لقد دبّ الفزع بين أمم الأرض بسبب فيروس (كوفيد-19) المسمى "كورونا"؛ فالكل مرتعب من هذا الفيروس المستجد بسبب سرعة انتشاره في جميع أنحاء العالم؛ وما تزال خصائصه وطرق انتشاره غير واضحة تماماً حتى هذه اللحظة؛ مما جعل جل الحكومات تحث سكانها على المكوث في المنزل قدر المستطاع خوفاً من انتشار العدوى؛ ولكن ممّا شدّ انتباهي هو أن البشرية في دول العالم الثالث بشكل عام وفي دولنا العربية بشكل خاص تترقب إيجاد علاج فعّال لهذا الفيروس، هنا برزت قيمة البحث العلمي؛ الذي هو بعيدٌ كل البعد عن قيمته في بلادنا العربية، فهو لا يهدف إلى الابتكار أو تشكيل مستقبل المجتمع صحياً أو اقتصادياً.. إلخ، بينما نجد أن منهجية البحث العلمي خارج إطار العالم العربي ذات تأثير أقوى بأضعاف في آلية صنع القرار؛ فهي وسيلةٌ لتحقيق تأثير كبير على كافة أصعدة المجتمع؛ فها هي العشرات من المعاهد الطبية المتقدمة في أكثر من عشرين دولة تعمل ليل نهار في إجراء الدراسات النظرية والبحوث التطبيقية والتجارب العلمية من أجل تطوير عقارٍ مناسبٍ لمواجهة فيروس كورونا؛ فتجدهم يعملون أولاً على فهم آلية الهجوم والخصائص الحيوية لهذا الفيروس، شاملاً ذلك كيفية ظهور الفيروس والقدرات التشخيصية له والأجسام المضادة له من أجل علاج المصابين، ومحاولة فهم التحول الذي يحدثه الفيروس عند الانتقال من الحيوان الى الإنسان، والعمل على تطوير طرق تشخيص حديثة، ولقد أعلنت مؤخراً شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية الحديثة عن استكمال تصنيع لقاح محتمل ضد فيروس كورونا حال الانتهاء من التطوير، كمثال آخر نجحت إحدى الشركات في فترة وجيزة في تصميم وإنتاج 100 صمّام تنفس مستخدمة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يستخدم خصيصاً لإسعاف الحالات الحرجة لصالح مستشفى في إيطاليا؛ وذلك بعد انتهاء مخزونها من هذه الأدوات الطبية، المهم في الأمر أن هناك سباقاً عالمياً محموماً وجهوداً كبيرة تسطر في البحث العلمي لتطوير العقار تشارك فيه عدة دول في العالم، ففي حين لا يزال الباحثون في أقطار العالم يواصلون البحث العلمي للتعرف على ذلك الفيروس ومحاولة التوصل إلى علاجات فعّالة تجاهه؛ وقد تستغرق الأبحاث شهوراً عديدة، وجدنا في المقابل أن مراكز البحث العلمي في الدول العربية قد أغلقت أبوابها وذلك في نطاق الوقاية من هذا الفيروس، وليس بوسعنا سوى مراقبة الفيروس ومحاولة كبح انتشاره بمختلف الطرق الممكنة. حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام وحدتها وأمنها واستقرارها.