طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحكام الولايات الأميركية خططاً لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي المغلق منذ عدة أسابيع، وبينما يتفق جميع الأميركيين على ضرورة إعادة فتح البلاد وإنقاذ الاقتصاد، يختلفون فيما بينهم على موعد وشكل إعادة الفتح، فاندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك التي تلقت أكبر الخسائر يشدد على ضرورة إعادة فتح الاقتصاد إلا أنه يرى بأن وقف إجراءات التباعد الاجتماعي في ظل استمرار انتشار الفيروس بين سكان الولاية سيلحق بالاقتصاد خسائر أكبر من فائدة إعادة الفتح. وبحسب انتوني فاوتشي، كبير الخبراء الصحيين في الولاياتالمتحدة، فإن انتشار الفيروس وإن كان قد قل وابتعد عن الذروة في بعض الدول حول العالم فإن هذا قد حدث بسبب إجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي وليس بسبب اكتشاف علاج أو لقاح للفيروس وبالتالي عودة الوباء إلى الانتشار هو أمر ممكن الحدوث في أي وقت إذا ما عادت الحياة إلى طبيعتها قبل إيجاد لقاح يقضي على الفيروس بشكل جذري. وخلال جلسة الإحاطة التي عقدها ترمب مع فريق العمل المختص بمكافحة انتشار (كوفيد - 19) في الولاياتالمتحدة كشف عن مجموعة من المبادئ التوجيهية بعنوان «فتح أميركا مرة أخرى» أعلن من خلالها البيت الأبيض وأعضاء مجلس النواب من الحزبين عزمهم على تكريس خطة لإعادة تشغيل الاقتصاد الأميركي. وقال ترمب: «لن نفتح كل البلاد مرة واحدة، ولكن خطوة وراء خطوة بحذر». وأكد أنه سيراقب الانخفاض في عدد الحالات داخل البلاد خلال 14 يوما قبل المضي قدماً بالمرحلة الأولى من عملية الفتح. القرار الذي كان قد اتخذه ترمب قبل شهر أيضاً معلناً عن فتح الاقتصاد في منتصف شهر أبريل إلا أنه عاد وتراجع عنه ممداً الإغلاق حتى نهاية أبريل بعد نصائح الخبراء الطبيين وفريق البيت الأبيض. وينص جوهر ما سماه البيت الأبيض ب»المبادئ التوجيهية» على إلقاء مسؤولية إعادة فتح الولايات أو إبقائها مغلقة على حكام الولايات دون أن يكون للبيت الأبيض الكلمة في القرار وبالتالي البقاء في المنازل أو العودة إلى العمل بحسب خطة ترمب لن يقرره البيت الأبيض بل المسؤولون المحليون لكل ولاية. وتبقى «المبادئ التوجيهية» التي أعلن عنها البيت الأبيض في إطار النصائح والإرشادات غير الملزمة لحكام الولايات الأميركية، حيث تنصح هذه المبادئ الولايات بإعادة فتح الاقتصاد إذا ما أظهرت البيانات هبوط في أعداد الحالات المسجلة لمدة أسبوعين متتاليين في الولاية وإذا ما امتلك حكام الولايات بيانات تؤكد على قدرة المشافي والمراكز الصحية في مدن الولايات على استيعاب الحالات الجديدة دون التسبب بأزمة للقطاع الصحي، مع إمكانية العودة إلى وضع الإغلاق إذا ما عادت الولايات إلى تسجيل حالات أكبر بعد تخفيف قيود التباعد الاجتماعي. وبينما يحاول البيت الأبيض من خلال خطة «إعادة فتح الاقتصاد» إعطاء الأميركيين شعوراً بالنصر والقضاء على الفيروس، لن تقود الخطة في الواقع إلى فتح فعلي للاقتصاد. وسجّل الاقتصاد الأميركي في الأسابيع الأخيرة خسائر فادحة أدت إلى إغلاق نهائي لبعض الشركات الصغيرة وأعداد تاريخية غير مسبوقة في حالات البطالة، حيث قدّم أكثر من 22 مليون أميركي مطالبات للحصول على إعانات «البطالة» بعد أن فقدوا أعمالهم خلال الأسبوعين الماضيين. وتزامناً مع إعلان البيت الأبيض عن فتح الاقتصاد، أعلن حكام كبرى الولايات الأميركية (نيويورك ونيوجيرسي وكاليفورنيا) بأن إغلاق ولاياتهم سيستمر على الأقل لأسابيع قادمة حيث تستمر هذه الولايات بتسجيل خسائر فادحة في الأرواح مع عدم وجود مؤشرات مؤكدة على أن انتشار الفيروس يتراجع ما قد يتسبب بخسائر إنسانية واقتصادية فادحة لهذه الولايات إذا ما قامت بإعادة فتح الاقتصاد. وأعلن د. كريستوفر موراي، مدير معهد التقييمات الصحية في الولاياتالمتحدة، أن الخروج من فترة الذروة في الولايات الأكثر تضرراً مثل نيويورك سيطول بشكل أكبر من التوقعات السابقة حيث ستبقى بعض الولايات عالقة في الذروة لفترات طويلة قبل أن يبدأ الفيروس بالتراجع.