في الثلاثين سنة الأخيرة اجتاح عالمنا أمراض وأوبئة متعددة معدية عابرة للدول وللقارات أحياناً أصابت عشرات الملايين، وفتكت ببضعة ملايين! وهذه الأمراض عبارة عن فيروسات تعيش ضمن دورة حياة طبيعية تعود لتعامل الإنسان مع الحيوان في معظمها، وأكثرها أمراض تنفسية معدية تصيب الجهاز التنفسي، وتنتقل بالرذاذ والملامسة وغيرهما، فمن جنون البقر في بريطانيا عام 1996، وأمراض أخرى من فصيلة الكورونا تتطور خطورتها من نوع إلى آخر، مثل: سارس في الصين عام 2002، إلى كورونا الشرق الأوسط في الجزيرة العربية عام 2003، إيبولا في غرب ووسط إفريقيا عام 2004، وإنفلونزا الطيور في 2005، وإنفلونزا الخنازير عام 2009 وكورونا الجديدة في 2012 في الجزيرة العربية والمملكة خاصة، وفي 2020 عصفت بالصين كورونا المستجدة المعروفة علمياً بكوفيد 19، وامتدت إلى كوريا الجنوبية واليابان، ثم تمددت إلى وسط الكرة الأرضية إيران ومنها إلى دول الخليج وما حولها، ثم إيطاليا، ومنها إلى بعض الدول الأوروبية وأميركا وغيرها، وأدى سرعة تفشيها إلى تضخيمها إعلامياً خاصة مع عزل الصين لمقاطعة هوبي والتي يقطنها 56 مليون نسمة، وعزل إيطاليا 16 مليون نسمة في شمالها، وعزل المملكة محافظة القطيف وقبلها تعليق العمرة والزيارة لأسباب احترازية ولتقليل انتشار المرض، ومحاصرته في الأماكن الموبوءة، والعزل إجراء صحي دولي. وتعليق معظم الدول المناسبات والفعاليات بكل مجالاتها! وأدى تضخيمها إعلامياً، وغياب التوعية الصحية المنظمة، وضعف الإنسان وقلة إيمانه بالله أحيانا، إلى هلع عالمي، وخسائر بشرية، واجتماعية، واقتصادية وغيرها مما يستدعي تعاوناً عالمياً تقوده منظمة الأممالمتحدة بكل إخلاص للعيش في عالم آمن على الأقل صحياً.. فمتى نرى ذلك؟.