أثبتت دراسة "وعي الحجاج بفيروس كورونا" التي أجريت على عينة من حجاج 33 دولة، خلال الموسم الماضي، أن نحو نصف ضيوف الرحمن يجهلون الفيروس، وطرق الوقاية منه، مما يشير إلى أهمية تعليم وتثقيف الحجاج بالمرض. أثبتت دراسة "وعي الحجاج بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية" التي أجريت على عينة من حجاج 33 دولة، خلال موسم حج العام الماضي 1436، أن نحو نصف هؤلاء الحجاج يجهلون فيروس كورونا، وطرق الوقاية منه، مما يشير إلى أهمية الحاجة لتعليم وتثقيف الحجاج بفيروس كورونا، ووضع إجراءات وقائية فعالية للحد من انتشار المرض بين الحجاج. وأكدت الدراسة أن الافتقار إلى المعلومات الصحيحة عن المرض وقلة الوعي يشيران إلى الحاجة لبرامج التوعية الفعالة للحجاج، وتحسين الطرق التعليمية حول الفيروس، إضافة إلى غيره من المشاكل الصحية المرتبطة بموسم الحج. مصدر قلق يعد فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مصدر قلق لمنظمة الصحة العالمية، لا سيما أن الغالبية العظمى من الحالات ظهرت في دول الخليج العربي، خاصة السعودية، مما يدل على وجود خطر شديد لانتشاره عالميا خلال موسم الحج. وتهدف الدراسة إلى تقييم وعي الحجاج بفيروس كورونا، وتحديد الجوانب الأساسية لوضع الخطط التثقيفية للحجاج في المستقبل. ويقوم البحث على دراسة مقطعية بتوزيع استبيانات تحتوي على أسئلة عامة عن فيروس كورونا على الحجاج خلال موسم حج 1436/ 2015. وترجمت الاستبيانات بطريقة معتمدة إلى سبع لغات هي (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الأوردو، المليبارية، الإندونيسية، التركية). وبلغت نسبة الحجاج الذين يتحدثون العربية من إجمالي عينة الدراسة 33.2%. وكانت هذه الدراسة مشروعا مشتركا بين قسمي الأذن والأنف والحنجرة ومكافحة العدوى بمدينة الملك عبدالله الطبية، وبمشاركة كلية الطب في جامعة أم القرى. تحليل الإجابات تم توزيع 2350 استبانة على حجاج 33 دولة من خلال حملاتهم في مكةالمكرمة، وبمساعدة 56 طالبا من كلية الطب، مقسمين إلى 8 مجموعات. وبلغ عدد الحجاج الذكور في عينة البحث 1667 حاجا بنسبة 72.5%، فيما بلغ عدد الحاجات 635 حاجة بنسبة 27.6%. واستثنت المعايير الحجاج الأميين الذين لا يستطيعون قراءة إحدى لغات الاستبيانات المتوافرة. وتم تجميع معلومات الحجاج، وتحليل إجابات الأسئلة المختلفة مثل أعراض ومضاعفات فيروس كورونا وطرق الوقاية. وأظهرت الدراسة أن 2303 حجاج أكملوا تعبئة الاستبيان، منهم 1156 حاجا بنسبة 50.2%، أجابوا بأنهم سمعوا عن فيروس كورونا من قبل. وعند تحليل إجابات الذين سمعوا بالفيروس تبين أن 75.5% لم يعرفوا أن الإسهال يعتبر من أعراض المرض، و33% أجابوا بوجود لقاح لفيروس كورونا، وأن 43.9% لا يتبعون أو لا يعلمون بالطرق الصحيحة للوقاية، وأن 40.5% لا يعرفون ماذا يفعلون في حالة مخالطة مريض مصاب بفيروس كورونا. كما أكدت الدراسة أن التلفاز يعتبر مصدرا مهما لمعلومات الحجاج عن فيروس كورونا بنسبة 62.8%، بينما بلغت نسبة الإنترنت 38.3%، والمنشورات