وزارة الصحة البريطانية تقول: إذا شعرت بأعراض كورونا فلا تتصل علينا وعالج نفسك بنفسك لتخفف العبء على خدماتنا الصحية.. أما وزارة الصحة السعودية فتقول: إذا شعرت بأعراض المرض فبادر واتصل ب 937 ونحن في خدمتك. شتان بين الخبرين، فبلد الوزارة الأولى؛ ومع أنها تعد من الدول العظمى والمتقدمة، إلا أنها لم تأبه بأبنائها، لأسباب اقتصادية، وسياسية، وديموغرافية، وأما السعودية فأبت رغم الأزمات، وإرجاف الخونة، إلا أن تكون عظيمة، لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وطبقت كل ما من شأنه الاحتراز والسلامة لكل من وطئ أرضها، وحتى لا تكون أيضًا بؤرة وباء لغيرها، فأصبحت وقد استنفرت كل قواها وكوادرها؛ لتهدئة وطمأنة الخائف، وتوعية الجاهل، وعلاج المريض، ومما قامت به وزارة التجارة؛ محاربة جشع بعض التجار، بتنبيه المجتمع بالإبلاغ عن أي مخالفة على الرقم 1900 أو على تطبيق بلاغات وزارة التجارة.. وها هي تشرف على مصانع وطنية؛ تنتج الكمامات الطبية بمختلف أنواعها بطاقة إنتاجية شهرية بالملايين وكافة مكونات صناعتها وطنية %100. وأخرى تنتج المعقمات الطبية المطابقة للمواصفات بما يقارب ربع مليون عبوة معقّم أسبوعيًا، بمعدل 4 آلاف لتر يوميًا، كما قامت وزارة التجارة مشكورة بالإشراف عليها والتأكد من وفرتها، وكان لأمانة الرياض، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جهود سباقة، فقامت أمانة الرياض مشكورة بزيادة إنتاج المعقمات لجميع السكان «مجاناً» وتوزيعها عند الإشارات المرورية، وأما وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فلم تألُ جهدًا في التوجيه بعدة إجراءات وقائية، وما تقوم به سفاراتنا ليس ببعيد، بعد إيقاف الرحلات الخارجية، فقد تكفلت بالعناية والرعاية لأبنائها في أرقى الفنادق، ولا يسعني ذكر كل ما تقوم به المملكة من خير للقريب والبعيد والقاصي والداني فهو غيض من فيض، لا لأحد فيه فضل ولا منة إلا لله سبحانه، وهذا والله من وافر النعم التي لا تعد ولا تحصى، والتي تستوجب علينا شكرها لا كفرها: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"..