ضاعفت الجهات الأمنية في المملكة من إجراءاتها الأمنية لضبط السلوك المجتمعي الرامي لمنع التجول، والتسوق، وإقامة المناسبات الاجتماعية، وعزل الأحياء السكنية، والمدن، وكذلك منع التنقل بين المحافظات والقرى، وتكثيف حملاتها الأمنية على المواقع المصدرة للمرض، وتكثيف إصدار التصاريح للجهات المستثناة من منع القرار، لتضرب بتلك الأعمال الأمنية فيروس كورونا في مقتل وتحد من انتشاره وخطورته على أمن المجتمع، بمساندتها للفريق الطبي لمنع تفشي الوباء. وكعادة الجهاز الأمني في المملكة العربية السعودية، في فن التعامل مع الأزمات الطارئة، يستطيع أن يتعايش مع الأزمات المستجدة وفق خطط أمنية تتناسب مع الحدث، والعوامل المسببة في انتشار المشكلة المستجدة التي تواجه المجتمع، بتحديد العوامل المسببة لانتشار المشكلة، وحصرها موقعها، وتضييق الحصار عليها، وسن وسائل المكافحة التي تعالج المشكلة المستجدة، ومواجهتها، والحد من انتشارها وتضييق الحصار عليها. الحد من الانتشار وبالتواجد الأمني للقطاعات الأمنية المختلفة في مناطق والمحافظات المملكة، ممثلة بقطاعات وزارة الداخلية، ووزارة الحرس الوطني، كدوريات أمن المناطق والمحافظات، وشرط المناطق، وأمن الطرق، ورجال المرور، وإدارة المجاهدين، وحرس الحدود، وإدارات التحريات والبحث الجنائي، ورجال الحرس الوطني، في تقاطع الطرقات وداخل الأحياء، والنقاط الأمنية على مداخل المدن والمحافظات في مناطق ومحافظات المملكة، والفرق السرية التابعة لإدارات التحريات والبحث الجنائي داخل الأحياء، الرامية لتطبيق قرارات منع التجول داخل المدن والأحياء، ومنع التجمعات في الاستراحات، والمخيمات، وقصور الأفراح، يضرب رجال الأمن السعودي المخلصون فيروس كورونا المستجد في مقتل ويحدون من انتشاره، بالحد من تلك التجمعات، وبالحد من كثافة التنزه، وتقليل العادات الاجتماعية السائدة في السابق والتي قد تسهم في انتشار الوباء المستجد. بتطبيق التعليمات نُحقق شعار: «رجال أمننا أنتم فخرنا» تجربة فريدة ويطرح رجل الأمن السعودي بهذه التجربة الفريدة مع الحدث المستجد لمحاربة انتشار كورونا مهام جديدة لرجل الأمن، فرضت ظهورها مع المرحلة المستجدة للوباء تختلف عن المهام والأعمال الأمنية المتعارف عليها لمحاربة الجريمة كمهام ضبط مرتكبي جرائم الجنايات، الظاهرة في السابق من جرائم القتل، والسرقة، والتحرش، وغيرها من الجرائم وتقديمهم للعدالة، وطبيعة المفاهيم العسكرية والقانونية الحازمة والشديدة، إلى صورة رجل الأمن الإنسان، الذي يتألم من أجل الآخرين، باعتباره أبا داخل أسرة، وأخا، وزوجا وقريبا، وصديقا، وتتحول صورة رجل الأمن الصارم في تعامله الحازم، والعادل، إلى رجل الأمن الذي يحرص على أداء مهامه الاجتماعية التي تتعلق بمناحي الحياة وبكل ما تحتويه من أحداث، مفرحة أو محزنة وترتبط بمشاعر الناس وانفعالاتهم وتصرفاتهم، لمهام اجتماعية وإنسانية ترتبط وتتعامل مع المواطنين، والمقيمين في حياتهم اليومية، يعمل