التعليمية 19.5%. المشاركون في الدراسة شارك في إعداد دراسة وعي الحجاج عن فيروس كورونا خلال موسم حج عام 1436 عدد من الباحثين الذين قدموا هذه الدراسة للملتقى السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة وهم: مصطفى الحفناوي، وعمر أبوسليمان، وأسامة مرغلاني، وإسلام حرزالله، ونواف حسن فطاني، ومحمد مليباري. أهمية المشكلة يعتبر فيروس كورونا من المشاكل الصحية الطارئة عالميا، وهو فيروس جديد يصيب الجهاز التنفسي العلوي. وكانت أول حالة إبلاغ عن هذا الفيروس في مدينة جدة بتاريخ 21 سبتمبر 2012. وقامت 26 دولة أخرى بإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن حالات مصابة بهذا الفيروس، مما يدل على أهمية المشكلة. وجاءت أغلب الحالات من دول الخليج العربي، ومعظمها 75% من المملكة العربية السعودية. وكانت جميع الحالات التي أبلغ عنها من خارج دول الخليج العربي، لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالشرق الأوسط. أعراض كورونا تتفاوت أعراض الإصابة بفيروس كورونا من مشاكل تنفسية بسيطة إلى مضاعفات قاتلة، فعلى الأقل هناك 584 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها منذ 21 سبتمبر 2012. وتتمثل الأعراض المصاحبة في ارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وضيق في التنفس، ومشاكل في الجهاز الهضمي كالإسهال والاستفراغ، والغثيان. أما وفاة المريض المصاب بالفيروس فتكون متعلقة بعوامل أخرى مثل ضعف المناعة، وكبر السن والأمراض المزمنة. انتقال الفيروس وفيما يتعلق بطرق انتقال فيروس كورونا، أكدت الدراسة أن 39.3% من الحجاج علموا بأنه ينتقل عن طريق المخالطة المباشرة للمصابين، والمدهش أن 25.3% من الحجاج أجابوا بأن نقل الدم يعتبر من طرق انتقال الفيروس، و33% من الحجاج أجابوا بوجود لقاح لفيروس كورونا، و49% لا يعلمون هل للفيروس لقاح أم لا. وأقر 25.1% من الحجاج بأنهم لا يتبعون الطرق الصحيحة للوقاية من الإصابة بالمرض، بينما تبين أن 40.5% لا يعلمون ماذا عليهم فعله في حالة المخالطة مع مريض مصاب بالفيروس، و26.8% من الحجاج يعتقدون أن مضاد الفيروسات هو وسيلة العلاج، وبنفس النسبة تقريبا أجابوا بفائدة المضادات الحيوية. إجراءات وقائية ما زال مصدر الفيروس ولقاحه مجهولا، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة خلال موسم الحج، حيث يعتبر من أكبر التجمعات السنوية في العالم، الأمر الذي يتطلب -وفقا للدراسة- وضع أنظمة وإجراءات وقائية فعالة، للحد من انتشار المرض بين الكثير من الحجاج القادمين من بلدان ذات مصادر صحية محدودة، وقد لا يعلمون شيئا عن فيروس كورونا، فهناك دراستان أجريتا على 119 حاجا من أستراليا، و360 حاجا من فرنسا عن فيروس كورونا، أظهرت أن 35.3% من الأستراليين و64.7% من الفرنسيين كانوا يعلمون بانتشار فيروس كورونا في المملكة. واقتصرت الدراستان على عينة معينة، ولم تقيم المفاهيم الأساسية عن فيروس كورونا من أعراض الإصابة بها، وكيفية التصرف في حالة المخالطة مع شخص