الآن بعد انتشار فيروس كورونا بين الدول واعتراف منظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس يشكل وباء بدأت تظهر ملامح الكساد وتأذن بدورة جديدة في الاقتصاد العالمي الذي نحن جزء منه، فأخذت الدول إجراءات أكثر صرامة، ومن هذا حظر السفر والتنقل، وهنا نشيد بقرارات المملكة السريعة والصارمة قبل اعتبار الفيروس وباء عالمياً والذي بدوره حد الكثير من الانتشار قياساً بدول كثيرة متقدمة. أولًا سوف يرتفع حجم الديون في العالم حجمًا وقياساً بالناتج المحلي، فكما كان تخفيض نسبة الفائدة وضخت سيولة لإنقاذ النظام المالي عام 2008 بسبب أزمة الرهن العقاري ومنذ ذلك التاريخ ارتفع الدين العالمي من 180 ترليون دولار إلى 253 بما يعادل 322 % من حجم الاقتصاد العالمي حسب بيانات IIF، والارتفاع القادم سيكون الدافع له شركات السلع والمعادن والمرتبطة بالنظام البنكي العالمي وأسواق المشتقات المالية الذي يصل حجمه إلى 200 ترليون دولار. ثانياً صناعة البترول، بعد انهيار أسعار البترول نتيجة الموقوف الروسي في قمة أوبك بلس، قدرت Wood Mackenzie لو تستمر الأسعار عند مستوى 35 دولاراً فسوف تنخفض التدفقات المالية لشركات النفط بنسبة 80 %، طبعًا أكثر المتضررين هي الشركات ذات التكلفة العالية والتي يبلغ منتجي النفط الصخري نسبة كبيرة منها حيث كان النفط الصخري يشكل عمقاً استراتيجياً لصناعة البترول في الاقتصاد الأميركي لجذب المؤسسات الأمريكية ضد اتفاقية باريس وتطبيق القوانين المبالغة ضد الوقود الأحفوري، أو تشجيع السيارة الكهربائية مثل الصين والنرويج بدعم يقلص الفوارق. ثالثًا العالم الرقمي سوف يشهد استثمارات لتطوير بيئة العمل والتعليم عن بعد والتي سوف تصبح إلزاماً في سياسة المخاطر والعمل وقت الأزمات وممكن غير الأزمات لرفع كفاءة العمل والترشيد، ويتعزز العالم الافتراضي في حياتنا ومجتمعنا. رابعًا أنظمة السفر والتنقل قد تشهد الكثير من المراجعة، فكما أحداث سبتمبر 2001 الإرهابية غيرت النظام الأمني في المطارات واستخراج الفيز كذلك انتشار الفيروس ممكن يطور التفتيش في المطارات على ألا يكون محصوراً بالإطار الأمني فقط وأن يشمل صحة وسلامة المسافر. خامساً الصناعة الطبية والدوائية سوف تشهد تعديلاً ومرونة في أنظمتها الصارمة وبدرجات متفاوتة والذي ممكن ينتج عنه سرعة أكبر في ظهور الأدوية وتطورها والكثير أيضاً سوف يتغير. في تقديري أزمة كورونا دخلت التاريخ لتكشف عن مرحلة جديدة بعدها، والآن الدول تتسابق لتجاوز هذا النفق، الصين تحاول حصر الفيروس لإعادة العمل والإنتاج والولايات المتحدة عبر اكتشاف دواء يقضي على الوباء.. سباق الكبار لدخول الزمن القادم.