شدد تقرير أعدّه فريق من خبراء البنك الدولي المتخصصين بالتنسيق مع صناديق التنمية العربية، ولجنة المساعدات الإنمائية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، على أن الدول العربية المانحة وفي مقدمها السعودية، كانت الأكثر سخاءً على الصعيد العالمي في تقديم المساعدات الإنمائية الرسمية طوال العقود الأربعة الماضية. وأشارت إحصاءات صدرت عن الأممالمتحدة إلى أن المملكة تصدرت قائمة الدول المانحة للمساعدات الطوعية لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية في العام 2008، إذ تجاوزت نسبة عطاءاتها ومساعداتها 6 في المئة من دخلها القومي، بينما لا تمثل المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول عرفت بالمصنعة، والأكثر ثراءً سوى 5.1 في المئة من دخلها القومي. وأوضح الخبير الاستراتيجي المصري اللواء مهندس سيد الجابر أن هذه النسبة تؤكد أن «السعودية دولة راعية للسلام الإقليمي والعالمي»، مشيراً في اتصال مع «الحياة» أمس (الخميس) إلى أن هذا التوجه «يعد استراتيجية سعودية ثابته، خصوصاً مع الدول العربية والإسلامية، وهو ما لمسناه في موقفها من مصر منذ 20 كانون الثاني (يناير) 2011 وحتى الآن، وموقفها في اليمن وحرصها على دعم وحدته وإبعاده عن الطائفية». فيما نوه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة بالأممالمتحدة «الفاو» الدكتور جاك ضيوف - بحسب وكالة الأنباء السعودية - بجهود المملكة في العمل الخيري والإنساني المعني بدعم التنمية والإنتاج الزراعي في كثير من بلدان العالم الفقيرة والنامية، إلى جانب إسهامها الرائد في مكافحة الجوع والفقر على مستوى العالم. وعلى المستوى الطبي والصحي العالمي، أكد الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر عبر موقعه على شبكة الإنترنت، أن المملكة من خلال هيئة الهلال الأحمر السعودي، تعد من أوّل الداعمين للاتحاد، مستذكراً تبرّع هيئة الهلال الأحمر السّعودي في 2012 بمبلغ مليون دولار لبرنامج الفجوة الرقمية الذي أطلقه الاتحاد، بهدف دعم الإمكانات التكنولوجية ل21 جمعية وطنية طبية. ووفقاً لتقارير عن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، فإن المملكة تغطي في مجال المساعدات الإنسانية أكثر من 70 في المئة من دول العالم، وقدمت خلال الأعوام القليلة الماضية 136 بليون دولار مساعدات للدول النامية، و3,586 مليون ريال إعانات لمكافحة الجفاف ومساعدات درء الكوارث، و2,980 مليون ريال لتعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين، و618 مليون ريال لسبع دول أفريقية أصابتها الكوارث، و850 مليون ريال لدول إسلامية آسيوية. كما بذلت المملكة مساعدات عاجلة وملحّة ل43 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، و34 دولة إسلامية في أفريقيا، وبلغت المساعدات غير المستردة والقروض الميسرة التي قدمتها لتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في 35 دولة إسلامية 77 بليون ريال. ولعل تخصيص المملكة لمبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن، بعد أن أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أخيراً، تأكيداً لتواصل الجهود السعودية في العمل الإنساني الدولي، وقبله العمل الإنساني الذي حمل شعار «الحملة الوطنية لإغاثة الشعب السوري»، الذي يعد واحداً من أهم المبادرات الإغاثية للمملكة، الذي بلغ مجموع ما قدمه حتى مطلع الشهر الجاري 706 ملايين ريال، ولا يزال مستمراً عبر أكثر من 141 برنامجاً إغاثياً ومشروعاً للنازحين السوريين داخل سورية وفي مواقع تجمعاتهم في كل من الأردن ولبنان وتركيا. واليوم تتوج السعودية عملها الخيري والإنساني الذي داومت على تقديمه لجميع الدول المحتاجة باختلاف ظروف حاجتها بمركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة الرياض، الذي سيدفع بعمل المملكة الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل. تفردت السعودية على امتداد العقود الأربعة الماضية بالعديد من المساعدات التنموية للدول الأفريقية، غير المستردة التي بلغت 30 بليون دولار، فيما قدرت القروض التي أعفت منها عدداً من الدول 6 بلايين دولار، في الوقت الذي قدم فيه الصندوق السعودي للتنمية قروضاً إغاثية ميسرة لتمويل 345 مشروعاً وبرنامجاً إغاثياً في 44 دولة أفريقية في القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإسكان والبنية التحتية بمبالغ بلغت 6 بلايين دولار. ووقعت المملكة سبعة اتفاقات في مجال التنمية مع الجانب الأفريقي بمبلغ تجاوز نصف بليون دولار، بجانب إسهاماتها في تأسيس العديد من المؤسسات التمويلية، لتسجل كأكبر المساهمين في هذا المضمار بمبلغ بليون دولار، كان من أبرز هذه المؤسسات المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا وصندوق التنمية الأفريقي. وحظيت برامج ومنظمات الأممالمتحدة، ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، بدعمٍ سنوي من المملكة وصل حتى 2014 إلى أكثر من 90 بليون دولار، استفادت منها 88 دولة في العالم.