سمحت إسبانيا والنمسا بالعودة على نحو جزئي إلى العمل بعد عيد الفصح اليوم الثلاثاء لكن بريطانيا وفرنسا والهند مددت إجراءات العزل العام بهدف مكافحة فيروس كورونا، أسوأ أزمة صحة عامة تواجه العالم منذ نحو قرن. لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن الوضع "قطعا" لم يبلغ الذروة بعد. وأوضح إحصاء أجرته رويترز استنادا إلى بيانات رسمية أن نحو مليوني شخص على مستوى العالم أصيبوا بالفيروس بينما توفي ما يربو على 119200 شخص بالمرض. وانتقلت بؤرة التفشي من الصين، التي ظهر بها الفيروس لأول مرة في ديسمبر كانون الأول، إلى الولاياتالمتحدة التي أصبحت بها الآن أعلى حصيلة وفيات بالمرض وبلغت 23568 شخصا. ويتعين على زعماء العالم، عند التفكير في تخفيف القيود على الحركة، الموازنة بين المخاطر على الصحة والاقتصاد حيث تسببت إجراءات العزل العام في اضطراب سلاسل الإمداد خاصة في الصين وأدت لتوقف النشاط الاقتصادي. وقال صندوق النقد الدولي إن من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة ثلاثة بالمئة هذا العام، مسجلا أكبر انكماش منذ الكساد الكبير. وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الحالات الجديدة ينحسر في بعض أنحاء أوروبا ومنها إيطاليا وإسبانيا لكن التفشي يزيد في بريطانيا وتركيا. وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة في جنيف "90 بالمئة من إجمالي الحالات على مستوى العالم تأتي من أوروبا والولاياتالمتحدة. لذا من المؤكد أننا لم نشهد الذروة بعد". وفي إسبانيا ساهمت القيود في إبطاء معدل الوفاة اليومي الذي تصاعد حتى بلغ ذروته في أوائل أبريل نيسان. وزاد عدد الوفيات ليرتفع إلى 567 اليوم الثلاثاء مقارنة مع 517 وفاة في اليوم السابق. لكن البلد سجل أقل زيادة في الحالات الجديدة منذ 18 مارس آذار. وبلغ العدد الإجمالي 18056 وفاة. لكن بعض العمال الإسبان عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي تخفيف القيود إلى موجة ثانية من العدوى. وسمحت السلطات باستئناف بعض الأنشطة منها التشييد والتصنيع، لكن المتاجر والحانات والأماكن العامة ستظل مغلقة حتى 26 أبريل نيسان على الأقل. وفي إيطاليا، التي سجلت ثاني أعلى حصيلة وفيات في العالم وبلغت 20465 شخصا، أبقت السلطات على بعض القيود المشددة على الحركة. وستعيد الدنمرك، التي كانت من أوائل الدول الأوروبية التي فرضت قيودا، فتح مراكز الرعاية النهارية والمدراس للأطفال من الصف الأول إلى الصف الخامس في 15 أبريل نيسان. كما فتحت آلاف المتاجر في أنحاء النمسا أبوابها اليوم الثلاثاء لكن الحكومة قالت "إن الخطر لم ينته بعد". وتحركت النمسا مبكرا للتصدي للفيروس حيث أغلقت المدارس والحانات والمسارح والمطاعم والمتاجر غير الأساسية وغيرها من أماكن التجمعات العامة لنحو أربعة أسابيع. وناشدت السكان البقاء في المنازل والعمل منها إن أمكن. وسجلت النمسا 368 وفاة إجمالا وهو ما يقل عن العدد الذي ترصده يوميا بعض الدول الأوروبية الأكبر. وتناقصت الزيادة اليومية في الحالات الجديدة إلى مستوى متدن واستقرت معدلات دخول المستشفيات. * ترامب "يملك القرار المطلق" سجلت بريطانيا، التي تواجه حكومتها انتقادات بسبب البطء في إجراء الفحوص وعدم توفير معدات وقاية على الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس، خامس أعلى حصيلة وفيات في العالم بالفيروس. وقال مستشار بارز في الحكومة إن البلد قد يصبح الأكثر تضررا في أوروبا. وبلغت حصيلة الوفيات في المستشفيات البريطانية 12107 حالات حتى أمس الاثنين. وقال وزير الخارجية دومينيك راب إن إجراءات العزل العام لن تخفف عند مراجعتها هذا الأسبوع. وذكرت صحيفة تايمز اليوم الثلاثاء إن الإجراءات ستمدد حتى السابع من مايو أيار على الأقل. ومدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العزل العام حتى 11 مايو أيار. كما مددت الهند إجراءات العزل العام حتى الثالث من مايو أيار بعدما تجاوزت حالات الإصابة لديها عشرة آلاف. ومددت جارتاها باكستان ونيبال القيود أيضا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين إن روسيا قد تحتاج إلى استدعاء الجيش للمساعدة في معالجة الأزمة. وحذرت موسكو من احتمال عدم وجود أسرة شاغرة بمستشفيات العاصمة في غضون أسابيع. ودافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي توقع العودة إلى العمل بعد عيد الفصح، عن أسلوب تعامله مع أزمة تفشي كورونا. وقال إنه لا ينوي عزل كبير خبراء الصحة الأمريكيين الذي صرح بأن التدخل في وقت مبكر كان من الممكن أن ينقذ المزيد من الأرواح. وشكل حكام عشر ولايات أمريكية على الساحلين الشرقي والغربي للبلاد تكتلين إقليميين أمس الاثنين لتنسيق إعادة الاقتصاد إلى العمل تدريجيا مع ظهور بوادر فيما يبدو على انحسار أزمة كورونا. وفي إفادة للصحفيين هاجم ترامب التغطية الإعلامية وقال إنه يملك القرار المطلق لاستئناف العمل. وقال حاكم ولاية نيويوركالأمريكية آندرو كومو اليوم الثلاثاء إنه لن يلتزم بأي أمر يصدره ترامب بإنهاء إجراءات العزل العام في الولاية بطريقة غير آمنة خلال تفشي فيروس كورونا. ومن المقرر أن يلتقي وزراء الصحة من دول مجموعة العشرين في مؤتمر عبر الإنترنت يوم الأحد لبحث أثر تفشي الفيروس.