أسفرت الجولة ال20 من دوري الأمير محمد بن سلمان السعودي للمحترفين عن توسيع الفارق النقطي بين الهلال المتصدر والنصر الوصيف إلى خمس نقاط بعد فوز الأول على التعاون في بريدة، وتعادل الثاني على أرضه وبين جماهيره مع الأهلي الذي لعب اللقاء بمدرب طوارئ وفي ظل غيابات كبيرة ومؤثرة في خط الدفاع!. الفارق النقطي لايزال بسيطًا وقابلًا للاستدراك، والدوري لايزال فيه الكثير من الأحداث والتقلبات والمفاجآت، لكن الحدث الأبرز في الجولتين الماضيتين باعتقادي هو عودة الحكمين البولندي سيمون ماتشينياك والسلوفيني دامير سكومينا لقيادة مباريات الهلال والنصر بعد أكثر من 10 أشهر من ابتعادهما أو بالأحرى إبعادهما بناء على خطاب رفعه سعود السويلم الرئيس السابق لنادي النصر بعد نجاحه في إبعاد الإنجليزي مارك كلاتنبيرج الرئيس الأسبق للجنة الحكام وتولي خليل جلال المهمة خلفًا له، وطالب فيه بعدم إسناد أي مباراة يكون طرفها النصر أو الهلال لقائمة من الحكام من بينهم ماتشينياك وسكومينا!. اتحاد القدم اعترف حينها عبر بيان رسمي بتلقيه هذا الخطاب من رئيس النصر حينها، مؤكدًا إحالة الخطاب للإدارة القانونية، إلا أنَّ اللجنة لم تصدر حتى الآن أي قرارات بعد مرور 10 أشهر على الحادثة!. اتحاد القدم قال في نفس البيان إنَّه لن يرضخ لمطالب رئيس النصر ولن يعيرها أي اهتمام؛ لكن الذي حدث أنَّه رضخ وحقق للسويلم رغباته، ولم يقم أي حكم من حكام الساحة الخمسة المصنفين في (بلاك ليست) السويلم بقيادة أي مباراة للنصر منذ ذلك الوقت، باستثناء مباراة السوبر الماضية أمام التعاون والتي قادها الحكم الهولندي داني ماكيلي، أمَّا على صعيد الدوري فلم يكسر هذا الحظر إلا حضور سكومينا الخميس الماضي لقيادة مواجهة النصر أمام الأهلي في الجولة 20 من الدوري!. الغريب أنَّ حضور سكومينا تصادف مع احتساب أول ركلة جزاء على النصر بعد 19 جولة لم يتم فيها احتساب أي ركلة جزاء على النصر كرقم قياسي يضاف للعديد من الأرقام القياسية التي ينفرد بها الفريق الأصفر!. عودة ماتشينياك وسكومينا وغيرهما من حكام النخبة في أوروبا أسعدت كل من يعرف قيمة هؤلاء الحكام عالميًا وقدرتهم على الخروج بأقل الأخطاء تحكيميًا وأخفها ضررًا وتأثيرًا رغم صراخ الألم الذي يطلقه الخاسرون أحيانًا، ورغم الضجيج الذي يفتعله المتأزمون لافتعال مظلومية وهمية يغطون بها خسارتهم، ويهونون فيها حسرتهم، كما أنَّها دليل على أنَّ اتحاد القدم قد استطاع أخيرًا أن يتحرر من وصاية البعض وسلطتهم وتسلطهم واستصدارهم للقرارات نيابة عنه، وأن يعيد للتحكيم في الدوري السعودي هيبته بعد أن عبث به حكام الدرجة الثالثة والرابعة في أوروبا، أو المشبوهين وأبطال الفضائح التحكيمية في أفريقيا!. أهلًا بحكام النخبة مرة أخرى في الدوري السعودي، والأمل أن يستمر حضورهم في الجولات المقبلة الحاسمة، وأن يصمَّ اتحاد القدم أذنيه عن مطالبات بإبعادهم سيزداد ضجيجها في الفترة المقبلة من قبل أطراف قد تفقد بحضور هؤلاء النخبة العديد من المميزات التي كانوا ينعمون بها مع حكام (الجود من الموجود)!.