اتجهة أسعار النفط العالمية إلى تسجيل أسوأ أسبوع لها منذ عام 2011 بسبب الانتشار المتسارع لفيروس كورونا المتحور (كوفيد 19)، مما يعزز التكهنات بأن أوبك بلس، التي تضم منظمة الدول المصدر للنفط (أوبك)، وحلفاء من خارج المنظمة، ستتوصل إلى اتفاق لدعم الأسعار. وتراجعت أسعار النفط لليوم السابع على التوالي، بعدما دفعت المخاوف المتنامية من انتشار الفيروس أسهم بورصة «وول ستريت» إلى أكبر تراجع لها خلال عقد. وفي ظل انخفاض أسعار النفط بنحو 14 في المئة هذا الأسبوع، ثمة إشارات باقتراب أوبك بلس من التوصل لاتفاق بشأن تحرك لوقف نزيف الأسعار قبل اجتماع مقرر في العاصمة النمساوية فيينا الأسبوع المقبل. وقال مسؤول رفيع في أوبك أن المنظمة وحلفاءها يظهرون «التزاما مجددا» بالتوصل إلى اتفاق في الوقت الذي يتجه فيه الاقتصاد العالمي إلى أسوأ أداء له منذ عام 2019. ويقول هويي لي، الخبير الاقتصادي بمجموعة «اوفيرسيز تشاينيز بانكينج جروب» المصرفية في سنغافورة: «مهما كان الانخفاض المتوقع في الإنتاج الأسبوع المقبل، فسيكون قليلا جدا ومتأخرا جدا، حيث إن أسعار النفط قد تراجعت على نحو سريع.» وأضاف لي أنه في حال أقدمت «أوبك بلس على خفض الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا، قد يدعم هذا الأسعار قليلا، ولكن أي أمر آخر قد يسبب خيبة أمل». هوت أسعار النفط لأدنى مستوياتها فيما يزيد عن عام أمس، مما يضعها على مسار تسجيل أكبر تراجع أسبوعي فيما يزيد عن أربع سنوات، في الوقت الذي أجج فيه الانتشار السريع لفيروس كورونا المخاوف من تباطؤ في الطلب العالمي. ويزداد قلق المستثمرين بشأن احتمال تحول التفشي إلى وباء، إذ ينتشر الفيروس بعيدا عن مركز ظهوره في الصين إلى 46 دولة أخرى. وتراجع أكثر عقود خام برنت نشاطا للتسليم في مايو 1.37 دولار أو ما يعادل 2.7 بالمئة إلى 50.36 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0445 بتوقيت جرينتش، وهو أدنى مستوى في 14 شهرا. وينتهي أجل عقد أقرب استحقاق لشهر أبريل نيسان أمس. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.33 دولار أو ما يعادل 2.8 بالمئة إلى 45.76 دولارا للبرميل. وتراجع الخام الأميركي نحو 14 بالمئة هذا الأسبوع، وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ مايو 2011. ومن المقرر أن تجتمع المجموعة، التي تخفض الإنتاج حاليا بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا تقريبا لدعم الأسعار، في فيينا في الخامس والسادس من مارس.