افتتح مؤتمر أوبك الطارئ ال 178 في فيينا أمس الأول بكلمة لرئيس المؤتمر وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب الذي نبه لتكالب التحديات في أسواق النفط في هذه الأوقات العصيبة التي تهيمن في اجوائها تفشي الوباء العالمي فيروس كورونا واثاره السلبية التي عصفت بالطلب الاقتصادي والبترولي لتجعل من الأحداث أمراً لا يمكن التنبؤ بها ووضع السوق في حالة عدم اليقين، منوهاً بالدور الرائد للمملكة العربية السعودية في زيادة ضبط الإنتاج طواعية دون حصتها لضمان استقرار سوق الطاقة وموازنة انتاج أوبك من النفط الذي هبط في فبراير إلى أدنى مستوى في أكثر من 10 سنوات مع انهيار إمدادات ليبيا بسبب إغلاق للموانئ وحقول النفط إلى جانب التزام زائد من السعودية وأعضاء خليجيين آخرين باتفاق جديد للحد من الإنتاج. وهو الأمر الذي أكده وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بمساعي المملكة الحثيثة لعمل كل ما من شأنه استعادة الاستقرار والتوازن للسوق وقدرتها على دفع تحالف أوبك+ الذي يضم 23 دولة من منظمة مصدري النفط أوبك ودول من خارجها الملتزمون بصفقة خفض اجمالي 1,7 مليون برميل في اليوم من انتاج الدول المتعاهدة وفق حصص مختلفة وأكبرها الخفض السعودي والتي تنتهي في نهاية الشهر الجاري مارس، وضغوط أوبك+ من أجل خفض المعروض بما يصل إلى 1.5 مليون برميل في اليوم. وقال إن اللجنة الوزارية تقدم توصية خلاقة بشأن السياسة النفطية، حيث تعكس الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية من أجل خفض المخاوف المتزايدة من أن النمو في استهلاك الوقود يمكن مواكبته على إثر تنامي انتشار فيروس كورونا، في وقت اهتز الاقتصاد العالمي وعانى النفط من أكبر ركود أسبوعي له منذ الأزمة المالية العالمية، حيث انخفض إلى حد بعيد للغاية لموازنة ميزانيات معظم أعضاء أوبك. واجمع غالبية المحللون بوصف المشهد بالصدمة المفاجئة في الطلب الذي انحدر في أكبر تراجع لم يسبق له مثيل. وأضاف الوزير، أن الاتجاه هو صوب استمرار التخفيضات التي جرى تبنيها في ديسمبر 2019، وقال هناك توافق بين أوبك والمنتجين المستقلين بما في ذلك روسيا، في ظل ميثاق التعاون الذي يعزز الجهود لاتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة وباء كورونا. وفي الوقت نفسه، عكفت المملكة العربية السعودية وأعضاء آخرون في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لكسب دعم من روسيا للانضمام إليهم في تخفيضات إضافية في إنتاج النفط لدعم الأسعار التي تراجعت بواقع الخمس هذا العام بسبب تفشي الفيروس القاتل عبر العالم والذي تسبب في شل التجارة العالمية. وأبدت أوبك إرادة إجراء تخفيضات إضافية تتراوح بين مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميًا للربع الثاني والحفاظ على التخفيضات الحالية البالغة 2.1 مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2020. ويقوم التحالف بالفعل بإجراء تخفيضات عميقة لتعويض طفرة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة حيث وافق على تخفيض جديد في الإمدادات قدره 2.1 مليون برميل يوميًا في ديسمبر. وكان إنتاج أوبك الشهر الماضي هو الأدنى منذ عام 2009، عندما نفذت أوبك أكبر تخفيضات في الإنتاج في تاريخها في أعماق الأزمة المالية العالمية ومع مناقشة أوبك+ لمزيد من التخفيضات في الإنتاج، ارتفع إنتاج النفط الأمريكي الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي جديد، وارتفع صافي صادرات النفط الأمريكية إلى مستوى قياسي بلغ حوالي مليون برميل يوميًا في متوسط أربعة أسابيع. وتعزز الولاياتالمتحدة وضعها كمصدر عالمي للنفط، مما يؤدي إلى تآكل حصص السوق في روسيا والسعودية. ومع تزايد تهديدات تفشي كورونا وإلغاء الرحلات الجوية في أوروبا، وأغلاق المدارس في اليابان والبلدات الخاضعة للحجر الصحي في إيطاليا وارتفاع عدد القتلى من إيران إلى ولاية واشنطن، أصبحت أزمة فيروس كورونا عالمية ليس لها حدود ملقية بضلالها المعتم على الطلب على الطاقة، وللمرة الرابعة منذ 40 عامًا تقريبًا، قد لا ينمو استهلاك النفط على الإطلاق على مدى العام الجاري 2020، وفقًا لأقلية متنامية من التجار والمستثمرين، وأصبح بنك جولدمان ساكس جروب أول بنك رئيسي في وول ستريت يتوقع حدوث انكماش في الطلب هذا العام.