مصاب بالمرض. ولهذا جاءت الدراسة السعودية لتقييم مدى وعي الحجاج عن فيروس كورونا، وردودهم تجاه المعايير الوقائية للتعامل مع الفيروس. وأكدت الدراسة أن تقييم وعيهم ومعرفة مفاهيمهم الخاطئة عن فيروس كورونا سيسهم بالتأكيد في تطوير وتحسين برامج التوعية الصحية للحجاج وخدمتهم في المستقبل. أسئلة الاستبيان احتوى الاستبيان على 15 فقرة تنقسم إلى قسمين، القسم الأول عبارة عن 5 أسئلة عن المعلومات الشخصية للحجاج تتضمن العمر، الجنس، بلد الإقامة، المؤهل التعليمي، وهل يعمل/ تعمل في المجال الصحي. أما القسم الثاني فعبارة عن 10 أسئلة عامة عن فيروس كورونا. وتوجد صيغتان من الأسئلة مجموعة أسئلة "نعم أو لا" مثل: هل سمعت عن فيروس كورونا من قبل؟ هل قمت بمخالطة شخص مصاب بفيروس كورونا؟ هل تتقيد بالإرشادات الصحية المناسبة للوقاية من فيروس كورونا؟ أما الأسئلة الأخرى فكانت أسئلة الاختيار من متعدد مع إمكانية اختيار أكثر من إجابة مثل: أسئلة عن أعراض ومضاعفات فيروس كورونا، وطرق الانتقال والوقاية من المرض. مفاهيم خاطئة يأتي ملايين الحجاج من بلدان مختلفة، وقد لا يدركون خطورة فيروس كورونا. وقد أثبتت الدراسة أن 1147 حاجا بنسبة 49.8% لم يسبق لهم أن سمعوا عن فيروس كورونا من قبل، بينما أكد نحو نصف الحجاج المشاركين في الدراسة أنهم سمعوا من قبل عن الفيروس، ومع ذلك، كان لدى الكثير منهم مفاهيم خاطئة، وافتقروا إلى المعلومات العامة الأساسية المناسبة حول الفيروس. وأظهرت دراسة مقطعية على الحجاج الأستراليين أن لدى الكثير منهم فهما خاطئا فيما يتعلق بالتهابات الجهاز التنفسي الشائعة، وطرق انتقالها، وبالتالي فإن تصحيح معلومات ومفاهيم الحجاج ينبغي أن تتم من خلال التخطيط التعليمي الفعال بين السلطات الصحية وحملات الحج مع مساعدة وسائل الإعلام. الأمراض الشائعة أوضحت الدراسة أن مزودي خدمة الرعاية الصحية في البلد الأم للحجاج يلعبون دورا أساسيا في تثقيف الحجاج عن الأمراض الشائعة أثناء موسم الحج قبل وصولهم إلى المملكة. وفي دراسة أجريت على مواطنين من الولاياتالمتحدة الأميركية أكملوا استبيانات قبل السفر إلى الحج، وبعد عودتهم سنة 2009 تبين أن ممارسة سلوكيات الوقاية المناسبة تقلل من نسبة أمراض الجهاز التنفسي، وأن نشر الرسائل التعليمية الجيدة مثل الملصقات والإعلانات على جانب الطريق التي تشرح التدابير الوقائية في موسم الحج، تؤدي إلى زيادة الوعي، ولكن نتائج الدراسة السعودية أثبتت أن المنشورات ليست طريقة مستعملة بفاعلية لتعليم الحجاج، في حين أن الكادر الصحي والتلفاز والإنترنت تعتبر مصادر أكثر شيوعا بالنسبة للحجاج. نتائج الدراسة 50.2 % سمعوا عن فيروس كورونا من قبل 75.5 % لا يعرفون أن الإسهال أحد الأعراض 33 % أجابوا بوجود لقاح للفيروس 43.9 % لا يعلمون بالطرق الصحيحة للوقاية 40.5 % لا يعرفون كيفية التصرف في حالة مخالطة مريض 62.8 % نسبة معلومات الحجاج عن طريق التلفاز 38.3 % معلومات الحجاج عن طريق الإنترنت 19.5 % معلومات الحجاج عن طريق المنشورات التعليمية