جمعية عناية إحدى روافد الخير في بلد الخير، مسجلة بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وتهتم بتقديم الخدمات الصحية عبر ثلاثة مسارات (العلاج - الوقاية - التوعية) وتستهدف المرضى الفقراء وذوي الدخل المحدود، ويتولى رئاستها الفخرية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ويضم مجلس إدارتها نخبة مميزة من أصحاب المعالي والفضيلة والقادة والأطباء الاستشاريين من أبناء الوطن. ورؤية عناية أن تكون النموذج الرائد بالمملكة في تقديم الخدمات الصحية غير الربحية، ورسالتها توفير خدمات علاجية غير هادفة للربح وفقاً لأولوية الاحتياج وتقديم برامج توعوية ووقائية للمجتمع، مع قيم تميزها عن غيرها مثل: المنهجية - النوعية - المنافسة - الكفاءة - الخصوصية. وللجمعية أهداف دقيقة يمكن قياسها في كل وقت وتحديد مقدار التحسن والتميز في تحقيقها وأهم تلك الأهداف ما يلي: تحقيق النوعية في الخدمات الصحية وتطويرها، تعزيز العمل التطوعي واستدامته، تطوير العلاقات والشراكات مع الداعمين والجهات الأخرى واستدامتها بكفاءة وفاعلية، رفع الكفاءة المهنية للعاملين والتوجه نحو التخصص الوظيفي، تحقيق الكفاءة المالية والتوجه نحو الاستدامة، التطوير التنظيمي الداخلي وتحقيق التميز والمنافسة المحلية والإقليمية، تحقيق الكفاءة والفاعلية في العلاقات العامة والإعلام. عالجت الجمعية في 2019م أكثر من 66 ألف مستفيد بتكلفة 28.773.528 ريالاً، والتكلفة الاقتصادية للخدمات الصحية 45.232.992 ريالاً، وعدد المتطوعين 1687 متطوعاً بساعات تطوع جاوزت 15044 ساعة، وقيمتها الاقتصادية 1.829.795 ريالاً، وزادت فعاليات وأنشطة الجمعية عن 99 فعالية، وبمواد إعلامية تجاوزت في عام واحد 181 مادة إعلامية تعريفية وتثقيفية وتوعوية تقليدية، وبلغ المستفيدون من التوعية الإلكترونية 6.134.273 مستفيداً. وتقوم الجمعية من خلال إدارة الخدمات الصحية فيها بتقديم الخدمات العلاجية للمحتاجين من ذوي الدخل المحدود من خلال توفير الدعم للعمليات الصغرى والكبرى وتغطي تكاليفها المالية بالكلية أو بالإسهام الجزئي أو الاستفادة من الخصومات التي يمنحها شركاء عناية والتي تصل أحياناً إلى 40 % من التكلفة الكلية للعلاج، كما تقدم عناية البرامج الوقائية لأفراد المجتمع، وفي مشروع العمليات الجراحية والتشخيصية والتأهيلية بلغ عدد المستفيدين 5575 مريضاً. وافتتحت جمعية عناية مجمع عيادات عناية الطبي وهو أول صرح صحي خيري بالمملكة وبالرياض وتم تجهيزه بأحدث وسائل التقنية الطبية الحديثة، ويديره أطباء استشاريون سعوديون من ذوي التخصصات المختلفة ويقدم خدمات علاجية ووقائية للمستفيدين من الفقراء والمحتاجين، وبلغ إجمالي المستفيدين من المركز 26394 مريضاً، علماً أن الجمعية قدمت خدمات الأدوية ومستلزمات الأجهزة الطبية لذوي الدخل المحدود لأكثر من 4929 مستفيداً. كما أن جمعية عناية تهتم بالخدمات الوقائية وتعتني بالإجراءات والتدابير الصحية لوقاية أفراد المجتمع ولكافة الأعمار من خطر الإصابة بالأمراض ولاسيما المعدية (وبلغ عدد المستفيدين في مسار الحملات والقوافل الطبية 20468)، كما تسعى الجمعية من خلال إدارة التطوع إلى استقطاب المتطوعين واحتضان مبادراتهم، وإيجاد بيئة مناسبة لتطوير مهاراتهم وربطهم بالفرص التطوعية الممكنة، ومن أجل تحقيق ذلك