بالرغم من نبرات التشاؤم وتضارب التنبؤات والدراسات حيال مستقبل صناعة النفط والغاز في ظل قضايا التغير المناخي التي يربطها بعض ساسة الصناعة بالانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال النفط والغاز من الاستخراج والنقل والمعالجة ما ينذر بقرب ذروة النفط وانعدام الطلب. إلا أن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك كان لها رؤى أخرى أكثر منطقية علمية وتفاؤلاً كبيراً لمستقبل صناعة البترول مبنية على أسس وحقائق حيث أعلنت أوبك عن تقديرها لاستثمارات ضخمة مهولة طويلة الأجل للنفط والغاز بحوالي 10.6 تريليونات دولار، معظمها في قطاع التنقيب والإنتاج حتى 2040. فيما تتبعت "الرياض" سلسلة أضخم المشروعات العملاقة اتضح ميلها لصالح أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام في العالم، شركة أرامكو السعودية التي تمضي نحو تعظيم استثمارات صناعة الغاز في ظل رصد الشركة ميزانية لمشروعات رأسمالية على مدى العشر السنوات المقبلة بقيمة تقدر بنحو 1,5 تريليون ريال/ 414 مليار دولار، تشمل أكثر من 70 مشروعًا رئيسًا قيد التنفيذ أو بدأ الإنتاج أو في مراحل التصميم. وأوضحت أوبك بأن أكبر الاستثمارات في المراحل الأولية في المنبع وتمثل قطاع التنقيب والإنتاج للنفط الخام والغاز بقيمة 8.1 تريليون دولار، فيما سجلت صناعة المنبع الوسيطة للمعالجة والتخزين والنقل والتسويق للنفط والغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي استثمارات بقيمة 1,0 تريليون دولار، بينما بلغت استثمارات قطاع المصب للتكرير والكيميائيات قيمة 1.4 تريليون دولار. وتظل الدول الأعضاء في أوبك ملتزمة تمامًا بالاستثمارات عبر سلسلة قيمة الصناعة بأكملها. وبالرغم من التوسع السريع لمصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، لكنها ستظل تمثل فقط حوالي 19 % من مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2040. وسوف يتطلب معالجة الطلب الحالي والمستقبلي على الطاقة موارد متنوعة للطاقة، ولا تزال آسيا والمحيط الهادئ أكبر مستورد للنفط الخام مع ارتفاع التدفقات بشكل مطرد. وسترتفع الواردات من الشرق الأوسط من 14.5 مليون برميل في اليوم 2019 إلى 20 مليون برميل في اليوم في 2040. في حين من المتوقع أن ترتفع صادرات الولاياتالمتحدة وكندا من النفط الخام والمكثفات إلى خمسة ملايين برميل في اليوم عام 2025، ثم تنخفض إلى حوالي ثلاثة مليون برميل في اليوم بحلول عام 2040. وأشارت أوبك إلى أنه لا يزال الارتباط التجاري بين الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ مهمًا، حيث ارتفعت تدفقات النفط الخام والمكثفات من 14.5 مليون برميل يومياً في عام 2018 إلى 20 مليون برميل يومياً في 2040. ومن المقرر أن تظل التجارة العالمية للنفط الخام مستقرة عند حوالي 38 مليون برميل في اليوم على المدى المتوسط ، حيث تزيد المناطق المصدرة للنفط من الاستخدام المحلي للخام. ومن المتوقع أن تبلغ الإضافات المتوقعة للتقطير الخام على المدى الطويل حوالي 16.5 مليون برميل في اليوم بحلول 2040، وتقع معظمها في المناطق النامية بقيادة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل ثمانية ملايين برميل يومياً من طاقة التكرير الجديدة بحلول عام 2024، يقع 70 % منها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط. وقالت أوبك بأنها ستظل المزود الرئيس للنفط في السوق العالمي، حيث ستزيد سوائل أوبك بنسبة 7.8 مليون برميل في اليوم إلى 44.4 مليون برميل في اليوم بحلول 2040. وسيستمر النقل في تشكيل الجزء الأكبر من الطلب على النفط يشكل منها النقل البري زيادة بقدرة 2.9 مليون برميل يوميا، بينما يشكل قطاع الطيران أيضاً زيادة 2.4 مليون برميل يومياً، مع زيادة الوقود البحري 0,8 مليون برميل يوميا. في حين سوف تمثل البتروكيميائيات أكبر طلب إضافي بزيادة 4.1 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على النفط بحوالي 12 مليون برميل في اليوم على المدى الطويل. ومن المتوقع أن تنمو المناطق غير التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي بنسبة 21.4 مليون برميل يومياً، وعلى المدى المتوسط ، سوف ينشأ نمو الطلب على النفط في الغالب من المناطق غير التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي، وخاصة الصين بزيادة 1.7 مليون برميل يوميا، والهند بزيادة 1.2 مليون برميل يومياً.