منذ أن عرفنا القوة بين الدول وخاصة المتقدمة، والمتعارف عليها هي قوة التسليح التقليدي الذي نشاهده الآن، وهي عبارة عن الطائرات والدبابات والبارجات والبنادق الآلية وهي تدخل ضمن الأسلحة المميتة التي تقتل البشر، ودائما أي دولة قوية في العالم لا يمكن أن تسيطر عليها إلا إذا امتلكت ترسانة أسلحة ضخمة مكونة مما ذكرناه في البداية. اليوم لربما تختلف هذه النظرية ليخرج علينا سلاح أخطر وأشد فتكا للبشرية وقوة من تلك الأسلحة حتى أصبح من يمتلكه يتم الحذر منه نهائيا.. ألا وهو التسلح الكيميائي فما هذا التسلح الذي يخترق البشر ويقتلهم وهم في أماكنهم بدون التقيد والإمساك بأى سلاح. لقد استخدم هذا السلاح طبقا لإحصائيات سابقة والتي تمثل سلاح غاز الخردل وغاز السارين وغاز الميثان السام وغاز ثاني أكسيد الكربون حيث تم استخدامه في بداية الحرب العالمية الأولى وكذلك عندما استخدمه الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد مدنيين في مدينة حلابجة العراقية عام 1988 ميلادية وأيضا استخدام غاز السارين عام 1995 في نفق قطارات بمدينة طوكيو وهناك أيضا حروب عديدة يستخدم فيها هذا السلاح للأسف وآخراها في سورية من قبل نظام بشار الأسد. لقد أنشأت منظمة ضخمة تتكون من 129 دولة للقضاء على تلك الأسلحة حيث استطاعت تدمير نحو 96 % من المخزون العالمي المعلن من الأسلحة الكيميائية إلا أنه ما زالت هناك دولا لم توقع على تلك المعاهدة والتي تحد من هذه الأسلحة. هذه المنظمة تسعى إلى تدمير جميع المخزونات المعلنة وتفتيش جميع المواقع في العالم التي كانت تتيح هذه الأسلحة وتقوم بالتحقيق من أي مزاعم قوية باستخدام الأسلحة الكيميائية وذلك عن طريق إرسال الخبراء وأصحاب العلم والمعرفة في هذا المجال إلى المواقع المشتبه فيها وتقوم بإعداد تقارير عنها إذا كان هناك شيء يهدف إلى التخلص منها. نأمل ألا يقع هذا السلاح في يد الدول المارقة التي تستهتر بأرواح البشر، وأن يتم التشديد عليها وعمل الحظر الاقتصادي على من يقوم باستخدامها أو إنتاجها أو استغلالها ووجودها في دولته حتى يعيش العالم في أمن وأمان بدون تلك الأسلحة الفتاكة ومحاربة من يحاول تصنيعها أو إنتاجها حتى نستطيع المحافظة على الجيل الحالي والجيل القادم من البشر، وإلا ننتظر الحرب العالمية الثالثة.