لا حديث يعلو هذه الأيام عن فيروس كورونا (كوفيد 19)، فالعالم بأكمله يتحدث عنه ويتناول اخباره لحظة بلحظة، خصوصاً وأن هذا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة هز اقتصاد العالم، وأصاب معظم الدول ومناشط الحياة بالشلل، بما في ذلك ملاعب وميادين الرياضة التي أصبح محبوها أمام سيناريو لم يخطر ببال أي أحد منهم، إذ لم يسبق وأن توقفت عجلة الرياضة عن الدوران بهذا الشكل المفاجئ. وفي المملكة، حاول المسؤولون أن تستمر الرياضة والمنافسات، مع بعض الاحتياطات اللازمة مثل إقامة المباريات بدون جمهور، لكن في نهاية الأمر أعلنت وزارة الرياضة قرارها بتعليق النشاط في المملكة بمختلف الألعاب الرياضية وكافة البطولات والمسابقات وكذلك إغلاق الصالات والمراكز الرياضية الخاصة، بناء على توصيات اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات فيروس كورونا الجديد. هذا القرار تقبله الجميع، لأن مصلحة الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين فوق كل اعتبار، لكن بدأت اسطوانة الحديث عن مستقبل دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، إن استمر التعليق فترة طويلة ماهو مصير الدوري؟ هل سيستكمل أم سيلغى؟ وإن استكمل فما هو مصير الجولات المقبلة والجدولة الجديدة والمشاركات الخارجية؟ وإن ألغي فهل سيكون هنالك بطل وفرق هابطة للدرجة الأدنى؟ إن كانت الإجابة نعم فالسؤال يبدأ عن آلية اختيار وتحديد البطل والفرق الهابطة والصاعدة؟ أسئلة كثيرة تم تداولها على مدار الأيام الماضية في بعض وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ونقاشات لا نهاية لها حول ذلك، اما أن فكما يقول المثل "مريح دماغي"، لأن خطر فيروس كورونا يحتل مساحة كبيرة من تفكيري، بسبب مايفعله في العالم من مشاكل صحية واقتصادية وغيرها، لاسيما وأن كرة القدم ليست هي كل الحياة بالنسبة لنا، لدينا ماهو أهم منها، على الأقل في الفترة الحالية مثل اهتمامنا بسلامتنا وسلامة من حولنا ووقايتنا من هذا الفيروس، ومساحة مثل هذه في وقت كهذا لا أرى بأنه من المنطق أن أكتب فيها عن دوري وأندية، فتوجيه رسالة مفادها "أرجوكم ابقوا في منازلكم" من أجل الوطن، أهم من الحديث عن مستقبل بطولاتنا بألف مرة! خصوصا وأنه لدينا مسؤولون قادرون على اتخاذ قرارات عادلة بالنسبة لكل الفرق، ولن يجاملوا كائنا من كان، وفي النهاية سيتخذون القرار الصائب، بإلغاء الدوري، أو استكماله، أو تتويج فريق معين، بالإضافة إلى حسابات البقاء والهبوط، لذلك اهتموا بأنفسكم وصحتكم. أرفع القبعة احتراماً وتقديراً لكل ناد أو مسؤول أو ممارس رياضي قام بواجبه تجاه هذا الوطن الغالي، من خلال تقديم رسائل توعوية للمجتمع حول كورونا وطرق الوقاية منه، فمثل هذا الدور من الأندية والرياضيين يعد مهماً للغاية في هذه المرحلة، ومن لم يفعل فالمجال مازال مفتوحا أمامه، ووطنا يستحق ذلك وأكثر. في مثل هذه الأوضاع والظروف، قبلة على جبين كل رجل أمن، ومثلها على جبين كل ممارس صحي، مجهوداتكم وتضحياتكم جليّة، أنتم خط الدفاع الأول عن وطننا الغالي في هذه الأزمات، مهما كتبت لن أوفيكم حقكم، أدامكم الله للوطن مخلصين أوفياء.