رجال الأمن من خلالها من قيم المجتمع وأعرافه. طابع اجتماعي ولكون ظاهرة الأمن أصلاً من الظواهر الاجتماعية فإن الطابع الاجتماعي الذي لاحظته "الرياض" في رصدها لأعمال رجال الأمن اليومية للتعامل مع جائحة كورونا المستجد غلب عليها الطابع الاجتماعي، في حسن التعامل مع المواطنين والمقيمين في تلك المواقع وتسهيل مهام وحركة المصرح لهم من الطاقم الطبي، والإعلامي، والجهات المصرح لها في التطوع، والعاملين في خدمات التوصيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لإسعاف الحالات الطارئة وتسهيل سرعة وصولهم، ومنع العابثين بالأمن وغير الملتزمين بتطبيق قرارات منع التجول، والتجمعات، وتجاهل التعليمات المعلنة عبر الوسائل الرسمية، وكذا تنوعت أعمال رجال الأمن في هذه المرحلة الطارئة، ما بين تحذير غير المبالين والمدركين لهذه المرحلة الخطرة على أمن الإنسان والأمن الصحي والأمن المجتمعي، بأسلوب مهذب بتقديم النصح الإنساني العابر، والابتسامة، وتقديم المشورة العابرة والسريعة والموجزة، في أقصر وقت وحسب وضع الموقف، ليغلب على طابع رجال الأمن في هذه المرحلة الطابع الاجتماعي والإنساني المستمد من تعاليم ديننا الإسلامي. ارتباط بالمشاعر ونجح تعامل رجل الأمن السعودي مع هذا الحدث المستجد ليصور مهام رجل الامن في صورته الاجتماعية بكل ما تحتويه من أحداث، مفرحة أو محزنه، بارتباطه بمشاعر الناس وانفعالاتهم وتصرفاتهم، فنجده في تعامله مع جائحة كورونا يوازن بين أعماله ومهامه الأمنية مع طبيعة المرحلة المستجدة، لنجده يوازن بين مهامه بين وسطية ومشتركة تجمع المفاهيم العسكرية والقانونية الحازمة والشديدة بتطبيق الأنظمة الجديدة الرامية للحد من انتشار الفيروس، وبين المفاهيم الاجتماعية والإنسانية في تعامله مع المواطنين والمقيمين في الميدان. صور متعددة ووجدت "الرياض" رجال الأمن في الميدان يقدمون خدمات اجتماعية تعكس دوافعهم الذاتية والإنسانية قبل أن تكون بدافع أداء مهام وظيفية، ظهرت تلك الأعمال أمامنا في صور متعددة تباينت ما بين تقديم المساعدة والإنقاذ، وحفظ الحقوق والمساهمة في حل المشكلات العابرة التي تتطلب التدخل السريع والمشورة والتوجيه، إضافةً إلى قيامهم بمهام الضبط الأمني وضبط المخالفين والخارجين على النظام وعدم الملتزمين بقرار منع التجول، أو معتمدي الأضرار بالآخرين وتكثيف أعمالهم الرامية لتحقق الأمن وإرضاء المجتمع وإشعاره بالطمأنينة والتقليل من المخاوف ومحاربة الشائعات. مواجهة التحديات وليست التجربة الأمنية الفريدة التي يعكسها رجل الأمن السعودي اليوم في مواجهة جائحة كورونا بمستغربة، فقد أثبت رجل الأمن السعودي في المملكة في كافة القطاعات الأمنية، نجاحه في التعامل مع تحديات الممارسة، وتتنوع التجربة الأمنية السعودية الناجحة والتي أثبتت حضورها وتفوقها العالمي لكافة القطاعات الأمنية في التعامل مع تحديات الممارسة الأمنية ونجاح الثقافة الشخصية لرجال الأمن، وبروز ثقافة المؤسسة الأمنية