو لاعب مميز وله تأثير أخرجته في بداية الشوط الثاني كتبديل طبيعي وكان شقيقه الأصغر سامي الجابر حاضراً يتابع المباراة في المدرج وحسب ما روى لي سامي بعد سنوات تفاصيل ذلك الموقف في حديث لا يخلو من الطرافة قائلاً: (كنت في المدرج وعمري لا يتجاوز 11 سنة حين غضبت عليك يا أبا عبدالرحمن وزعلت من قرارك عندما أخرجت شقيقي خالد من الملعب وقذفتك بقارورة ماء فسامحني وحللني). ويا سبحان الله دارت الدنيا بعد هذا الموقف الطريف من طفل الأمس سامي «يقولها ضاحكاً» وأصبح مشوارنا التدريبي معه في مناسبات عديدة وأيضاً من الوفاء والتقدير لي قام سامي بما عرف عنه من خلق رفيع وصفات حميدة بتقبيل رأسي معتذراً عن ذلك التصرف عندما تقابلنا في بطولة تبوك الدولية وكان مدرباً لنادي الشباب وكانت عندي دورة تدريبية ومعي مدربون نحلل مباريات تلك البطولة فهذا الموقف من طرائف كرة القدم. بطولة سلطان بن فهد كانت بطولة الخليج ال12 في الإمارات 1994م تعني لنا كسعوديين عامة ولرئيس الوفد آنذاك الأمير سلطان بن فهد خاصة الشيء الكثير ليس لأنها قيمة فنية عالية فحسب بل باعتبارها البطولة الوحيدة التي استعصى لقبها على المنتخب السعودي منذ انطلاقتها الأولى بالبحرين 1970م وهو المنتخب الذي حقق كأس آسيا وكأس العرب ووصل أولمبياد لوس أنجلوس وكأس العالم. كانت ثقة سموه كبيرة في الخراشي كمدرب قادر على قيادة المنتخب لتحقيق اللقب الخليجي بتعاون الجميع وفعلاً كان خير معين وداعم، ووعدت سموه أنه بتوفيق الله رجالك قادرون على تحقيق أمنيتك وتحققت فكانت فرحة كبيرة للأمير سلطان أنها جاءت على يد مدرب مواطن حقق ما عجز عنه مدربون عالميون قبله قادوا المنتخب في هذه البطولة مثل زاجالو وكارلوس البرتو بجانب وجود أسماء كبيرة من اللاعبين بالمنتخب آنذاك، لكن الله كتبها على يد مدرب وطني بلاعبين كانوا فعلاً من أفضل الأجيال التي مرت على الكرة السعودية. محمد العبدالله أول الداعمين في حياتي شخصيات كان لها مواقف داعمة من بينها الأمير محمد العبدالله الفيصل «رحمه الله» كان له دور كبير جداً في انتقال عملي من قطاع التعليم إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهو ما ساهم في تفرغي لمهنتي التدريبية التي عشقتها منذ نعومة أظفاري و»أبو تركي» دعم الرياضيين على مختلف ميولهم وخدم وطنه في مختلف المجالات بما فيها القطاع الرياضي. رجال الهلال لا يعرفون المستحيل البطولة الآسيوية التي توج بها الهلال أتت لتؤكد للجميع أنه رغم كل العراقيل فإن نجوم الزعيم وسيد آسيا لا يعرفون المستحيل، والهلال قبل تحقيقها كانت لديه ستة إنجازات قارية وأكملها بالسابعة، وهذا فخر للوطن في المقام الأول ولكل هلالي يعشق الزعيم. تشرفي بالسلام على خادم الحرمين الملك سلمان «رعاه الله» شرف لا يضاهيه شرف رماني سامي الجابر بقارورة ماء في مباراة للمنتخب واعتذر بكل روح رياضية محمد الخراشي شبلاً بشعار الهلال 1386ه مع الأمير سلطان بن فهد في طائرة العودة بأول كأس لدورة الخليج 1994م نجم النصر السابق خالد الجابر مع شقيقه سامي