تسلمت عائلة الخنيزي أبنها الشاب موسى المختطف منذ نحو 21 عاما، ودخل موسى قبل قليل لأسرته في منزلهم بحي تركيا "ج" بمحافظة القطيف لأول مرة منذ ولادته، إذ تم خطفه بعد ولادته بأقل من 24 ساعة، ما يوصل قصته التي شغلت الرأي العام في المملكة إلى نهايتها بعد أن تسلمه والده رسميا من وزارة الشئون البلدية والقروية التي وفرت لموسى المأوى بعد الكشف عن القضية. وعلى رغم من أن موسى رفض الخوض في تفاصيل حياته في الفترة الماضية مع المرأة المتهمة والأسرة التي عاش فيها طيلة 23 عاما، إلا أنه قال ل"الرياض" في شكل مقتضب: "عشت معهم كأي شخص لديه عائلة، وحاليا هذه أسرتي الحقيقية". وأضاف "أشكر أبناء الوطن في كل مناطق المملكة الذين تابعوا قضية أهلي كما أشكر غير المتابعين لها". وتابع "كنت متحمسا لكي أقابل أبي وأخوتي بأي طريقة وحتى لو كنت في أبعد مكان كنت سآتي لأقبل رأس أبي الغالي الذي لم يتخلى عني منذ 21 عاما، ولنا أن نتصور أنه لم ييأس ولم يتوانى لحظة عن دعم قضيته بهدف الكشف عن الحقيقة التي تكشفت حاليا". وعن مشاريعه المستقبلية الحالية مع أسرته "الخنيزي" قال: "توجد الكثير من الخطط التي أنوي القيام بها مع عائلتي وأخوتي"، مضيفا "حقيقة الإجراءات الرسمية كانت سريعة ولمت شملنا والحمد لله، وأشكرهم وأشكر أبي على، فلو تخلى عن قضيته لما كنت هنا اليوم"، مشددا على أن أبيه يستحق أن يكون بطل هذه اللحظة وعريسها، وزاد "على الأقل لم أشعر بنفس العذاب الذي شعر به طوال 21 عاما، ومن ذلك الحين لم يهدأ قط". واستقبلت والدة موسى ابنها وسط فرحة عارمة لم تخلوا من المشاهد الانسانية التي اختلطت مع مشاعر الأم التي لا يوازيها مشاعر، إذ قال موسى: "أمي استقبلتها وقبلت رأسها وكم أنا سعيد جدا بهذه اللحظات التي غيرت حياتي". وشهد منزل الخنيزي توافد أبناء محافظة القطيف في شكل عفوي وتهنأتهم بوصول موسى، فيما عبر مغردون عن فرحتهم العارمة بهذا الانجاز الذي حققه رجال الأمن وجميع الجهات المعنية في القضية. وذكر علي الخنيزي والد موسى بأنه ألتقى ولده اليوم، وعن طبيعة المرحلة المستقبلية قضائيا قال: "حتى لو تنازلنا فالدولة لا يمكن ان تفرط في الامن وتضيع مستقبل ابناءها، والدولة يستحيل ان تقبل ان يكون هناك أي نوع من انفلات بالأمن بالعفو في مثل هذه القضايا، فلو كان هناك تساهل سيكون هناك ضحايا آحرين وهذا غير ممكن في نظري". وتابع "لأبني لا هوية وعلاج ولا عمل الان ابن العماري عمره 24 بدون عمل، ومثله ابني عمره 20 عاما بلا هوية ولا عمل، ونحمد الله انه حفظهم طوال هذه السنوات ولم يتعرضوا للأذى". وعن مطالب الأسرة قال: "إننا نوكل هذا الامر للدولة والقضاء لأن الدولة وانا ابن الدولة وبما اني ابنها فانا افوض ثقتي كاملة بها وهي من تأخذ الاجراءات التعزيرية بحق الخاطفة ونظرتها أعم واكبر من النظرة الشخصية من قبل العائلة". من جانب آخر التقت "الرياض" نوري الحبتور والد المختطف اليمني نسيم الذي اختطف من كورنيش الدمام قبل 23 عاما، وقال: "جئت لأهنئ صديقي علي الخنيزي حيث كنت أنسق معه منذ 1417"، مضيفا "أختطف نسيم وأنا واثق بأن المتهمة حاليا في القضية على صلة بعملية الاختطاف لأن نفس الأسلوب والمواصفات".