تعتبر مقولة (يخلق من الشبه أربعين) من الأمثال الشعبية التي انتشرت في وطننا العربي وقاعدة غائِرة في أفكار السياسيين حين يقارنون بين هتلر وأروغان وذلك لوجود التشابه الكبير بينهما في أفكار التوسع والنشأة دون وجود صلة قرابة او تشابه في الملامح الشكلية. هناك شبه تَآلُف بين ادولف ورجب في النشأة وأبَى المرادُ أن يذْعن لهما فقد أراد ادولف هتلر أن يكون رساماً لا سياسياً، وقدم على أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا في عامي 1907 و1908 وتم رفضه مرتين، وكذلك رَجَى رجب طيب أردوغان أن يلعب في المنتخب الوطني فرُفِض طلبُه عدة مرات واستقر به الأمر أن يلعب في ناد محلي وهو نادي قاسم باشا ومن ثمَ تم استبعاده. بعد أن ناهضت صروح الرياضة وشجب الفن وجود ابن ضواحي» برونو» ومدينة طرابزون بين صفوفهم، قررا الالتحاق بالفنِ الممكن (السياسة) وهنا تطابقت صُرُوف الدَّهر ونوائِبُه ففي 1923 وبسبب آرائه السياسية الانقلابية الداعية للكراهية سُجِنَ هتلر في ألمانيا، الأمر نفسه حصل لأردوغان عام 1998 لتحريضه على الكراهية الدينية التي تسببت في سجنه ومنعهِ من العمل في الوظائف الحكومية. وبعد تسلق أردوغان وهتلر الحكم وتوليهم أمره شهدت سياساتهم الخارجية الكثير من التشابه فقد أظهرت فترة حكم النازي التي سبقت الحرب العالمية الثانية، تحسين العلاقات مع بولندا رغم استقطاع «معاهدة فرساي» بعض الأراضي الألمانية لصالح بولندا والاتجاه لضمها إلى ألمانيا في بداية الحرب، وكذلك قام أردوغان بتحسين العلاقة مع نظام بشار الأسد رغم استقطاع اتفاقية أضنة لواء الإسكندرون السوري أو تأجيل البحث في القضية ثم الاتجاه إلى محاولة ضم شمال سورية لتركيا في 2019، كما قطع هتلر العلاقات مع الصين وقام بتوقيع اتفاقية المحور مع اليابان والدخول في تحالف مع إيطاليا رغم انسحابها من المعسكر الألماني في الحرب العالمية الأولى وكان ذلك من الأسباب الرئيسة لخسارة ألمانيا الحرب، كذلك نتج عن سياسة أردوغان توتر العلاقات مع أميركا وقام بتوقيع اتفاقية سوتشي مع روسيا رغم أن في سوتشي انتصر الروس بشكل دموي على الأتراك عام 1829 ودخل أيضاً بتحالف مع إيران رغم تراجعها الإقليمي. ورغم عنصرية هتلر تجاه اليهود ومجازر أردوغان بحق الأكراد، إلا أنهما تَسَاوا في الجوائز الغريبة! فقد تسلم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بنوفمبر 2010 جائزة القذافي لحقوق الإنسان وفي سنة 1939 كان هتلر ضمن المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام. قد يكون هذا التشابه من باب تأثر أردوغان بهتلر أو محض الصدفة لا أكثر، مما يجعلنا نفهم اليوم لماذا قيل لأدولف «إنك غير مناسب لمجال الرسم» وأخبروا رجب بالابتعاد عن الكرة، فالفن والرياضة أرقى وأنقى من أن يضم إليهما الفكر الانتقامي الدموي بأمثالهم. وقد يقول الساخرون من علوم السياسة «لا ترفض رساماً أو لاعب كرة إن أرادا الالتحاق بأكاديميتك فربما ينقلب بعدها ديكتاتوراً أو مجرماً وتكون أنت المتسبب من خلالهما في دمار الأمم». نتمنى أن لا تكون نهايات أردوغان كهتلر.. كما نود التنويه هنا أنّ أصل كلمة (أربعين) الواردة في المثل الشعبي تعني بالمعنى الكثير، وليس المقصود منها العدد بعينه، فالخالق سبحانه وتعالى يستطيع أن يخلق أكثر من أربعين، لذلك فالقصد من الكلمة المبالغة وقد لا يكون لهتلر إلا أردوغان أو على شاكلته من هم من أمثال سليماني إيران.