جددت قبائل يمنية في مأربوالجوف عزمها على مواجهة المشروع الحوثي المدعوم من إيران، واستعادة كافة المحافظات اليمنية الواقعة تحت احتلال الميليشيات وتطهير اليمن من الوجود الإيراني الذي دعم الانقلاب الدموي على السلطة الشرعية وخلّف خرابا واسعا في البلاد وبنيتها الاقتصادية والاجتماعية عبر أذرعه الإرهابية. وقال أحد أبرز مشايخ قبيلة مراد كبرى قبائل اليمن الشيخ علي القبلي نمران في بيان له: إن أبناء قبائل محافظة مأرب وهبوا أنفسهم وأبنائهم وإخوانهم وأموالهم في سبيل الدفاع عن الدين والأرض والعرض ومواجهة المشروع الحوثي الإيراني» متعهدا بتحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بميليشيات الحوثي الإرهابية وادعميها. وتواصل قبائل مأربوالجوف استنفارها واحتشادها وأعادت ترتيب وتنظيم صفوفها لإسناد الجيش الوطني اليمني استعدادا لاستعادة جميع المناطق التي تسللت إليها ميليشيات الحوثي الإرهابية، في محافظة الجوف، وتعهدت القبائل برد واسع على «جرائم العيب الأسود» التي ارتكبتها الميليشيات بحق السكان المحليين في مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف. وتؤكد قبائل مأربوالجوف أنها لن تكتفي باستعادة مدينة الحزم، متوعدة هذه المرة بالتقدم إلى ما وراء الجوف والالتحام بقبائل أرحب المحاذية وحرف سفيان وحاشد وبكيل بمحافظتي عمران وصنعاء، التي تعرضت لأبشع صنوف الانتقام والإذلال خلال السنوات الماضية، وتنتظر لحظة الانقضاض على الميليشيات الحوثية الإرهابية. ورصدت «الرياض» جانبا من جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي بحق مشايخ وأعيان القبائل اليمنية بمن فيهم الذين ساندوا الانقلاب، حيث قامت خلال العام الماضي فقط، بتصفية أكثر من 15 شيخا قبليا بارزا فضلا عن تعرض أكثر من 40 شيخا قبليا لانتهاكات متنوعة شملت اختطاف وإخفاء ومداهمة منازل وإقامة جبرية ومصادرة ممتلكات وتجريد من «الزعامة القبلية والمكانة الاجتماعية» بمجرد الاكتفاء منهم واستبدالهم بشخصيات منحدرة من السلالة التي ينتمي إليها زعيم الميليشيات الحوثية. وبحسب الرصد فإن المشايخ الذين تعرضوا للتصفية الجسدية والانتهاكات الأخرى، جميعهم انخدعوا وتورطوا في تمهيد الطريق للانقلاب على السلطة الشرعية واجتياح العاصمة اليمنية صنعاء وإسقاط مؤسسات الدولة اليمنية في سبتمبر 2014 مقابل وعود وإغراءات حوثية بمنحهم امتيازات مالية وسياسية ونفوذ أوسع، لتتكشّف أمامهم لاحقا حقيقة الحوثيين وطريقة تعاملهم مع القبائل اليمنية انطلاقا من حقد سُلالي وطائفي أثبت أنهم لا يثقون بغير المنتمين إلى «سلالتهم» ويرفضون التعايش مع الأكثرية اليمنية كما يصنفون القبيلة كيانا عدائيا يهدد طموحات الهيمنة الحوثية. ونال مشايخ حاشد وبكيل بمحافظة عمران النصيب الأكبر من التصفيات والانتهاكات والجرائم في إطار سياسة الإذلال المنظّمة ضد القبائل، حيث قامت الميليشيا حلال العام 2019 بتصفية عدد كبير من مشايخ القبائل بعمران، أبرزهم الشيخ القبلي البارز أحمد سالم السكني، ويعد من أبرز مشايخ قبائل بكيل، وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح قبل أن يتعرض هو الآخر للتصفية والتمثيل بجثته وإخفائها. كما تم تصفية الشيخ سلطان محمد الوروري والشيخ محمد الشتوي، إضافة إلى قتل الشيخ القبلي خالد جعمان، والشيخ مجاهد قشيرة الذي تعرضت جثته للتمثيل والسحل بهدف تخويف وترهيب القبائل. وتقول مصادر قبلية يمنية ل»الرياض» إن زعيم ميليشيات الحوثي الإرهابية عبر خلال اجتماعات عقدها مع كبار القادة والمشرفين الحوثيين عن غضبه جراء ما وصفه ب»تخلي القبائل عن دورها في القتال إلى جانبهم» كما استنكر أكثر من مرة ما اعتبره «اعتقاد وإيمان أكثر القبائل اليمنية بأن حرب الميليشيا تخص الجماعة فقط، وليست حرب اليمنيين والقبائل». وسبق أن عبّر زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، عن استيائه وعدم ثقته بالقبائل اليمنية واتهمها ب»الانتهازية والخيانة والتثبيط والتواصل والتنسيق مع الشرعية اليمنية والتآمر ضد جماعته» كما أفصح عن مخاوفه من احتمالية انفجار مشاعر الثأر والانتقام في نفوس القبائل الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح. محذرا من تلاشي مشاركة المقاتلين القبليين وتزايد نسبة انسحابهم من الجبهات، خصوصا بعد مصرع الرئيس السابق، الذي ينتمي لقبيلة حاشد وكان يحظى بتأييد قبلي واسع. وتشير إحصائيات وقوائم قتلى الحوثيين الذين سقطوا خلال المعارك الأخيرة في محافظة الجوف ونهم بمحافظة صنعاء، إلى أن أغلبيتهم من الأسر والبيوتات المتفرعة من السلالة التي ينتمي إليها زعيم الميليشيا، ما يؤكد ويعزز تزايد نسبة انسحاب المقاتلين القبليين من جبهات القتال واتساع ظاهرة تخلي القبائل اليمنية عن ميليشيات الحوثي الإرهابية خصوصا بعد أن تأكد رجال القبائل أنها تمارس تمييز عنصري وطائفي وسُلالي وتعاملت مع المخدوعين منهم بسياسة الاحتقار والتهميش. وتشن وسائل الإعلام التابعة والموالية للحوثيين وفي مقدمتها قناة المسيرة، حملات إعلامية متواصلة تستهدف القبائل في صنعاء وعمران وذمار وبقية المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، وتطرح أسئلة باستمرار من قبيل: «ماذا قدمت قبائل همدان وذمار وحاشد وبكيل لمساندة الجماعة في الجبهات؟ولماذا يرفض المشايخ والوجهاء البارزين في هذه القبائل دعوة أبنائها للالتحاق بالجبهات ولا يقومون بأي دور في التحشيد والتعبئة؟ وأين كبار المشايخ» وغيرها من الاستجوابات التي يتكرر طرحها وتوجيهها من قبل قيادات الميليشيا وعبر وسائل إعلامها في سياق التعبير عن سخطها جراء نفور مشايخ ورجال القبائل وعدم تفاعلهم معها.