توقع تقرير أصدره مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" انخفاض الاستهلاك العالمي للنفط إلى 810 آلاف برميل في اليوم بسبب تأثير فيروس كورونا من 100 برميل في اليوم يوميًا، وهو ما يعني انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي في الصين، حيث إن كل 1 % في الكمية المطلوبة من النفط الخام يتبعه انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1 %. وقدّر التقرير، الذي اطّلعت عليه "الرياض"، إذا استمر انخفاض الطلب على النفط في الصين لمدة عامٍ كامل بسبب انتشار فيروس كورونا، انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6 % في الصين، حيث تراجع استهلاك الوقود بمقدار 830 ألف برميل يوميا خلال الربع الأول من 2020، وكان للديزل الحصة الأكبر في التراجع بنحو 370 ألف برميل يوميًا. وأشار التقرير الخاص بتقييم آثار فيروس كورنا على الطلب على النفط ومرونة الأسعار إلى أن انتشار الفيروس في الصين سيؤثر أيضًا على الطلب على وقود الطائرات نحو 40 ألف برميل يوميًا، حيث سيصل إلى 150 ألف برميل في اليوم في الربع الحالي مقارنةً ب 190 ألف برميل يوميًا في الربع الذي سبقه من العام 2019. وأرجع التقرير هذا التأثر إلى أن الصين تعتبر مستهلكًا رئيسًا للنفط الخام حيث كان من المتوقع أن ينمو الطلب على النفط فيها بمقدار 360 ألف برميل يوميًا في 2020، إلى جانب الحصة التي تملكها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي والتي تصل إلى 15.9 %. حيث أثر تعليق النشاط الاقتصادي للحد من انتشار الفيروس في الصين على التصدير والإنتاج في الصين بشكل سلبي، مما قد يحد من توفر المكونات الصينية للاستخدام في التصنيع العالمي. وأشار التقرير إلى أن الصين تتخذ إجراءات أقوى لمعالجة الوضع وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فلقد واجهت الصين في أوائل العقد الأول من القرن العشرين فيروس سارس وإنفلونزا الطيور، وكانت هذه الفيروسات أكثر خطرًا وانتشرت بسرعة أكبر من فيروس كورونا الحالي، وشدد التقرير أن التغيير الوحيد المهم يتعلق بانخفاض استهلاك وقود النقل وضعف الاقتصاد عموما مقارنة بمستويات نموه في العامين 2002 و2003. وكانت أسعار النفط قد انخفضت بنحو 1 % بسبب تردد روسيا في الالتزام بقرار خفض الإنتاج الذي تسعى إليه المملكة مع أعضاء منظمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك" في الوقت الذي يؤجج فيه تفشي مخاوف فيروس كورونا مخاوف حيال الطلب العالمي على الخام، حيث سجلت الأسعار انخفاضًا للأسبوع الخامس على التوالي بسبب توقعات بضغوط من الفيروس على الطلب على النفط. وتشهد أسعار النفط هبوطاً حاداً تاريخياً بعد تخفيض السعودية أسعار النفط الخام وبدئها بذلك حرب أسعار ضد روسيا، حيث وصلت أسعار النفط في الولاياتالمتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ 4 أعوام لتصل إلى 27 %، حيث بلغ سعر البرميل 30 دولاراً. ووفقاً لريفينيتف، فإن عقود النفط باتت تتجه نحو أسوأ يوم لها منذ العام 1991 فإن النفط الخام انخفض بنسبة 22 %، حيث بلغ سعر البرميل 32 دولاراً. كما انخفض خام برنت المؤشر العالمي، بنسبة 22 % ليبلغ سعر البرميل 35 دولاراً. حيث أدى فشل الاجتماع بين أوبك وروسيا إلى صدمة في صناعة النفط، تسببت بانخفاض أسعار النفط بنسبة 10 % يوم الجمعة. وكانت أسعار النفط عالقة بسوق هابطة منذ فترة إثر تفشي فيروس كورونا الذي تسبب بانخفاض حاد في الطلب على النفط الخام. يذكر أن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية مركز عالمي غير هادف للربح يجري بحوثًا مستقلة في مجال اقتصاديات الطاقة وسياساتها وتقنياتها بشتى أنواعها، والدراسات البيئة المرتبطة بها. ويعكف المركز على إيجاد حلول للاستخدام الأكثر فعالية وإنتاجية للطاقة لتمكين التقدم الاقتصادي والاجتماعي محليًا وإقليميًا وعالميًا.