يقول الحق تبارك وتعالى في سورة النمل «حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون» إن قول النملة فيه من الحِكم البالغة والاحترازات والإنذار المبكر، إن قول النملة يحتاج إلى تدبر وتفكر فعندما أحست النملة بالخطر أخبرت جماعات النمل قبل حدوث الخطر بأن يدخلوا مساكنهم حيث إنها حذرتهم ودقت ناقوس حدوث الخطر وهم لا يشعرون، إن النملة قد أمرت النمل بأن يستعدوا لدخول الجنود في وادي النمل وذلك بالاختباء في بيوتهم وقد وضحت لهم الأسباب، فإنها لو لم تحذرهم لحطمهم جنود سليمان وهم لا يقصدون، وكذلك النمل سمع لقولها ودخل مساكنهم وقد نجوا من أقدام الجنود في الوادي، عندما استشعرت الدول خطر فيروس كورونا وأنه جائحة عمت العباد والبلاد أمرت المواطنين كافة بحظر التجول وكذلك أمرت بعدم خروج من البيت إلا للضرورة القصوى وهذا النهج إنما هو نهج الوقاية واستشعار حدوث واقتراب الخطر المحدق الذي لو أن الناس خرجوا ولم يتبعوا التعليمات بفعل الأسباب لوقع عليهم الوباء وحاصرهم وحصد أرواحهم، بل إنه سوف يصعب السيطرة عليه، إن التوقيت المناسب لهو مهم جداً في إدارة الأزمات، نحن في هذا الوقت بحاجة إلى اتباع التعليمات والإرشادات والتي سوف تحول دون انتشار الوباء وتحاصره إلى أن يتم البحث عن العلاج بإذن الله، وذلك بالجلوس في البيوت والمنازل واتباع التعليمات إلى أن ينتهي الوباء ويتم السيطرة عليه.