الخطوات المتقدمة والإجراءات الاستباقية الناجعة التي أظهرتها الأجهزة الوطنية -وفي مقدمتها وزارة الصحة- تجاه محاربة فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، وما استتبعها من جهود هدفت إلى تعزيز الصحة العامة وتكثيف إجراءات الترصد الوبائي؛ هذه الخطوات عكست عُمق الوعي الأزموي لدى أجهزتنا، حيث بدا واضحاً القدرة على التعاطي الذكي مع الأزمة دون ارتباك إجرائي أو ضعف في السيطرة على انتشار الفيروس. كما أن تزامن التحرّك السريع لكافة الأجهزة والتناغم التنسيقي فيما بينها ساهما بشكل لافت في بث الطمأنينة المجتمعية سيما بعد تخلُّق صورة ذهنية مرعبة عن الوباء وسرعة وخطورة انتشاره. ويأتي هذا النجاح ليعكس التجربة اللافتة للمملكة في التعاطي مع الأزمات وإدارة الحشود وكذلك الأزمات دونما ضجيج أو استعراض بالنجاحات والإنجازات، ولا شك هو امتداد للسياسة الرصينة الهادئة والواعية لقيادتنا الراشدة التي دأبت على النأي عن التفاخر بالعطاء أو الإنجاز وترك المنجز يتحدث بواقعية عن نفسه دون تزيّد أو مبالغة. اليوم تأتي النتائج والتقارير والإحصائيات لحالات الكشف عن المصابين بالفيروس والإعلان عن حالات التشافي للبعض لتؤكد سلامة وفاعلية الإجراءات والتنسيق وقبلها حرص ودعم القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده اللذان لا يألوان جهداً في تيسير كافة الدعم والاحتياجات التي من شأنها تعزيز جودة الحياة التي تأتي الصحة في مقدمتها وعلى رأس أولوياتها. ولعل حرص وزارة الصحة عبر حملاتها الإعلامية إلى التوعية للحد من انتشار فيروس (كورونا) الجديد شاهد حقيقي على هذه الرعاية؛ وتواصل وزارة الصحة جهودها المقدّرة عن طريق التعريف بالمرض والطرق المحتملة لانتقال العدوى به، وكيفية الوقاية منه، مع التركيز على تعزيز التوجهات والسلوكيات الصحية، والتعريف بالاستعدادات والإجراءات الاحترازية الوقائية والعلاجية التي تقوم بها في هذا المجال.