بالمملكة، لتؤكد صورة رجل الأمن السعودي للعالم أنها شخصية متكيفة مع الأحداث المستجدة وتثبت قدرتها على مواجهة التحديات منذ نجاح تجربة الأمن السعودي في التصدي لجرائم الإرهاب والحد من مخاطر الفكر الضال، وجهود رجال الأمن في التصدي للجرائم العابرة للحدود، والتصدي لجرائم تهريب المخدرات، وغيرها من الجرائم المستجدة. ثقافة شخصية وتعود نجاحات التجارب الأمنية بالمملكة في مواجهة الأزمات المستجدة لقوة الثقافة الشخصية لرجال الأمن وثقافة المؤسسة الأمنية بالمملكة، ومستوى الوعي بالدور والوظيفة (السلطة/ الخدمة)، والصورة النمطية لرجل الأمن اليوم هي شخصية متكيفة مع الأحداث المستجدة وقادرة على مواجهة التحديات، ونجدها في كافة المواقف، فلا ننسى الصورة الجميلة لرجل الأمن السعودي التي برز فيها الدور الإنساني لرجال الأمن في أعمال الحج بشهادة عالمية، كيف كنا نشاهد رجال الأمن أحدهم يساعد حاجًا على رمي جمرة العقبة، وآخر يقوم برش رذاذ المياه على رؤوس الحجاج على مداخل جسر الجمرات للتخفيف من حرارة الشمس الشديدة بابتسامة تعلو محياه، متناسيًا نفسه والعرق يتصبب من جبينه، وثالث يحمل مسنًا، وآخرون يجوبون المشاعر للتوجيه بتقديم المساعدة لكل حاج على الأرض، وسط أمواج بشرية، يساعدون كل حاج بلغته فما أجملها من صور ما زالت عالقة في الأذهان. أنتم فخرنا لنجعل شعارنا من اليوم: "رجال أمننا أنتم فخرنا"، ويكون هذا هو لسان حال كل مواطن سعودي وكل مقيم على أرض الوطن، ولن يتحقق ذلك إلاّ بالتقيد بالتعليمات الأمنية والصحية المعلنة عبر وسائل الإعلام الرسمي وعدم الخروج إلاّ للضرورة القصوى، ومنع تداول الشائعات، والقادم أفضل، وهذه الأزمة ستزول بفضل الله ورعايته أولاً، ومن ثم بوعي المواطن، وإدراكه للمسؤولية، وإيمانه بأن رجل الأمن هذا لم يقف تلك الساعات الطوال، ولم يبدِ حزمه إلاّ لأجل المصلحة العامة للوطن أولاً ثم المواطن والمقيم ثانياً، فيجب علينا التعاون بالالتزام بالتعليمات، والإبلاغ عن الملحوظات من خلال القنوات المعلنة والمتعددة، ونتكاتف للمساهمة في تعزيز الأمن، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ولا نكون سبباً في المشاركة في وقوع أي فوضى مهما كانت طبيعتها، حتى لو كانت تزاحم على أحد المطاعم أو محلات التموين الغذائي، أو سرعة خطرة على الطرقات، ولنبادر لدعم الاستقرار الاجتماعي والأمني. وفي نهاية تقرير "الرياض" لرصد تضحيات رجال الأمن من أجل سلامتك للحد من وباء كورونا المستجد التي أخجلتني وأنا أقف بجانبهم لنقل أعمالهم اليومية لكم، والتي ليست بغريبة على الكثير منكم، وأنا أشاهدهم وهم يؤدون أعمالهم اليومية على مدار الساعة في هذه الأوقات البالغة الخطورة معرضين أنفسهم للخطر، تاركين أطفالهم وأسرهم باعتبارنا كمواطنين ومقيمين أسرتهم الكبيرة، لذا هناك دعوة صادقة من القلب لكم. التعامل مع الأزمة بكل اقتدار المساهمة في عدم انتشار وباء كورونا نقاط أمنية من أجل صحة الجميع تواجد أمني