أخبار انتشار فيروس كورونا عمت أرجاء الكون خلال الأشهر القليلة الماضية. فلا حديث يعلو في المجالس والبرامج التفلزيونية حتى الأحاديث الجانبية على الحديث عن هذا الفيروس وحجم الإصابات الناجمة عنه وطرق الوقاية منه. ولعلي أذكر هنا وعلى عجالة ضرورة أخذ الأخبار عن مدى انتشار هذا الفيروس أو غيره من المصادر الموثوقة كوزارة الصحة أو غيرها من الجهات الحكومية المتعمدة، وعدم الالتفات لما يتم نقله على السوشال ميديا والإنترنت بشكل عام، والله الحافظ أولًا وآخرًا. أما عن فائدة كورونا على التعليم، فتقول العرب «رُبَّ ضارَّة نافعة»، ولربما فيروس كورونا الذي أصمت القاعات الدراسية في المدراس والجامعات في عدد من دول العالم، سيسرع الخطى في تفعيل التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في عديد من جامعات العالم بشكل أكثر فعالية وبجودة عالية. عدد من الحكومات ومنها المملكة قامت بتعطيل الدراسة في كل المرافق التعليمية كإجراء احترازي لمنع انتشار الفيروس بين الطلبة والكادرين التعليمي والإداري. ولكن الأغلب يتساؤلون عن المدة المتوقعة لهذا التوقف للعملية التعليمية! فهل سيستمر أسبوعًا أم أسبوعين أم شهرًا أم عدة أشهر؟! لا أحد يملك إجابة واضحة عن هذا السؤال، فالأمر متروك لتقدير السلطات في كل بلد وما يرونه مناسبًا للمواطنين والمقيمين. ومع هذه الحال تضطر الجامعات خصوصًا إلى التحول للتعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، فهما الخياران الأمثلان في مثل هذه الحالات. ومع أن كل الجامعات السعودية الحكومية والخاصة أسست عمادات وإدارات تختص بهذا النوع من التعليم، فهي تتفاوت من حيث جاهزيتها للانتقال بشكل كامل للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد خاصةً في مثل هذه الأزمات. توقف الدراسة لمدة غير معلومة سيدفع الجامعات بكل تأكيد لبذل كل الجهود، والإسراع في تطوير جميع المناهج والبرامج الأكاديمية لتتناسب مع التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وكذلك سيفتح تساؤلات عن خطط وزارة التعليم فيما يخص تطبيق مثل هذا النوع من التعليم في مدارس ومعاهد التعليم العام. أكاد أجزم بأن الاهتمام بالتعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني بعد أزمة كورونا سيكونان مختلفين تمامًا عما كانا عليه قبل ظهور هذا الفيروس، وسجل يا تاريخ!