عندما نتتبع الدور الإنساني لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تبدو الشواهد أمامنا، فقد ظل المركز متصلًا بالحياة الإنسانية في العالم، وتأتي المملكة اليوم في المرتبة السادسة في قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإغاثية في العالم.. بعد أيام تستضيف مدينة الرياض منتدى الرياض الدولي الإنساني الثاني، والذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالشراكة مع الأممالمتحدة ومنظماتها الإنسانية، وبمشاركة هيئات ووكالات ومنظمات دولية ومحلية حكومية وغير حكومية وأكاديميين وباحثين متخصصين في الحقلين الإنساني والإغاثي. فمنتدى الرياض الدولي الإنساني يجر بصورة منطقية وطبيعية للحديث عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فالخيط الذي يشد هذا الحديث ويربط بين أجزائه هو الإنسانية في صورتها المتكاملة والمتمثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. واليوم ينظر إلى المركز باعتباره أبرز المراكز الإنسانية في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية على مستوى العالم والذي يؤصل الفعل الإنساني الإيثاري وفق رؤية إنسانية مستمدة من تعاليم الإسلام. وقد تمكن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بفضل وسيلة السخاء الإنساني من أن يؤدي دورًا فاعلًا ومؤثرًا في الحياة الإنسانية وينظر إليه كواحد من الإنجازات الإنسانية في العصر الحديث. ويثبت الواقع التاريخي أن المركز خلق تجانسًا ما بين قيم الانتماء الديني والوطني وقيم الانفتاح الإنساني والذي أحال إلى معنى التكامل الإنساني في أعلى صوره في محاولة لتكوين مجتمع إنساني واحد. ولذلك كانت المبادرات الإنسانية تأتي تباعًا وفي تدفق دائم، فالمركز دائمًا في صورة الحدث الإنساني ومن ذلك الوقت أدركت أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وطنًا للإنسانية طبع العالم الإنساني بطابع واحد. إن نظرة واحدة لأدوار المركز تبين لنا مدى الإنسانية الكبيرة والتوسع الهائل في برامج المساعدات الإنسانية والتي لم تكن ذات بعد واحد حيث اتصفت تلك المبادرات والبرامج الإنسانية بطابع الشمول والتوازن لتغطية الاحتياجات الإنسانية في كل مكان. ولذلك كانت فكرة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أقوى الأفكار والإضافات الإنسانية احتلت مكانًا إنسانيًا متقدمًا على مستوى العالم وأصبح تأثيرها حقيقة ثابتة. وتلكم هي الاعتبارات الكبرى من الفكرة والتي هي في الأساس فكرة ومشروع ومبادرة سلمان بن عبدالعزيز الذي شرع أبواب الإنسانية إلى الأبد، وجعل منها قصة تُروى، يضاف لها كل يوم فصل إنساني جديد وهنا يحدث الارتباط بين الملك سلمان والإنسانية. لقد وضعت الإنسانية سلمان بن عبدالعزيز في واجهة الإنسانيين العالميين التي تبنت القيم الإنسانية العظيمة، ولذلك جاءت تعاليم الملك سلمان بن عبدالعزيز مشرعة لرسالة المملكة الإنسانية وباعثة لحياة إنسانية معبرة عن روح العصر. في هذا المنعطف التاريخي جاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نافذة إنسانية ومنصة إشعاع حضاري، وهنا يمكننا القول بوجود فعلي لحضارة إنسانية مثالية وبموكب إنساني يعلن عن عصر ذهبي جديد للإنسانية. وعندما نتتبع الدور الإنساني لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تبدو الشواهد أمامنا، فقد ظل المركز متصلًا بالحياة الإنسانية في العالم، وتأتي المملكة اليوم في المرتبة السادسة في قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإغاثية في العالم طبقًا لإحصائيات منظمة الأممالمتحدة، وتجاوز إجمالي ما أنفقته على برامج المساعدات الإنسانية خلال الأربعة عقود الماضية 115 مليار دولار استفاد منها أكثر من 90 دولة في العالم. وقد قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الكثير من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية حول العالم وذلك بمشاركة الشركاء الدوليين والإقليمين والمحليين في الدول المستفيدة كما تم تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الإنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية لملايين المستفيدين في جميع أنحاء العالم. فالتطور التاريخي الإنساني الذي تفردت به المملكة كان بداية لعصر جديد قدمت فيه المملكة نفسها إلى العالم بوصفها مملكة الإنسانية وقدمت تصويرًا صادقًا للحياة الإنسانية الحقيقية حيث بقيت المملكة بالإضافة إلى سبقها التاريخي الإنساني المنارة التي تتجه إليها أنظار العالم. ولذلك فإن المملكة في ظل هذا الوعي الحضاري الجديد تنقلنا من الدولة التي تسعى إلى التطور إلى الدولة التي تصنع التطور. وهنا تتجلى قدرة رؤية 2030 التي أكدت سلامة وجهتنا الحضارية وبرهنت على مدى انسجامنا مع الواقع الموضوعي مركزة بوضوح على ما نريده حقًا، مستهدفة بذلك وضع الإنسان السعودي في مصاف أرقى المجتمعات الإنسانية. هذا الإنجاز للرؤية حقق تمدنًا واضحًا وتغيرًا اجتماعيًا فريدًا تجاوز حجم الإنجاز إلى حجم الطموح، تخطى الواقع المشهود إلى المستقبل المأمول. يقول د. مجيد خدوري وهو بالمناسبة أحد الشخصيات البارزة في الأوساط الأكاديمية في الولاياتالمتحدة الأميركية: لا أعتقد أنه حدث بعد الحرب العالمية الثانية تطور لدولة ما في العالم كالذي حدث للمملكة العربية السعودية. لقد أصبحت المملكة قوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، بل أصبحت تؤثر على مجريات الأحداث في العالم، وأن أنظار العالم وبالذات العالم الغربي كثيرًا ما تأخذ برأي المملكة العربية السعودية في الشؤون الاقتصادية العالمية وبالأخص شؤون منطقة الشرق الأوسط. هذا البلد القارة أصبح اليوم قوة فاعلة في المسرح العالمي لا يمكن الاستغناء عنه دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا وأمنيًا وإنسانيًا وتكمن أهميته في مواقفه المعتدلة ونفوذه السياسي وقوته الاقتصادية وموقعه الاستراتيجي ومكانته القيادية في العالمين العربي والإسلامي ما جعله يأخذ صدر الصورة إقليميًا وعالميًا. ولذلك يجيء منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الثانية نهجًا إنسانيًا رصينًا مستهدفًا بذلك إعلاء مبدأ الإنسانية في العالم.