أعلن مفاوضون في الحكومة السودانية والجبهة الثورية (التحالف الذي يضم مجموعة حركات مسلحة) عن تقدم كبير في المحادثات الخاصة بقضايا السلطة في إقليم دارفور غربي البلاد. وعقد وفدا الحكومة برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد حسن التعايشي وقادة الجبهة جلستي مفاوضات الليلة قبل الماضية في جوبا عاصمة جنوب السودان، تناولت قضايا السلطة الخاصة بدارفور. وأوضح التعايشي في تصريح صحافي عقب الجلستين أن النقاش تواصل حول قضايا السلطة وتناول كيفية معالجة المسائل المتعلقة بمستقبل إتفاقية السلام مع الوثيقة الدستورية. مبينا أن هذا الامر ظل سؤالا مطروحا منذ بداية التفاوض. وأشار الى أنه تم الإتفاق بأن تسود إتفاقيات السلام على الوثيقة الدستورية وإذا حدث أي تعارض يزال بتعديل الوثيقة الدستورية وإعطاء الأولوية لاتفاق السلام وذلك لأهميته بالنسبة للشعب السوداني ولاستقرار الفترة الإنتقالية. وأضاف التعايشي، النقاش تواصل من اجل إيجاد معالجة لطبيعة ومستويات السلطة في الفترة الإنتقالية وذلك من خلال معالجة العلاقة المختلة تاريخيا بين المركز والأقاليم باعتبارها من القضايا الاساسية التي تسببت في نشوب الحرب واستمرارها منذ الاستقلال، بجانب المظالم التاريخية والتهميش. وأكد ضرورة أن يعالج اتفاق السلام هذه العلاقة المختلة، مشيرا إلى اقتراحهم بالعودة إلى نظام الأقاليم مع إعطائها سلطة واختصاصات فيدرالية حقيقية. وقال التعايشي: "النقاش سعى إلى إيجاد صيغة علمية لمعالجة هذه القضية بعيدا عن معالجات الاتفاقيات السياسية السابقة والتي لجأت الى المعالجة المؤقتة ولم تتطرق لجذور المشكلة ولم تراع توزيع السلطة داخل الأقاليم نفسها". ومن جانبه أكد القيادي بالجبهة الثورية إبراهيم زريبة ان الفترة المحددة لاستكمال التفاوض حول القضايا المطروحة هي فترة كافية تمكن الجميع من الوصول لاتفاق سلام شامل. وقال: "النص الذي تم الاتفاق عليه بأن تسود اتفاقية السلام على الوثيقة الدستورية هو نص يوفر الحماية القانونية والدستورية لبنود الاتفاق وحمايتها من اي متغيرات". وفي السياق أكد عضو فريق الوساطة الجنوبية د. ضيو مطوك أن الطرفين توافقا على كثير من البنود المتعلقة بقضية السلطة، لافتا الى أهمية هذه القضية ولعدم اكتمال النقاش سيتواصل التفاوض حولها خلال الساعات المقبلة، مشددا على ضرورة ان تكتمل كل القضايا المطروحة وبالذات في مسار دارفور ومسار منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في أقرب وقت ممكن، وتوقع مطوك ان جلسات لجنة حكام الولايات والمجلس التشريعي الانتقالي بين الطرفين والتي تم تحديد عدد أعضائها بعشرة أشخاص بواقع خمس ممثلين لكل طرف، وأكد انه تم استلام قائمة باسماء ممثلي الحكومة ومن المتوقع ان يتم استلام اسماء ممثلي الجبهة الثورية.