طبقت مؤسسة البريد السعودي، آلية "العمل عن بعد" ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" سواء بين موظفيها أو عملائها، وامتثالاً للأوامر الكريمة لتكاتف جميع الجهود الرامية لمساعدة وزارة الصحة في ما تقوم به من عمل مميز وجهد متواصل لمكافحة فايروس كورونا والمساهمة في منع انتشاره،في البدء شكلت مؤسسة البريد السعودي لجنة لإدارة الأزمات واستمرارية الأعمال، استشعاراً منها بالمسؤولية الوطنية وحرصها على إدارة المتغيرات التي تطرأ على كافة الأصعدة والتعامل معها بشكل فعال بما ينعكس إيجاباً على المؤسسة ومنسوبيها وعملائها، إذ تتكون اللجنة الإشرافية العليا من معالي رئيس مؤسسة البريد والمشرف العام على أعمال الاستراتيجية والتشغيل، بينما تضم إدارة الأزمات واستمرارية الأعمال من المشرف العام على قطاعي رأس المال البشري والخدمات المشتركة، والمشرف العام على قطاعات العمليات والتوزيع وتقنية المعلومات، وعضوية نائب الرئيس لتميز الأعمال، ومدير عام الاتصال المؤسسي ، ومدير عام المخاطر، والمشرف العام على شؤون المناطق، بينما يضم فريق إدارة الأزمات واستمرارية الأعمال بالمناطق مدير المنطقة، مديري العمليات، التوزيع، والتجزئة بالمنطقة، يعملون وفق آلية وضعت لإدارة الأزمة، حيث أطلقت المؤسسة خدمات مميزة في إطار العمل عن بعد، أهمها "لسلامتك نوصلها لك"، ينفذها موظفو البريد بإيصال الطرود إلى المنازل لتخفيف قدوم العملاء الى الفروع والمحافظة على سلامتهم، والاهتمام بسلامة اجراءات التعامل الصحي الآمن مع المواطنين عند تسليمهم طرودهم، في ظل مبادرة وطنية مع مراعاة اتباع كافة الإجراءات الوقائية حسب النشرات التوعوية اليومية بكافة سبل التواصل مع فريق العمل عن طريق البريد الإلكتروني والرسائل النصية والتعاميم اليومية، والمؤسسة شريك استراتيجي مع "أبشر" في تسليم الوثائق الحكومية كتسليم "سجل الأسرة" في مكان إقامة العميل عبر العنوان الوطني، وكذلك الحال بالنسبة للوثائق الحكومية الأخرى،كما حرصت مؤسسة البريد على سلامة موظفيها، لذلك لم تتوان في تطبيق العمل عن بعد، لتقليل مخاطر الفيروس قدر الإمكان، والتزمت منذ البداية بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية للحفاظ على صحة موظفيها، إذ أوقفت نظام البصمة للحضور والانصراف تزامناً مع الجهود الوقائية الرامية إلى منع انتشار كورونا المستجد، وتقديراً للمصلحة العامة، واستخدام البريد الإلكتروني بدلاً عن الورق في كافة المعاملات والخطابات الرسمية، وكذلك إيقاف مبادرات التغيير الثقافي التي تتطلب حضور الموظفين حتى إشعار آخر،ولم تكتف المؤسسة بالإجراءات الاحترازية فقط، إنما استمرت بشكل يومي ومستمر بإرسال إرشادات وقائية لتوعية الجميع بمخاطر فيروس كورونا المستجد وأعراضه وطرق الوقاية منه، مشددة على استخدام المناديل الورقية والمرفق عن طريق ثني الذراع وغسل البدين وتعقيمهما باستمرار، في إطار الوقاية من عدوى الفيروس سريع الانتشار،كما نوهت المؤسسة إلى أهمية تجنب المصافحة، وتجنب التجمعات العامة والأماكن المزدحمة والمغلقة، مع الحفاظ على مسافة كافية لا تقل عن متر عن الآخرين، وتطبيق آداب العطاس والكحة، وعدم لمس الأنف والفم، وذلك ضمن الإرشادات الصحية الوقائية من الفيروس. ولم تغفل مؤسسة الدليل الإرشادي الذي أصدرته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لتنفيذ قرار "العمل عن بعد"، وعلمت بتوجيهاته التي تتضمن المصطلحات والمفاهيم والحقوق والواجبات على المنشآت والعاملين في القطاع الخاص، حيث تناول الدليل على أنه يجب أن يكون لدى جهة العمل التي تطبق هذا الدليل نظاما تقنيًا تتوفر فيه كحدٍ أدنى المواصفات الآتية: يمكّن جهة العمل من إدارة إنتاجية العامل عن بُعد والإشراف على المهام المسندة إليه، يمنح العامل عن بُعد الصلاحيات التي تمكنه من تأدية مهام عمله، يجب أن تحدد جهة العمل إدارة أسلوب العمل عن بُعد لمنسوبيها من حيث تحديد ساعات العمل، سواءً كانت محددةً بوقتٍ معين، أو مرنة خلال اليوم، أو الأسبوع، أو الشهر، على أن تحدد آليات متابعة أعمالها وإدارة إنتاجية العامل،وبيّن الدليل أنه على الموظف الالتزام بالحضور إلى جهة العمل إذا دعت الحاجة لذلك، واستخدام الأجهزة المخصصة له من قبل جهة العمل في أداء عمله، أو الأجهزة الشخصية المطبّق عليها ضوابط الأمن السيبراني الخاصة بالجهة، وأن يحتفظ بمعلومات العمل ومستنداته في الأوعية التقنية الخاصة بجهة العمل، مع التقيد بالسياسات والإجراءات الخاصة بالأمن السيبراني والاتصال عن بُعد المنصوص عليها من قبل جهة العمل، وحفظ الأدوات والأجهزة – التي في عهدته – والاعتناء بها وطلب الصيانة اللازمة لها من جهة العمل كلما تطلب الأمر ذلك، وإعادة الأدوات والأجهزة التي توفرها له جهة العمل – للقيام بعمله – متى طُلِب منه ذلك،وقال رئيس مؤسسة البريد السعودي المهندس آنف أبانمي في كلمة وجهها لمنسوبي البريد السعودي: "نهيب بجميع أبطالنا بالميدان، سواء في التجزئة أو التوزيع أو العمليات وأي مكان آخر، بأخذ التدابير اللازمة والإجراءات الاحتياطية لحماية أنفسهم من أي مكروه لاسمح الله". واعتبر المهندس أبانمي، أن ما يقدمه أبناء وبنات الوطن في وزارة الصحة لمواجهة فيروس كورونا المستجد من جهود توعوية وعلاجية منذ وقت مبكر لحماية المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، شيء يشعرنا بالفخر والاعتزاز بكوادرنا الوطنية القادرة على التصدي لكل المخاطر بعون الله تعالى.