حذرت منظمة الحصة العالمية من المبالغة في اتخاذ الإجراءات لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، في وقت قاربت فيه حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيروس في الصين الثلاثاء 1900 شخص. وارتفع بموازاة ذلك عدد الإصابات في الصين القارية إلى 72 ألفا و300 شخص، وإلى 900 شخص في نحو 30 دولة أخرى في العالم. رغم هذه الأرقام، سعت منظمة الصحة العالمية الاثنين إلى الطمأنة، مؤكدة أنه خارج مقاطعة هوباي في وسط الصين، لم يصب فيروس كوفيد-19 سوى «نسبة صغيرة جداً من السكان» ويبلغ معدل وفياته حتى الساعة نحو 2 % فقط. ويسجل أكبر عدد إصابات خارج الصين، داخل السفينة السياحية الموضوعة بالحجر الصحي منذ مطلع فبراير في خليج يوكوهاما قرب طوكيو، إذ تأكد إصابة 88 شخصا إضافيا. وذكرت الوزارة أن الإصابات الجديدة تأكدت من مجموع 681 اختبارا جديدا، ما يرفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 542. وسجلت فرنسا ثاني إصابة لرعاياها بين أربعة فرنسيين على متن السفينة، كما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية الاثنين، مؤكدةً أن السلطات الصحية اليابانية تتولى معالجتهم. ومن جانب آخر أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس إدهانوم غبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف أن المنظمة تشهد الآن المزيد من المعلومات عن الفيروس الجديد، مع ورود المزيد من المعلومات والبيانات والإحصاءات من الصين سيساعد المنظمة في صياغة إرشاداتها للدول، وأن المعلومات الواردة أفادت أن «كوفيد 19» أقل قتلا للمصابين من الفيروسات السابقة مثل سارس وإنفلونزا الطيور والخنازير، حيث إن نسبة الوفيات 2 %، وأن احتمالات وفاة المصاب تزداد كلما كبر عمره، وأن 14 % من الإصابات تؤدي إلى الالتهاب الرئوي، وأن 5 % من المصابين كانوا يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي قبل الإصابة. وأكد أن هذه المعلومات ملأت بعض الثغرات، وأن فريق الخبراء الدولي الذي يعمل الآن مع نظرائه في الصين سيعمل على ملء بقية الثغرات. وأضاف أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع دول العالم، وتزودها بما يلزم من تدريب العاملين الطبيين، والإرشادات، وكيفية اتباع أثر وخط سير الفيروس، ومعدات الوقاية للتشخيص والتحاليل والعلاج. وأظهرت مؤشرات أمس الثلاثاء تراجع عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الصين إلى أقل من 2000 حالة وذلك للمرة الأولى منذ يناير لكن خبراء عالميين قالوا إن من المبكر للغاية الاعتقاد بأنه تم احتواء انتشار العدوى. وساعدت قيود مشددة على السفر والحركة في الحد من انتشار الفيروس خارج إقليم هوبي، موطن العدوى، لكن ذلك جاء على حساب الاقتصاد الصيني وحركة الأعمال العالمية. وتبذل الصين جهدها لاحتواء الفيروس حيث أعفت بعض التجهيزات الطبية الأميركية المستوردة من الرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها في إطار حربها التجارية مع الولاياتالمتحدة، لتتمكن من احتواء وباء فيروس كورونا المستجد بشكل أفضل. وكشفت لائحة نشرتها لجنة الرسوم الجمركية في الحكومة أن معدات تستخدم لنقل الدم أو لقياس الضغط الشرياني ستعفى من رسوم جمركية ابتداءً من الثاني من شهر مارس.