أنشأت الجمعية نادي «عناية» التطوعي الذي تم افتتاحه في أغسطس 2018 ويهدف إلى التوسع في العمل التطوعي وتطوير مخرجاته بما يسهم في إطلاق مبادرات تطوعية تخدم المجتمع واستقطاب الكوادر في التخصصات الصحية والعمل على تطوير مهاراتها، وتمكن النادي في عام 2019 من تنفيذ 16 دورة تدريبية، وتم تنفيذ حزمة من الفعاليات بلغت أكثر من 83 فعالية، والمبادرات المجتمعية والدورات وورش العمل أكثر من 16 فعالية، وبلغ عدد المتطوعين من الرجال والنساء: 1565 متطوعاً ومتطوعةً وعدد الساعات التطوعية 11747 ساعة، وتم إقرار خطة عمل تطوعية لمضاعفة تلك الأرقام في عام 2020م. وقدمت جمعية عناية نموذجاً رائعاً في الاستدامة لكي تضمن استمرار برامجها في خدمة المرضى المحتاجين وكذلك إتمام خطط التوسع للمجمع الطبي بعد أن أوقف عدد من المحسنين الأراضي الملاصقة له، وتحقيق التطلع في إطلاق مراكز أخرى في الرياض أو ربما في مناطق أخرى محتاجة، وكذلك لضمان استكمال خطة الأوقاف المعتمدة لديها وبناء مقرها الدائم على المنحة التي اعتمدها المقام السامي كمقر لها ونشاطاتها، مع ضمان استمرار برامجها العلاجية والاستكشافية المتنقلة التي تجوب بها عدداً من المدن والمحافظات، ولذا نوعت عناية في ذلك بين الأوقاف التقليدية والمسارات الاستثمارية وأطلقت مؤخراً «صندوق عناية الوقفي» الذي يعمل الآن برأس مال يقارب 13 مليون ريال، والمستهدف خلال خمس سنوات أن يتجاوز رأس المال للصندوق 50 مليون ريال ويصرف من عائداته الربحية 70 % على مسارات وبرامج الجمعية لخدمة المرضى المحتاجين و30 % يعود على تعظيم رأس المال، ومع الصندوق الوقفي أطلقت عناية برنامج الوثائق الوقفية عبر متجرها الإلكتروني وتهدف من خلال هذه المبادرة لتغيير ثقافة الهدية بمختلف مستوياتها كبرامج التقاعد والتحفيز أو في مجال الإهداء للمرضى بدلاً من الهدر في تقديم الحلوى والورد وتحقيق حديث الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه «داووا مرضاكم بالصدقة»، وبالوثيقة الوقفية تضمن استمرار العلاقة بين طرفي الهدية وتترجم أجمل ما يكون البر بين الأبناء ووالديهم وألطف ما يكون الإهداء للمتفضلين وأهل المعروف من أقارب ومعلمين وجيران وأصدقاء وزملاء وعلاقات مجتمعية. ختاماً.. عندما يُقدم مثل جمعية عناية كنموذج لتأثير القطاع الصحي الخيري في خدمة المجتمع وتأثيره على الناتج المحلي ومقدار الدعم والمساندة التي يقدمها للقطاع الصحي الحكومي فإننا لا شك لا نحجر واسعاً ولا نقول بتفردها فهناك العديد من النماذج المضيئة التي تستحق الإبراز لما تقدمه من جهد وخدمة ومساندة وأثر، وفي تقديم ذلك لا شك نهدف إلى بناء صورة ذهنية كريمة عن تلك العطاءات التي في غالبها تطوعية بحتة فيما عدا الجهاز التنفيذي، ثم أن في تقدير تلك الجهود من القطاعات الثلاثة ومن المجتمع سواء المحتاج أو المستغني لوسيلة داعمة لدوام المنافسة في الخير وخدمة المحتاج، ومن تلك العطاءات نستنسخ نماذج أخرى تستطيع أن تقدم ما تستطيع وتساهم في سد الفجوة وقضاء الحاجة، ونقدر كثيراً ما يقدمه الإعلام كشريك تنموي يسعى دون شك إلى إبراز الصور الكريمة لمبادرات الأفراد والجهات ومعاضدة القطاع الثاني للقطاع الثالث والذي على إثره قامت تلك النجاحات وتحققت تلك الإنجازات بفضل من الله تعالى. *الأمين العام للجنة أصدقاء المرضى